227
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال الشاعر:

إن طَلبتَ الأنجابَ فانكِحْ غريبا

و إلى الأقربين لا تَتَوَسَّل

فأشَفُّ الثِّمارِ طِيبا و حُسنا

تَمرٌ غُصنُه غريبٌ موصَّل۱

ثمّ أمَرَ بإقالة الكِرام عثراتِهم، و «الكَرَم» عبارة عن الأفعال المحمودة و السجايا الطاهرة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا عَثَرَ كريمٌ عَثرةً، أو زَلَّ زَلّةً، فلا تَحمِلوه على ميزان العدل، و تجاوزوا عنه ؛ حرمةً له، و إبقاءً عليه، و مراعاةً لجانبه، و تحفّيا به لكرمه و فضله.

و فائدة الحديث: الأمر بالتهادي و التواصل و المهاجرة و إقالة العثرة.

و راوية الحديث: عائشة.

۴۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَهادَوا ؛ فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تُذهِبُ وَحَرَ الصَّدرِ.۲

«وَحَرُ الصدر»: غِشُّه و وساوسُه و بَلابله، و الوَحَرَة في الأصل: دُوَيبة كالعَظاية۳ تَلزَق بالأرض، فشُبِّهَتِ العداوةُ بها لِتَشَبُّثِها بالقلب، يقال: وَحِرَ صَدرُه و وَغِرَ. و قال النضر۴: الوَحَر: أشَدُّ الغضب. و قال غيره:۵ الوَحَر: الحِقد و الغَيظ. يَأمر عليه‏السلام بالتهادي و التحفّي ؛ فإنّه لا يبقى معهما غلٌّ في الصدر.

و فائدة الحديث: الأمر بالتواصل، و النهي عن التهاجر.

1.. البيتان لعليّ بن الحسن الباخزي النيشابوري المتوفَّى سنة ۴۶۷ هـ . راجع : ديوان الباخزي ، ص ۵۰ .

2.. مسند الشهاب ، ج۱ ، ص۳۸۰ ، ح۶۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج۲ ، ص ۴۰۵ ؛ سنن الترمذي ، ج۳ ، ص۲۹۸ ، ح۲۲۱۳ ؛ فتحالباري ، ج ۵ ، ص۱۴۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص۲۷۵ و ۲۷۶ ؛ مسند ابن المبارك ، ص۱۷۴ ، ح ۲۳۶ . و راجع : الخصال ، ص۲۷ ، ح۹۶ و ۹۷ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج۱ ، ص۷۹ ، ح۳۴۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج۱ ، ص۲۹۴ ، ح ۱۸۱ .

3.. العظاية بالفارسية : دختر سقا . انظر : فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۶۱۵ عظي .

4.. راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۱ وحر .

5.. المصدر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
226

رَوَيتُ في السنّةِ المشهورةِ البركة

إنّ الهديّة في الإخوان مشترَكة۱

و روي: أنّ عبد اللّه‏ بن عبّاس اُهديتْ إليه هدايا و فيها ثياب سَقلاطونيّة۲، فروى بعضُ جُلسائه هذا الحديث، فقال: ذاك فيما يؤكل لا في الثياب السقلاطونيّة.۳

و سألتْ عائشةُ رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقالت: إنّ لي جارَتَين، فإلى أيّهما اُهدي؟ قال: إلى أقرَبهما منك بابا۴.

و قال عليه‏السلام: الهديّة رِزقُ اللّه‏، فمن اُهدِيَ له۵ شيء فليَقبَلْه و ليُعْطِ خيرا منه۶.

ثمّ أمر بالهجرة، و ذلك زمان الهجرة قائمةٌ، و النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالمدينة.

و «تُورِثوا أبناءَكم مجدا» لأنّه صارتِ الهجرةُ فخرا في الأعقاب، و لَعَمري إنّها لفخر، و قد اعتبروا۷ بتقدّم الهجرة و تأخّرها، و قال اللّه‏ تعالى: «وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنصَارِ»۸، و حَمَلَه بعضُهم على أنّ معناه تزوُّج الرجُل في الأجانب ؛ ليستفيد إلى قبيلته قبيلةً اُخرى، /۲۶۶/ و يَشُدَّ أزْرَه بمصاهرتهم.

و في كلام لعمر بن الخطّاب: اغتربوا لا تُضْووا.۹ و۱۰

1.. التمثيل والمحاظرة للثعالبي ، ج ۲ ، ص ۲۸۱ .

2.. سَقلاطون بالروم تنسب إليه الثياب السَّقلاطونية ، و قد تسمّى الثياب نفسها سقلاطونا . تاج العروس ، ج ۱۰ ، ص ۲۹۱ سقط .

3.لم نعثر عليه .

4.. السرائر لابن إدريس ، ج ۳ ، ص ۱۷۷ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۲۶ ، ح ۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۴۷ ؛ مسندأحمد ، ج ۶ ، ص ۱۷۵ .

5.«ألف» : إليه .

6.. عوالي اللآلي، ج ۱، ص ۲۹۵، ح ۱۹۲ بدون الفقرة الأخيرة. مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۲۰۸ ، ح ۱۵۱۲۶ عن عوالي اللآلي ؛ ربيع الأبرار و نصوص الأخيار ، ج ۵ ، ص ۳۱۶ مع اختلاف في الألفاظ .

7.. «ألف» : اعتمروا .

8.التوبة ۹ : ۱۰۰ .

9.. في هامش «ب» : «معناه : أنكِحوا في الغرائب ؛ فإنَّ ولد الغريبة أنجب و أقوى ، و أولاد القرائب أضعف و أضوى ، و رجُلضاوي ضعيف ، و قد أضوَتِ المرأة و هو [الضو . . .] ، و أضواه حقَّه إذا نقصه» .
و في لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۸۹ ضوو : و في الحديث : «اغتربوا و لا تُضووا» أي تَزَوَّجوا في البعاد الأنساب لا في الأقارب ؛ لئلاّ تَضْوى أولادُكم ، و معنى لا تُضْوُوا أي لا تأتوا بأولادٍ ضاوِينَ أي ضُعَفاء .

10.. ترتيب إصلاح المنطق ، ص ۲۳۶ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۲۹۳ ؛ المغني لابن قدامة ، ج ۷ ، ص ۴۶۹ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۲ ، ص ۳۵۵ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۱۰۶ ؛ المجازات النبوية ، ص ۹۲ ، ح ۵۹ . نُسب في بعض المصادر إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، و في بعضها إلى عمر ، و في بعضها إلى الحديث ، و في بعضها إلى القيل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2269
صفحه از 488
پرینت  ارسال به