235
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الممنوع منه ؛ إمّا بتسخيرٍ إلهيّ أو بمنعٍ بَشَريّ۱. و «البنيان»: الحائط /۲۷۰/و هو واحد. و قال بعضهم: هو جمع، و واحده بُنيانَةٌ كتمر و تمرة. و «الأساس» و الاُسُّ: القاعدة الّتي يبنى عليها، و جمع الأساس اُسُس، و جمع الاُسِّ إساس، و قد أسّستُ البناءَ: جعلتُ له اُسّا. و الخَراب: ضدّ العِمارة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن غصَب إنسانا حَجَرا فَجَعَله في بناءٍ له أوشَكَ أن يَصير ذلك الحجرُ داعيةَ الخراب لمكان ذلك الاغتصاب، و هذا مَثَلٌ ضَرَبه۲ لاُمّته ؛ لئلاّ يَتهاونوا بأموال الناس، و يَجوز أن يكونَ ذلك إشارةً إلى إنفاق المال الحرام في البناء.

و رُوي: أنّ بعض الناس جَعَلَ يَقْلِبُ حَجَرا لبعض حكماء يونان، فهَجَمَ عليه الحكيمُ فلامَه، فاعتَذَرَ الرجُلُ۳ إليه و قال: لم أعلَمْ أنّه لك. /۲۹۲/ قال: فهَبْ أنّك لم تَعْلمْ۴ أنّه لي ؛ أَ لَم تَعْلمْ أنّه ليس لك ؟!۵

و أنت إذا كَشفتَ عن عَينِ البصيرة القِناعَ، و نَحّيتَ عنها الغطاءَ، و نَظرْتَ في دور هؤلاء المستحِلّين الّذين يَجمعون مِن هنا و ثَمّ و لا يُبالون، و يَبنون بما جَمَعوا الأبنيةَ، كيف تَتعطّل مساكنُهم، و تَضمحِلّ آثارُهم، و تبقى خاليةً طامسةً۶ تَأوي إليها الثَّعالبُ، و تَنْسَج في أفنيتها العَناكبُ، ثُمَّ تَصير أطلالاً جاثمةً۷ و دِمَنا۸ بائدةً۹ لابِدةً۱۰ كأن لم تَغْنَ بالأمس،

1.. المفردات للراغب ، ص ۱۱۴ حرم .

2.«ب» : ـ ضربه .

3.. «ب» : ـ الرجُل .

4.. بعض أئمّة اللُّغة يرى أنَّ الصواب ـ فيما هذا سبيله ـ : فَهَبْكَ لم تعلم . . . عبد الستّار .

5.. لم نعثر على مأخذه .

6.. الطَّمْس : استئصال أثر الشيء ، و الطُّموس : الدُّروس و الانمحاء ، و طَمَسَ الطريقُ : دَرَسَ و امَّحى أثرُه . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۲۶ طمس .

7.. الجاثم : اللازم مكانَه لا يَبرَح . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۸۲ جثم .

8.. الدِّمنَة : آثار الناس و ما سوَّدوا ، و الموضع الَّذي يَلتبد فيه السرقين ، و كذلك ما اختلط من البَعَرو الطين عند الحوض فتَلبَّد ، و الجمع : الدِّمَن . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۵۷ دمن .

9.. بادَ الشيءُ : انقطع و ذهب ، و بادَ : هَلك . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۹۷ بيد .

10.. لبَدَ الشيءُ بالشيء : ركب بعضه بعضا ، و لبَدَ الشيءُ بالأرض : تَلبَّدَ بها أي لصق . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۸۵ لبد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
234

۴۳۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتَّقُوا فِراسَةَ المُؤمِنِ ؛ فَإِنَّهُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّه‏ِ.۱

الفِراسة ـ بكسر الفاء ـ: اسم مِن قولك: تَفرَّستُ فيه خيرا، و هو يَتفرّس أي ينظر متثبِّتا، و رجُلٌ فارِسُ النظر، و الفَراسَة ـ بفتح الفاء ـ: الفُروسيّة على الخيل.

و في الحديث: عَلِّموا أولادَكم العَوْمَ۲ و الفَراسة.۳

و معنى الحديث: أنّ المؤمن متفرِّس في الأشياء بما نوّر اللّه‏ُ تعالى به قلبَه، فواقفٌ على الحقائق و مُدرِكٌ ما خَفِيَ عن غيره. و معنى الحديث: أنّ المؤمن مستبصِرٌ عالِمٌ دَرّاكٌ متفرِّسٌ في الاُمور غيرُ غافل عنها.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ المؤمن عالم بالاُمور متفرّسٌ فيها مستضيء بما نوّر اللّه‏ به خاطرَه، كأنّه محدَّث بما سيكون من الأحوال لاستدلاله۴ عليها.

و راوي الحديث: أبو اُمامة الباهليّ.

۴۳۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اتَّقُوا الحَرامَ في البُنيانِ ؛ فَإِنَّهُ أَسَاسُ الخَرابِ.۵

«الحرام» هو ما اُعلِم فاعلُه أنّه ليس له فعله، أو۶ دُلّ على ذلك، و قال بعضهم: الحرام:

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۷ ، ح ۶۶۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۳۶۰ ، ح ۵۱۳۳ ؛ حلية الأولياء ، ج ۶ ، ص ۱۱۸ ؛ المعجمالكبير ، ج ۸ ، ص ۱۰۲ . الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۱۸ ، ح ۳ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۳۱ ، ح ۱ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۱۰۰ ، ح ۱ ؛ و ص ۳۷۵ ، ح ۴ ؛ و ص ۳۷۷ ، ح ۱۱ ؛ علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۱۷۴ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۵۰ .

2.. العَوم هو السباحة ، و عامَ في الماء عَوْما : سَبَح . و رَجُل عَوّام : ماهر بالسباحة . و سَير الإبل و السفينة عَوم أيضا . وعامَت النجومُ عَوما : جَرَتْ ، و أصل ذلك في الماء . و العَوّام : الفَرَس السابح في جريه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۳۲ عوم .

3.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۲ ، ص ۱۱ ؛ تمهيد الأوائل للباقلاني ، ص ۵۰۰ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۳ ، ص ۴۲۸ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۶۰ .

4.. «ألف» : لا مستدلاًّ له .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۸ ، ح ۶۶۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۶ ، ح ۱۳۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۴۰۵ ،ح ۴۱۵۷۵ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۳۱۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۹ ، ص ۲۹۶ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ مع اختلاف يسير في جميع المصادر عدا الأوّل .

6.. «ألف» : و .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2013
صفحه از 488
پرینت  ارسال به