و قال الشاعر:
إن طَلبتَ الأنجابَ فانكِحْ غريبا
و إلى الأقربين لا تَتَوَسَّل
فأشَفُّ الثِّمارِ طِيبا و حُسنا
تَمرٌ غُصنُه غريبٌ موصَّل۱
ثمّ أمَرَ بإقالة الكِرام عثراتِهم، و «الكَرَم» عبارة عن الأفعال المحمودة و السجايا الطاهرة.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إذا عَثَرَ كريمٌ عَثرةً، أو زَلَّ زَلّةً، فلا تَحمِلوه على ميزان العدل، و تجاوزوا عنه ؛ حرمةً له، و إبقاءً عليه، و مراعاةً لجانبه، و تحفّيا به لكرمه و فضله.
و فائدة الحديث: الأمر بالتهادي و التواصل و المهاجرة و إقالة العثرة.
و راوية الحديث: عائشة.
۴۲۴.قوله صلىاللهعليهوآله: تَهادَوا ؛ فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تُذهِبُ وَحَرَ الصَّدرِ.۲
«وَحَرُ الصدر»: غِشُّه و وساوسُه و بَلابله، و الوَحَرَة في الأصل: دُوَيبة كالعَظاية۳ تَلزَق بالأرض، فشُبِّهَتِ العداوةُ بها لِتَشَبُّثِها بالقلب، يقال: وَحِرَ صَدرُه و وَغِرَ. و قال النضر۴: الوَحَر: أشَدُّ الغضب. و قال غيره:۵ الوَحَر: الحِقد و الغَيظ. يَأمر عليهالسلام بالتهادي و التحفّي ؛ فإنّه لا يبقى معهما غلٌّ في الصدر.
و فائدة الحديث: الأمر بالتواصل، و النهي عن التهاجر.
1.. البيتان لعليّ بن الحسن الباخزي النيشابوري المتوفَّى سنة ۴۶۷ هـ . راجع : ديوان الباخزي ، ص ۵۰ .
2.. مسند الشهاب ، ج۱ ، ص۳۸۰ ، ح۶۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص ۴۰۵ ؛ سنن الترمذي ، ج۳ ، ص۲۹۸ ، ح۲۲۱۳ ؛ فتحالباري ، ج ۵ ، ص۱۴۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص۲۷۵ و ۲۷۶ ؛ مسند ابن المبارك ، ص۱۷۴ ، ح ۲۳۶ . و راجع : الخصال ، ص۲۷ ، ح۹۶ و ۹۷ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج۱ ، ص۷۹ ، ح۳۴۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج۱ ، ص۲۹۴ ، ح ۱۸۱ .
3.. العظاية بالفارسية : دختر سقا . انظر : فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۶۱۵ عظي .
4.. راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۱ وحر .
5.. المصدر .