25
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الزمان إذا قلّ أهل الدين، فكان المؤمن فيه غريبا ؛ من قوله عليه‏السلام: إنّ الإسلام بَدَأَ غريبا، و سيعود غريبا، فطوبى للغرباء.۱

و فائدة الحديث: الإخبار عن۲ أنّ موت /۱۸۹/ الغريب في غربته ثوابه ثواب الشهيد۳.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۶۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنِ اعتَزَّ۴ بِالعَبيدِ أَذَلَّهُ اللّه‏ُ.۵

أصل «العزّ»: منع غلبة الغير، و العَزاز: الأرض الصُّلبة، و لحم متعزّز أي صلب، و استُعزّ بالمريض: إذا اشتدّ مرضه و أشرَفَ على الموت۶.

و معنى الحديث: من اعتزَّ۷ و تَغَلَّبَ و بطش بكثرة العبيد، كان ذلك داعيةً إلى أن يُذلّه اللّه‏ُ تعالى و يَقهره و يَخزِمه۸ بالصَّغار۹، و يَخرِمه۱۰ بالتبار۱۱ ؛ و ذلك بأنّه تحكّكٌ۱۲ بقاعدة الكبر، و ما أذَلَّ المتكبّرَ على اللّه‏ِ و أصغَرَه و أحقره!

1.. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۲۱۸ ؛ كمال الدين ، ص ۶۶ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۲ ، ح ۱۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ،ص ۳۹۸ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ .

2.. «ألف» : ـ عن .

3.. «ألف» : الشهداء .

4.. «ألف» : اُعزَّ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۷ ، ح ۳۵۰ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ ، ح ۸۳۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۷۵ ،ح ۸۴۷۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ و ص ۷۷ ، ح ۲۵۰۴۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۳۴ ، ح ۲۴۰۹ .

6.. و استُعزَّ بفلان أي غلب في كُلِّ شيء من عاهة أو مرض أو غيره ، و عَزَّ يَعَزُّ إذا اشتَدَّ ، و استُعزَّ عليه إذا اشتدّ عليه و غلبه .انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۷۹ عزز .

7.. «ألف» : اُعزَّ .

8.. «ألف» : يجزمه .
خَزَمتُ الكتابَ و غيره : ثقبته . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۵ خزم .

9.. الصِّغَر و الصَّغار : الذُّل و الهوان و الضَّيم . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۵۹ صغر .

10.. «ألف» : يحرمه .
خَرَمَه : نَقَصَه و قَطَعَه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۰ خرم .

11.. «ألف» : بالثبار .

12.. التحكّك : التحرّش و التعرّض . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۴ حكك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
24

اللَّذةُ بالمطاعم و المشارب و المناكح؟! أو يتركه الفراغ أن تميل نفسُه إلى شيء من ذلك، و تَتجاذَبَ أهدابَها۱؟! كلاّ و اللّه‏ِ لو كانت لنا نفوسٌ مراعية و آذان واعية و أبصار رائية ؛ و لكن عَمَى القلوب سَتَرَ۲ علينا هذه الأحوال، و غَمَرَنا في طلب الحُطام، فنحن عليه متهالكون، و للصواب تاركون، و حُبُّ الدنيا أصمّنا عن سماع الموعظة، فمِنْ شَغب۳ الدنيا و جِبْلتِها۴ الّتي مكّنّاها من أنفسنا، و أشعَفْنا بها قلوبَنا، صَمَّتْ آذانُ أحلامنا عن نداء الآخرة على دار السلامة و عرْضِها فيمن يزيد، و مَن صَدف نفسَه عن الدنيا، و قلع عروق قلبه عنها، و رغب عن شرابِ جَشَعِها الّذي يَسقيه ساعةً فساعةً، لم يَكترث بما يصيبه فيها ؛ علما بأنّها ظلٌّ آفِل، و فَيء زائل۵، و سِناد مائل ؛ كما قال أمير المؤمنين عليه‏السلام متمثّلاً:

لقد أسمعتَ لو ناديتَ حَيّا

و لكن لا حياةَ لمن تُنادي۶

و فائدة الحديث: الدعاء إلى هذه المكارم المطرّفة لابن آدم إلى النعيم الذي لا يفنى.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۲۶۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ مَاتَ غَريباً مَاتَ شَهيداً.۷

مضى تفسير هذا الحديث في قوله عليه‏السلام: موت الغريب شهادة.۸ و يجوز أن يراد بالغربة آخر

1.. الأهداب و الهُدّاب جمع هَدَب : أغصان شجرة الأرطى و نحوه ممّا لاورق له ، واحدة هَدَب هَدَبَة . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۸۱ هدب .

2.. «ألف» : عمى القلب يستر .

3.. الشَغْب و الشَّغَب و التشغيب : تهييج الشرّ . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ شغب .

4.. «ألف» : حليتها .
جِبْلة الشيء : طبيعته و أصلُه و ما بُني عليه . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ۹۸ جبل .

5.. «ألف» : ـ و فيء زائل .

6.. راجع : الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ ، ص ۷۹ ؛ المختصر في علم التاريخ ، ص ۸۷ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۷ ، ح ۳۴۹ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۲۱۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۶ ، ح ۲۹۳۱۳ ؛ العهودالمحمّديّة ، ص ۵۱۸ . شرح اللمعة للشهيد الثاني ، ج ۱ ، ص ۴۱۲ .

8.. قد مرّ تخريجه سابقا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1946
صفحه از 488
پرینت  ارسال به