كان أبعَدَ مِن مجاذَبة أهدابِ۱ الشهوات، و مطالبةِ أنواع اللذّات، و الرغبةِ في الدنيا الّتي تُباعِد عن الخشوعِ، و تُنَحِّي عن الخُضوع۲، و تُرَغِّب في ارتكاب المحارم و تَركِ مراقبةِ جانِبِ اللّه تعالى، و مثله قوله عليهالسلام: أكثِروا ذِكرَ الموت ؛ فإنّكم إن ذَكرتموه في غِنىً كَدَّره عليكم، و إن ذَكرتموه في ضِيقٍ وَسَّعه عليكم.۳
و فائدة الحديث: الأمر بإكثار ذِكر الموت الّذي يَهدِمُ اللذّاتِ الجالبةَ للتباعد من اللّه تعالى.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۴۳۷.قوله صلىاللهعليهوآله: رَوِّحُوا القُلُوبَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ.۴
«الرَّوح»: الفَرَج ؛ قال اللّه تعالى: «وَ لاَ تَيْئَسُوا /۲۷۳/ مِنْ رَوْحِ اللّهِ»۵ أي مِن فَرَجِه، و الراحة كذلك، تقول: رَوّحتُه و أَرَحتُه.
و في الحديث أنّه قال صلىاللهعليهوآله لبلال مؤذِّنه: أرِحْنا بها يا بِلالُ!۶ و۷ أي أذِّنْ لنُصلّي و نَفْرُغَ قلوبَنا مِن الاشتغال۸ بأمر الصلاة.
و «الساعة»: الوقت الحاضر.
1.. الهَدَب : أغصان الأرطى و نحوه ممّا لاورق له ، و واحدته هَدَبَة ، و الجمع أهداب . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۸۱ هدب .
2.. «ألف» : ـ و تنحِّي عن الخضوع .
3.. كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۵۴۸ ، ح ۴۲۱۲۳ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۷۹ .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۹۳ ، ح ۶۷۲ ؛ جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ؛ تذكرة الموضوعات ،ص ۱۸۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۹ ، ح ۴۴۸۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۷ ، ح ۵۳۵۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۳۵ ، ح ۱۴۰۰ و في كلّ المصادر غير الأوّل مع اختلاف يسير .
5.. يوسف ۱۲ : ۸۷ .
6.. «ب» : ـ يا بلال .
7.. رسائل الشهيد الثاني ، ص ۱۲۰ ؛ الحبل المتين للبهائي ، ص ۱۵۴ ؛ العلل للدارقطني ، ج ۴ ، ص۱۲۱ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۴۴۲ .
8.. «ألف» : الاشغال .