و الأولى في الهديّة أن يُعاضَ عنها ؛ و استُدلّ على ذلك بأنّ أعرابيّا أهدى إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله، فأثابه عليها فلم يَرضَ به، فقال عليهالسلام: لقد هَممتُ ألاّ أتّهب إلاّ مِن قُرَشيّ أو دوسيّ أو ثقفيّ.۱ كأنّه عليهالسلام حضره رجلان من ثقيف و دوس فاستمالهما بذلك.
و قيل: إنّ الهدايا على ثلاثة أوجُه: فهي لِمن دونكَ بِرٌّ و ثواب، و لِمَن فوقَك رغبةٌ و طِلاب، و لمن هو مِثلُك تودُّدٌ و اقتراب.۲
و روي: أنّ اُمّ حكيم الخُزاعيّةَ قالت: يا رسولَ اللّه، أ تَكره الهديّةَ؟ فقال: ما أقبَحَ ردَّ الهديّة! و لو اُهدِيَ إليّ ذراعٌ لقَبِلتُ، و لو دُعيتُ إلى كُراعٍ۳ لأجَبتُ۴.
و روي: أنّ كُراعا اسم۵ موضع. و المعنى: إنّي لو دُعيتُ إلى هذا الموضع لتَجَشَّمتُ المسافةَ طلبا لِرِضا المُضِيف.
و قال عليهالسلام: مَن شَفَعَ لأحدٍ شفاعةً فأهدى له هديّةً فقَبِلَها، فقد أتى عظيما من الربا.۶
و روي في الحديث: مَن اُهديتْ إليه هديّةٌ و جلساؤُه عنده، فهم فيه شركاء.۷
و روي: الهدايا مشتركة۸. و نَظَمَه الصاحبُ الجليل أبو القاسم إسماعيل بن عَبّاد بن عبّاس /۲۸۸/ الطالقاني۹ رحمهاللهفقال:
1.. مسند أحمد، ج ۱، ص ۲۹۵؛ و ج ۲، ص ۲۴۷ و ۲۹۲؛ سنن الترمذي، ج ۵، ص ۳۸۷، ح ۴۰۳۸ و ۴۰۳۹؛ سنن النسائي، ج ۶، ص ۲۸۰؛ مسند الحميدي، ج ۲، ص ۴۵۳.
2.. لم نعثر على قائله .
3.. الكُراع من البقر و الغنم : بمنزلة الوظيف من الخيل و الإبل و الحمر ، و هو مستدقّ الساق العاري من اللحم . انظر : لسانالعرب ، ج ۸ ، ص ۳۰۷ كرع .
4.. السرائر لابن إدريس ، ج ۳ ، ص ۱۷۷ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۲۱۳ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۳ ، ص ۱۲۸ .
5.. «ألف» : ـ اسم .
6.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۶۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۱۱۲ ، ح ۱۵۰۷۰ .
7.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۳ ، ص ۵۳ .
8.. لطائف اللطف للثعالبي ، ص ۲۹ ؛ المحاظرات والمحاورات للسيوطي ، ص ۴۱۵ .
9.. في المخطوطتين : التالاني!