الحفظة، و وَقِّرِ الكبيرَ، و ارحَمِ الصغيرَ، تَلْقَني غدا.۱
۴۱۹.قوله صلىاللهعليهوآله: استَعْفِفْ عَنِ السُّؤَالِ ما استَطَعتَ.۲
هذه موعظة بليغة وَعَظَ بها النبيُّ صلىاللهعليهوآله الناسَ و إن تَوَجَّهَتْ إلى بعضهم، فيقول عليهالسلام: تَعَفَّفْ عن سؤال الناس و الاستعانة بهم ؛ و ذلك لأنّ المال معشوقُهم، و المعشوقُ لا يَحتمل الشركةَ، و حَسْبُك دليلاً على أنّ البخل غالب على الناس قول خالقهم عزّ و علا: «وَ أُحْضِرَتْ الْأَنفُسُ الشُّحَّ»۳، فهَلْ بعد ذلك مِن مَطمَع في أحدهم؟! و لو قيل: إنّه الجواد الّذي لا يَليق شيئا. هذا في حال الاختيار و السَّعة ؛ فأمّا عند الاضطرار فالضرورات تُبيحُ المحظورات.
و فائدة الحديث: النهي عن السؤال ما أمكنَ الامتناعُ منه.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود.
۴۲۰.قوله صلىاللهعليهوآله: قُلِ الحَقَّ وَ إِنْ كانَ مُرّاً.۴
هذا أمرٌ منه صلىاللهعليهوآله بقول۵ الحقّ من غير مداهنة و لا مراقبة، يقول عليهالسلام: لا تَمتنعْ عن قول الحقّ، و لا تَأخذْك فيه لومةُ لائم و إن كان السامعُ يكرهه. /۲۶۳/فكنّى عن كراهة السامع بالمرارة مَجازا و اتّساعا، و لا يَبعُد أن يكون المعنى: و إن كان قولُ الحقّ مُرّا على قائله و المتكلّم به.
و فائدة الحديث: الأمر بقول الحقّ في جميع المواطن من غير مراقبةِ جانبٍ ما لم يَضُرَّ بالقائل۶ و غيره.