23
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أوّلُ ما يوضَع في الميزان الخُلق الحسن۱.۲

و فائدة الحديث: الثناء على حسن الخلق و التأدّب بالأدب النبويّ.

و راوي الحديث: قَبيصة بن ذُؤَيب.

۲۵۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنِ اشتاقَ إِلَى الجَنَّةِ سارَعَ إِلَى الخَيراتِ، وَ مَن أَشفَقَ مِنَ النَّارِ لَهِيَ عَن الشَّهَواتِ، وَ مَن تَرَقَّبَ المَوتَ لَهِيَ عَنِ اللَّذَّاتِ، وَ مَن زَهِدَ فِي الدُّنيا هَانَتْ عَلَيهِ المُصيباتُ.۳

«الشَّوق»: النِّزاع إلى المحبوب. و «الجَنَّة»: البُستان /۱۸۸/ الّذي تَجُنُّ أشجارُه أرضَه، و هي في الحديث دار الخلد. و «الإشفاق»: خوفٌ مَشوب بعناية. و لَهِيَ عن الشيء يَلهى لُهِيّا و لِهيانا: إذا سلا عنه و تركه و أضرب عن ذكره. و «الشَّهوة»: نزوع النفس إلى ما تُحِبُّ. و «اللذَّة»: إدراك ما تشتهيه. و «الزُّهد في الشيء»: الرغبة عنه. و «المصيبة»: ما يُصيب الإنسانَ من المكروه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من اشتاق إلى النعيم الأبدي و الخير السرمدي طَلَبَ طريقَه و تفحّص عنه، و الطريق إلى /۱۷۴/ذلك المبادرةُ إلى اكتساب الخيرات من الطاعات البدنيّة و الماليّة، و مَن أشفَقَ مِن النار فما أغناه عن اتّباع الشهوات.

و أيّ فائدة ـ ليت شعري ـ في شهوة تُستوخَم عاقبتُها، و مِن أين لمن يَخاف النار الفراغُ للشهوات، فعليه أن يُضرب عنها۴ رأسا و لا يتخيّلها ؛ لأنّ مِزاج وقته لا يفتي بجواز ملابستها، و مَن تَرقَّب الموتَ الّذي لا يؤمَن في كلّ طرفة و لمحة أن يَهجُم فمِن أين له

1.. «ألف» : ـ و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : أوّل . . . الحسن .

2.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۰ ، ح ۲۴ ؛ المنتخب من مسند عبد بن حميد ، ص ۴۵۲ ، ح ۱۵۶۵ ؛ المعجم الكبيرللطبراني ، ج ۲۴ ، ص ۲۵۴ ؛ و ج ۲۵ ، ص ۷۳ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ و ۱۵۵ ، ح ۲۱۳ و ۲۱۴ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۶ ، ح ۳۴۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۳۵۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۶ ، ص ۲۹۸ ، الرقم ۳۳۴۱ ؛تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۳ ص ۳۱ ، ح ۱۲۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۷۰ ، ح ۸۴۴۲ . تحف العقول ، ص ۲۸۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۴۷ ؛ الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .

4.. «ألف» : عليها .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
22

و فائدة الحديث: تسلية المُصاب، و أنّ اللّه‏ تعالى أراد به خيرا.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۵۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن يُرِدِ اللّه‏ُ بِهِ خَيراً /۱۷۳/ يُفَقِّههُ فِي الدِّينِ.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أراد اللّه‏ُ به الخير في الدنيا، و كَتَبَ له السعادة عنده، علّمه الفقه و هو علم الشريعة المحمّديّة الّتي هي عِلمُ الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام، و جعل زمامَ الكتاب و السنّة بيده، فيَعلم لنفسه، و يعلّمه غيره.

و فائدة الحديث: تشريف علم الفقه، و التنبيه على أنّ من اختاره اللّه‏ُ تعالى بالفقه، و أعطاه الذكاء و الفطنة لتحصيله، فقد أراد به خير الدنيا و الآخرة.

و راوي الحديث: معاوية بن أبي سفيان.

۲۵۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ يُرِدِ اللّه‏ُ بِهِ خَيراً يَجعَلْ لَهُ خُلقاً حَسَناً.۲

هذا الحديث وجدتُه في مسند الشهاب، و لم يكن في النسخ، و هو إخبار أنّ مَن أراد اللّه‏ُ به الخيرَ حَسَّنَ خُلقه، فعاشر الخَلق جَذلانَ۳ فرِحا طيّب النفس بلا غائلة و لا دِخلة. و حُسن الخُلق نوعان: أحدهما مِن فعل اللّه‏ تعالى ؛ و هو أن يَخلق العبدَ ذكيّا فطنا في صورة مقبولة، و همّة عالية، و سجيّة محمودة، و طبيعة مرضيّة ؛ و النوع الآخر الّذي هو على العبد فأن يَتأدّب بآداب النبوّة و ما يُفتي بحسنه عقله الّذي هو كالمصباح، نوّره۴ اللّه‏ في صدره يُدرِك به ما يريد، و يَميز بنوره بين الحُسن و القبح۵.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ، ح ۳۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۰۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۲۶ ؛ صحيح مسلم ،ج ۳ ، ص ۹۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۰ ، ح ۲۲۰ و ۲۲۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۳۷ ، ح ۲۷۸۳ . كنز الفوائد للكراجكي ، ص ۲۳۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۸۱ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۷۷ ، ح ۴۹ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ ، ح ۳۴۷ .

3.. هو جَذِلٌ و جذلانُ : فَرِحٌ . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۰۷ جذل .

4.. «ألف» : كمصباح نوّر .

5.. «ألف» : القبيح .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2153
صفحه از 488
پرینت  ارسال به