219
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و ذلك أنّ التسليم عليهم و التعهّد لهم و التفحّص عن أحوالهم و مواساتهم و معاضدتهم۱ صلة الرحم، و هي طاعة /۲۶۲/ عظيمة يبارك۲ اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ على من أتى بها.

و روي۳ عن أنَس بن مالك، قال: خدمتُ رسولَ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و أنا ابنُ ثماني سنين، و كان أوّلَ ما علّمني أن قال: يا أنس، أحسِنْ وُضوءَك لصلاتك، يُحِبَّك حَفَظَتُك، و يَزِدْ في عمرك.۴

و عن عبد اللّه‏ بن سَمُرَةَ الأنصاريّ، قال: خرج علينا رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و نحن في مسجد المدينة، فقال: لقد رأيتُ البارحةَ عَجَبا! رأيت رجلاً مِن اُمّتي قد بُسِطَ عليه عذابُ القبر فجاءه وُضوؤه فاستنقذه.۵

و قال عليه‏السلام: الطُّهورُ۶ شَطرُ الإيمان.۷

و قال عليه‏السلام: ما تَوَضَّأَ عبدٌ فأسبَغَ وُضوءَه إلاّ غُفِرَ له ما بينه و بين الصلاة الاُخرى.۸

و فائدة الحديث: إعلام أنّ إسباغ الوضوء مَحراة بطول العمر، و تعهُّد أهل بيت المرء مَجدَرَة بالغنى.

و راوي الحديث: أنس بن مالك، و تمامه: أنّه قال عليه‏السلام بعد هذا الكلام لأنس بن مالك: و سَلِّم على مَن لقيت۹ مِن اُمّتي تَكثُرْ حسناتُك، و لا تَنَمْ إلاّ و أنت طاهر فإنّك إن مُتَّ مُتَّ /۲۸۵/ شهيدا، و صَلِّ صلاةَ الضحى فإنّها صلاةُ الأوّابين مِن قبلك، و صَلِّ صلاةَ الليل و النهار يَحفَظْك

1.. «ألف» : + و .

2.«ألف» : تبارك .

3.. «ألف» : ـ روي .

4.. روض الجنان و رَوح الجنان في تفسير القرآن ، ج ۶ ، ص ۲۸۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۹ ، ص ۳۴۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ،ص ۹۱۱ ، ح ۴۳۵۷۵ .

5.. الأمالي للصدوق ، ص ۳۰۱ ، ح ۳۴۲ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۰۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۰۵ ، ح ۲۶۵۲ ؛ كنز العمّال ،ج ۵ ، ص ۹۲۶ ، ح ۴۳۵۹۲ .

6.. يجوز فيه الطُّهور و الطَّهور؛ يقال: طَهُرَ طُهوراً و طَهورا. انظر: أساس البلاغة، ج ۱، ص ۳۹۹ طهر.

7.. الكافي ، ج ۳ ، ص ۷۲ ، ح ۸ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۴۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ .

8.. صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۴۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۱۴۲ ؛ سنن النسائي ، ج ۱ ، ص ۹۱ مع اختلاف يسير فياللفظ .

9.«ب» : لقيته .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
218

الوضوء مع الإمكان، ثمّ۱ وَعَدَ مَن فَعَلَ ذلك بطول العمر، و ذلك بِيدِ اللّه‏ تعالى يزيد و ينقُص. و بقي۲ هاهنا أنّه هل يَختلف ما يَعلم؟ لا و اللّه‏، لا يَختلف ؛ بل يُحيط علمُه تعالى بأنّه سيَفعل ذلك، و يكون عمره كذا و كذا، و علمُه تعالى يَتبع۳ المعلوم، و لا يَتبع المعلومُ عِلْمَه ؛ لأنّه۴ لا تأثير للعلم في المعلوم، و هذا شوطٌ بَطينٌ۵، و اللّه‏ أعلم به، و غير هذا الموطن أولى به.

و قد ورد في الحديث النبويِّ: من كرامة المؤمن على اللّه‏ أنّه لم يوقِّتْ له أجَلاً معلوما، فإذا هَمَّ ببائقةٍ اختَرَمه۶ دونَها. أوْ كما قال عليه‏السلام.۷

و رُوي مِثلُ ذلك عن الصادق عليه‏السلام، و قد تقدَّمَ الكلامُ في هذا بأشرَحَ منه في قوله عليه‏السلام: صلة الرحِم تَزيدُ في العمر.۸

و روي عن الصادق عليه‏السلام أيضا أنّ: معنى زيادة العمر أن يُريَه اللّه‏ تعالى الرؤيا الصالحة فيَفرَح بها فكأنّه ضُوعِف له عُمرُه.۹ أو كما قال، و اللّه‏ أعلم بحقيقة ذلك.۱۰

و قال عليه‏السلام: سَلِّمْ على أقاربِك و أولادِك يَكثُرْ خيرُ بيتك.۱۱

1.. «ألف» : ـ ثمّ .

2.. «ألف» : بيّن .

3.. «ألف» : «يمنع» ، و هكذا المورد الآتي .

4.. «ألف» : ـ لأنّه .

5.. الشَّوط : الجَري مَرَّةً إلى غاية ، و البَطين : البعيد ، و هذا شوطٌ بطين أي زمان طويل مثلاً . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۳۷ شوط .

6.. اختَرَمَته المنيّةُ من بين أصحابه : أخذته من بينهم ، و اخترمهم الدهرُ و تَخَرَّمهم : اقتطعهم و استأصلهم . انظر : لسانالعرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۲ خرم .

7.. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۹۰ ، مع تفاوت يسير .

8.. معاني الأخبار ، ص ۲۶۴ ، باب معنى تثقّل الرحم ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ ، ح ۵۷۶۲ .

9.. لم نعثر عليه .

10.. «ألف» : ـ و قد ورد في الحديث النبوي . . . بحقيقة ذلك .

11.. الخصال ، ص ۱۸۱ ، ح ۲۴۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۳۴۴ ، ح ۱۲۹۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ ، ح ۴۱۸۳ ؛المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۳۲۸ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار للزيعلي ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ مع اختلاف يسير في اللفظ بين المصادر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2582
صفحه از 488
پرینت  ارسال به