229
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: مكحولٌ الدِّمَشقيُّ الكابُليُّ.

۴۲۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا ؛ فَإِنَّهُ يُضَعِّفُ الحُبَّ، وَ يَذهَبُ بِغَوَائِلِ الصَّدرِ.۱

قالوا: إنّ أصل «غ و ل»: الذهاب بالشيء، و قوله تعالى: «لاَ فِيهَا غَوْلٌ»۲ أي إذهاب عقل، و۳ الغَوْل: الخيانة، و كذلك الغائلة، يقال: غالَه فاغتالَه: إذا ذهب به، و في عهدة المماليك لا داءَ و لا غائلةَ۴. قال النضر۵: الغائلة أن يكون مسروقا، و يُستعمَل في الإهلاك لأنّه إذهاب، و منه الغُول و هو جميع ما يَتغوّل الإنسانَ و يُهلِكه، و منه الغِيلانُ للسَّعالي۶، و تُستعمل الغائلة في العداوة.۷

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا فيما بينكم ؛ ليضعِّف التهادي الحبَّ في قلوبكم، و يَسُلّ حسائك الصدور الكامنة فيها۸، و كان رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقبل الهديّة.۹

ثمّ قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: هدايا الاُمراء غُلول ؛۱۰ و ذلك لأنّه يُهدى إليهم۱۱ خوفا و استمالةً فهو بالرشوة أشبه ؛ يعني أنّ الاُمراء خَوَنَةٌ في قبول تلك الهدايا.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۲ ، ح ۶۵۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۵ ، ص ۱۶۳ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ ؛ التمهيد لابنعبد البرّ ، ص ۲۱ ، ح ۱۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۱۸ ، ح ۳۳۷۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۱۱۱ ، ح ۱۵۰۶۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۰۲۳ ؛ إرواء الغليل ، ج ۶ ، ص ۴۶ .

2.. الصافّات ۲۷ : ۴۷ .

3.«ألف» : ـ و .

4.. أي في الحديث المرويِّ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في المماليك و الرَّقيق ، و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «لا داءَ و لا خبثة و لا غائلة» . صحيح البخاري ، ج ۸ ، ص ۶۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۵۶ ، ح ۲۲۵۱ .

5.. «ألف» : «النصر» مصحَّفا ، و النضر هو أبو الحسن نضر بن شميل المازني التميمي البصري صاحب كتاب الترغيب ، لغويٌّ ونحويٌّ مات سنة ۲۰۴ هـ . كشف الظنون ، ج ۲ ، ص ۱۴۵۹ .

6.. السَّعالي جمع سِعْلاة ، و هم سحرة الجنّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۳۶ سعل .

7.. راجع : النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۹۷ غول .

8.. «ب» : ـ فيها .

9.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۸۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۴۳۷ ؛ و ج ۶ ، ص ۹۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۳۳ ؛سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ، ح ۳۵۳۶ .

10.. نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۹ ، ص ۱۷۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۸ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۴ ، ص ۱۵۰ .

11.. «ألف» : إليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
228

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۴۲۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا تَحابُّوا.۱

هذا الحديث مِثل الّذي قبله، يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَباذَلوا في الهدايا و التُّحَف و الألطاف ؛ فإنّه يورِث الحُبَّ و المَوَدَّة، و يدعو إلى التواصل و الترافد.

و فائدة الحديث: الأمر بالهديّة تحرّيا لموادّ۲ /۲۸۹/ الحبّ.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص.

۴۲۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا بَينَكُم ؛ فَإنَّ الهَديَّةَ تَذهَبُ بِالسَّخيمَة.۳

«السخيمة»: الضغينة و المَوجِدَة۴ في النفْس.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا فيما بينكم، و ليَسترسِل۵ بعضُكم إلى بعض في الإلطاف و الإهداء ؛ فإنّ ذلك ممّا يَسُلُّ۶ الضغائنَ، و يُذهِبُ الحسائك.۷

و فائدة /۲۶۷/ الحديث: الأمر بالمُهادَة۸ و المُلاطَفة و المباسَطة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ ، ح ۶۵۷ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۳۰ ، ح ۶۰۷ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۱ ، ص ۹ ،ح ۶۱۴۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۱۶۹ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۱۴۴ ، ح ۱۴ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۲۹۹ ، ح ۴۰۶۷ ؛ الخصال ، ص ۲۷ ، ح ۹۷ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۲۲۷ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۱۸۴ .

2.. «ألف» : بالموادّ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ ، ح ۶۵۸ ؛ الفوائد للرازي ، ج ۱ ، ص ۲ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۲ ، ص ۱۹۴ ؛ تنوير الحوالكللسيوطي ، ص ۶۵۶ ، ح ۱۶۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۱۸ ، ح ۳۳۷۸ ؛ إرواء الغليل ، ج ۶ ، ص ۴۵ ، ح ۱۷۷ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۲۰۶ ، ح ۱۵۱۲۱ و فيه عن الأربعين للسيّد أبي حامد ابن أخ السيّد ابن زهرة .

4.. المَوجِدة : ما يجده الإنسان من الغضب . انظر : كتاب العين ، ج ۶ ، ص ۱۶۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۱۵۵ وجد .

5.. استرسل إليه : انبسط و استأنس به ، و الاسترسال : الاستئناس و الطمأنينة إلى الإنسان و الثقة به فيما يحدّثه به ، و أصله السكون و الثبات . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۳ رسل .

6.. سَلَّ البعيرَ و غيرَه في جوف الليل : انتزعه من بين الإبل ، و هي السَّلَّة . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۲ سلل .

7.. الحسائك جمع حسيكة : الأحقاد . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۱ حسك .

8.. «ألف» : المهداة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1985
صفحه از 488
پرینت  ارسال به