اخترعه في قَرار صَحْنِها، و بنى۱ فوقَ السَّرَب الصُّفَّةَ الّتي سَمَرَ بها السامِرون۲، و صَمَدَها۳ الغرباءُ و الزائرون، و انتَشَرَ ذِكرُها في الدنيا مِن عجيبِ بنائِها و كثرة تزاويقها، و سَتَرَها بالأستار، و حَجَبَها عن الأبصار ؛ فترى الآنَ تلك الآجُرَّ مقلوعةً، و تلك۴ الأستارَ مرفوعةً، و الصُّفَّةَ منهدمةً عن السَّرَب خاسقةً۵ به آيةً مِن الآيات و عِبرةً من العِبَر، أعاذنا اللّهُ من الخذلان! و بَعد ذلك بِيعتْ من المساكين مِن أصحابها و غيرهم، و نَقَلَ بَعضُ اليهود آجُرَّها /۲۷۱/ إلى داره، و نُقِلتْ أبوابُها فسارتْ في الدنيا.
و فائدة الحديث: النهي عن الحرام و التلبّس به و الدنوّ منه.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر.
۴۳۳.قوله صلىاللهعليهوآله: أَكرِمُوا أَولاَدَكُم، وَ أَحسِنُوا آدابَهُم.۶
«الكرم» في بني آدم: الأفعال المحمودة. و «الأدب»: كنايةٌ عمّا يَدعو إلى المحامد، و أصل «أ د ب»: الدعاء، و المَأدَبةُ: المَدْعاة و هي أن يَتّخذ طعاما فيدعو إليه الناسَ، و الآدِب: الداعي.
1.. «ألف» : هي .
2.. سَمَرَ يسمُر سَمْرا و سُمورا : لم يَنَم ، و هو سامِرٌ . و سَمَرَ القومُ خَمرا : شربوها ليلاً . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ـ ۳۷۸ سمر .
3.. صَمَدَها : قَصَدَها ، و الصَّمْدُ : القصد ، و منه قول مولانا الإمام أميرالمؤمنين عليٍّ عليهالسلام : «. . فصَمْدا صَمْدا . . .» ، و قد شاعَ على ألسنة أهل عصرنا كلمةُ «الصُّمُود» بمعنى «الثَّبات» ، و هو خطأ فاحِش ؛ إذ ليس في العربيّة كلمة «صُمود» بل فيها «صَمْد» ، و هو القصد . عبد الستّار .
4.. «ألف» : مقطوعة و بكلّ .
5.. خَسَقَ السهمُ : قَرطَسَ و نَفَذَ ، و خَسَقَ أيضا : لم ينفُذ نفاذا شديدا ، و إذا رُمي بالسهام فمنها الخاسقُ و هو المقرطِس ، و هو لغة في الخازق . و كلّ أديم يُنصَب للنِّضال فاسمه قِرطاس ، فإذا أصابه الرامي قيل : قَرطَسَ أي أصاب القرطَاسَ ، و الرَّميّة الّتي تصيب مقرطسة . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۷۲ قرطس ؛ و ج ۱۰ ، ص ۸۰ (خسق) ؛ و ج ۱۰ ، ص ۷۹ (خزق) .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ، ح ۶۶۵ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۸ ، ص ۲۸۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۷ ، ص ۱۳۸ ؛ و ج ۲۱ ،ص ۲۴۳ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ ؛ فيض القدير ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۴۱۹ . مكارم الأخلاق ، ص ۲۲۲ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۷۶ ، ح ۲۷۶۲۹ و فيه عن الإمام الصادق عليهالسلام ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۲۱ ، ص ۴۰۷ ، ح ۱۴۲۶ (و فيه عن عوالي اللآلي ، و في كلّ المصادر غير الأوّل مع اختلاف يسير في جميع المصادر عدا الأوّل) .