237
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

اخترعه في قَرار صَحْنِها، و بنى۱ فوقَ السَّرَب الصُّفَّةَ الّتي سَمَرَ بها السامِرون۲، و صَمَدَها۳ الغرباءُ و الزائرون، و انتَشَرَ ذِكرُها في الدنيا مِن عجيبِ بنائِها و كثرة تزاويقها، و سَتَرَها بالأستار، و حَجَبَها عن الأبصار ؛ فترى الآنَ تلك الآجُرَّ مقلوعةً، و تلك۴ الأستارَ مرفوعةً، و الصُّفَّةَ منهدمةً عن السَّرَب خاسقةً۵ به آيةً مِن الآيات و عِبرةً من العِبَر، أعاذنا اللّه‏ُ من الخذلان! و بَعد ذلك بِيعتْ من المساكين مِن أصحابها و غيرهم، و نَقَلَ بَعضُ اليهود آجُرَّها /۲۷۱/ إلى داره، و نُقِلتْ أبوابُها فسارتْ في الدنيا.

و فائدة الحديث: النهي عن الحرام و التلبّس به و الدنوّ منه.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۴۳۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَكرِمُوا أَولاَدَكُم، وَ أَحسِنُوا آدابَهُم.۶

«الكرم» في بني آدم: الأفعال المحمودة. و «الأدب»: كنايةٌ عمّا يَدعو إلى المحامد، و أصل «أ د ب»: الدعاء، و المَأدَبةُ: المَدْعاة و هي أن يَتّخذ طعاما فيدعو إليه الناسَ، و الآدِب: الداعي.

1.. «ألف» : هي .

2.. سَمَرَ يسمُر سَمْرا و سُمورا : لم يَنَم ، و هو سامِرٌ . و سَمَرَ القومُ خَمرا : شربوها ليلاً . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ـ ۳۷۸ سمر .

3.. صَمَدَها : قَصَدَها ، و الصَّمْدُ : القصد ، و منه قول مولانا الإمام أميرالمؤمنين عليٍّ عليه‏السلام : «. . فصَمْدا صَمْدا . . .» ، و قد شاعَ على ألسنة أهل عصرنا كلمةُ «الصُّمُود» بمعنى «الثَّبات» ، و هو خطأ فاحِش ؛ إذ ليس في العربيّة كلمة «صُمود» بل فيها «صَمْد» ، و هو القصد . عبد الستّار .

4.. «ألف» : مقطوعة و بكلّ .

5.. خَسَقَ السهمُ : قَرطَسَ و نَفَذَ ، و خَسَقَ أيضا : لم ينفُذ نفاذا شديدا ، و إذا رُمي بالسهام فمنها الخاسقُ و هو المقرطِس ، و هو لغة في الخازق . و كلّ أديم يُنصَب للنِّضال فاسمه قِرطاس ، فإذا أصابه الرامي قيل : قَرطَسَ أي أصاب القرطَاسَ ، و الرَّميّة الّتي تصيب مقرطسة . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۷۲ قرطس ؛ و ج ۱۰ ، ص ۸۰ (خسق) ؛ و ج ۱۰ ، ص ۷۹ (خزق) .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ، ح ۶۶۵ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ، ص ۲۸۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۷ ، ص ۱۳۸ ؛ و ج ۲۱ ،ص ۲۴۳ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ ؛ فيض القدير ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۴۱۹ . مكارم الأخلاق ، ص ۲۲۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۲۷۶۲۹ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۰۷ ، ح ۱۴۲۶ (و فيه عن عوالي اللآلي ، و في كلّ المصادر غير الأوّل مع اختلاف يسير في جميع المصادر عدا الأوّل) .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
236

كم قد رَأَيْنا ذلك فما اعتَبَرْنا، و شاهَدْنا فما استَبصرنا! نَبَّهَنا اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ مِن سِنَةِ الغَفلة، فما أغفَلَنا في الأمس مِن كِتْبة هذا الموضع من كتابنا هذا تَهوَّرتْ۱ تلك الدارُ الّتي بناها ذلك المسكينُ أبو عبد اللّه‏ الفضلُ بن محمّد بن الفضل بن محمود ـ سامَحَه اللّه‏ُ۲لأيّ وميض بارقة أشيم و مرعى الفضل في زمني هشيم؟أبيت و خدّ ليل الشعر منّي بكفّ الصبح من شيبي لطيمفعذراً إن تغيّر عهد شعري و قد يغضي عن الزلل الحليمو ما قصّرت عن شأو، و لكن سقيم كلّ ما نظم السقيم

(راجع: خريدة القصر، ج ۹، ص ۳۴۰.)

ـ بِقاشانَ، و أنفق فيها الذخائرَ، و أجلى عن قرارها خَلقا من المساكين، فهَدَمَ دُورَهم، و جَعَلَها يَزعُم دارا لنفْسه، و أخرَجَ فيها زُهاءَ۳ مئةِ ألفِ دينار، فشَيَّدَها و صَوَّرها و نَقَشَها و زَبْرَجَها و بَسَطَ في صَحنِها البستانَ نازلاً عن القَرار، فارتفعتْ أشجارُها مساويةً لصحنها، و اتَّخَذَ فيها السَّرَبَ۴ الّذي لم يُسمَعْ بِمِثله، و فَرَشَه بالآجُرّ المَدهونِ الملوَّنِ قائما و نائما ؛ يَزري۵ على الفَسافِس۶، و يغضّ من كلّ مُنافِس، و أجرى فيها الماءَ إلى البستان الّذي

1.. «ألف» : فهو ربّ .
و تَهَوَّرَ : تَهَدَّمَ . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۶۸ هور .

2.. نجم الدين أبو عبد اللّه‏ الفضل بن محمد بن الفضل بن محمود ابن أخي مجد الدين عبيد اللّه‏ بن الفضل هو الذي مدحه عماد الدين الكاتبُ الأصفهاني (ت ۵۹۷ ه) بقاشان بقصيدة . (راجع : الديوان لعماد الدين الأصفهاني ، ج ۳ ، ص ۱۲۳۱ ۱۲۳۹ ، القصيدة رقم ۲۴۶) و مدحه أيضاً ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد المعروف ب : القاضي الأرجاني (۴۶۰- ۵۴۴ ه) على قافية الميم من قصيدة . (راجع : خريدة القصر ، ج ۹ ، ص ۳۴۰) . و هو إبن أخِ مجد الدين أبي القاسم مؤِّس مدرسة المجدية . (راجع : ضوء الشهاب ، مقدمة المؤّف رحمه‏الله) .
و أيضاً هو الذي مدحه ناصح الدين أبو بكر احمد بن محمد المعروف ب : القاضي الأرجاني ( ۴۶۰- ۵۴۴ه) على قافية الميم من قصيدة :

3.. «ألف» : فأخرج فهازها .

4.. «ألف» : السُّرَر .
و السَّرَب : القناة الجَوفاء الّتي يَدخل منها الماءُ الحائطَ . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۶۶ سرب .

5.. زَرَى عليه : عابَه و عاتبه . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۶ زري .

6.. الفَسفاس جمعه فسافس : الأحمق . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۶۴ فس .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2018
صفحه از 488
پرینت  ارسال به