231
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

لا اعتراضَ على مَن بغاها، و لا مذلّة في طلبها.

و قيل: إنّه عليه‏السلام أراد به ذَوي الوجوه في الناس و ذوي الأقدار، قال۱: و مثله قوله عليه‏السلام: نَضَّرَ۲ اللّه‏ُ عبدا سَمِعَ مَقالتي.۳ ليس هذا من الحُسْن في الوجوه.

و روي عن الزُّهْريّ أنّه قال: و اللّه‏ ما عنى رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الصَّباحة۴ ؛ و لكن عنى الدليل عند الحاجة، و أنشد:

دَلَّ على معروفه وجهُه

بورِك هذا هاديا مِن دليل۵

و مثله:

يَدلُّ على معروفه حُسنُ وجهه

و ما زالَ حُسنُ الوجه إحدى۶ الدلائل۷

قال: و مثله حديثه الآخر: مَن كثُر صلاتُه بالليل حسُن وجهُه بالنهار ؛۸ يعني جاهه و قدْره.

و قد روي الوجهُ الأوّل عن عائشة۹، و لو أراد مريد أن يَحمله على حُسنِ الصورة و جمال الهيئة لأمكنه، و ذلك لا شكَّ أنّ الحسن مزيّة من المزايا يَختصّ اللّه‏ُ تعالى به مَن يشاء من عباده، فيقول عليه‏السلام على هذا الوجه: اطلبوا الخيرمن الوجوه الحسنة ؛ أي ذوي

1.. «ألف» : ـ قال .

2.. «ألف» : نصر .
و نَضَّره أي نَعَّمَه ـ يروى بالتخفيف و التشديد ـ من النَّضارة ، و هي في الأصل حُسن الوجه و البَريق ، و إنَّما أراد حسن خلقهو قدره ، و نَضَرَ اللّه‏ُ وجهَه ينضُره نَضْرةً أي حسَّن ، و روي نضَّر اللّه‏ُ وجهَه . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۱۲ نضر .

3.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۳ ، ح ۱ و ۲ ؛ الخصال ، ص ۱۴۹ ، ح ۱۸۲ ؛ تحف العقول ، ص ۴۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۲۲۵ ؛ و ج ۴ ، ص ۸۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۷۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۶ ، ح ۲۳۶ .

4.. الصَّباحة : الجَمال . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۰۷ صبح .

5.. نقله ابن أبي الدنيا عن ابن عائشة في قضاء الحوائج ، ص ۵۳ .

6.. «ألف» : أجدى .

7.. راجع : كتاب التمييز ، ص ۳۸۴ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۱۳۷ .
و الدلائل جمع دلالة لا جمع دليل . عبد الستّار .

8.. الفقيه ، ج ۱ ، ص ۴۷۴ ، ح ۱۳۷۰ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۲ ، ص ۱۱۹ ، ح ۴۴۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۲۳ ، ح ۱۳۳۳ ؛مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۲ ، ح ۴۰۸ .

9.. «ب» : + رضي اللّه‏ عنها .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
230

و كان عمر بن عبد العزيز يقول: كان لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هديّة، و للاُمراء بعده رشوة۱ ؛ فأمّا إذا خلا مِن التصنّع و الاستمالة و الخوف فهو حلال.

و فائدة الحديث: الحثُّ على التهادي لِتَفتَتح منه المَودّات.

و راوية الحديث: اُمّ حكيمٍ الخُزاعيّة.

۴۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا ؛ فَإِنَّ الهَديَّةَ تَذهَبُ بِالضَّغَائِنِ.۲

«الضِّغْن»: الحِقد، و كذلك الضَّغينة، و قد ضَغِنَ عليه ـ بالكسر ـ ضِغنا، و تَضاغَنَ القومُ و اضطَغَنوا: إذا انطَوَوا على الأحقاد.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَسامَحوا فيما بينكم بالهدايا ؛ فإنّها تسُلُّ الضغائنَ و السخائم.

و فائدة الحديث: الحثّ على التَّهادي كالأحاديث الّتي تَقدّمَتْ.

و راوية الحديث: عائشة.

۴۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُطلُبُوا الخَيرَ عِندَ حِسانِ الوُجُوهِ.۳

الأولى أن يقال: إنّ مراده صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالحُسن هاهنا ليس اعتدالَ مَحاسنِ الصورة و تناسُبَ /۲۹۰/ الأعضاء ؛ بل المراد /۲۶۸/الوجوه الحَسَنة المحمودة الّتي لا غَضاضةَ۴ على مَن تَعرَّض لها، و لا إشفاق يُحكَم به۵ لِمن تَناوَلها، و لا مَنقصةَ تَلزَم السالكَ لطريقِها، فهي محمودةٌ

1.. غريب الحديث لابن سلام ، ج ۱ ، ص ۳۱۴ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ ، ح ۶۶۰ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۳ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱ ، ص ۲۶۷ . الكافي ، ج ۵ ،ص ۱۴۴ ، ح ۱۴ ؛ الخصال ، ص ۲۷ ، ح ۹۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۲۸۶ ، ح ۲۲۵۳۹ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ ، ح ۶۶۱ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۲۰۸ ، ح ۲ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۳ ،ص ۹۴۶ ، ح ۱۱۰۹ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۸ ، ص ۱۹۹ ، ح ۴۷۵۹ . الخصال ، ص ۳۹۴ ، ح ۹۹ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۷۹ ، ح ۳۴۴ ؛ الاختصاص للمفيد ، ص ۲۳۳ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۹۴ ، ح ۸۷۰ .

4.. الغَضاضة : النقص و الانكسار و الذُّلّ . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ غضض .

5.. «ألف» : ـ به .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2188
صفحه از 488
پرینت  ارسال به