217
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الحثّ على الرحمة، و إعلام أنّ الرحمة بها يُتوصَّل إلى رحمة اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: أبو عبيدة عن أبيه.

۴۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۲۶۱/ اسمَحْ يُسمَحْ لَكَ.۱

هذا مِثل الحديث الّذي قبله، يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: افتح يديك و قلبك بالخير تُعامَل بمثل معاملتك، و ادَّخِر في دار الدنيا خيرا تَستغيث به في عرصة القيامة.

و فائدة الحديث: الأمر بالجود و المسامحة للناس، و إعلام /۲۸۴/ أنّه إذا فَعَلَ ذلك قوبِل بمثل فعله.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس.

۴۱۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِسبَغِ الوُضوءَ يُزَد في عُمُرِكَ، وَ سَلِّمْ عَلَى أَهلِ بَيتِكَ يَكثُرْ خَيرُ بَيتِكَ.۲

الوَضوء: الماء الّذي يُتوضّأ به، و «الوُضوء» المصدر، و منهم من يقول للماء و المصدر الوَضوء ـ بالفتح ـ في۳ كلّ حال. و «الإسباغ»: أن يوفِّيَه حقَّه و لا يَتسامحَ فيه و لا يَنقُصَ، بل يَغسِل أعضاءَ الوضوءِ غَسلاً بَليغا، و يُخلِّل لحيتَه و أصابعَه، و يَمسَح ما يُمسَح باحتياط۴ و تنوّق، و لا يَتجوّزُ فيه، و يَعلمُ أنّه أمرٌ مِن أمر اللّه‏ تعالى لا يُمكنه إقامة المكتوب۵ عليه إلاّ به فيَحتاطُ فيه، و يجوز أن يكون الإسباغُ توفيرَ الماء على أعضاء

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ ، ح ۶۴۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۲۱۱ ؛ الجامع الصغير ،ج ۱ ، ص ۱۵۷ ، ح ۱۰۳۷ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ ، ح ۶۴۹ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۹۰۹ ، ح ۴۳۵۷۱ ؛مسند أبي يعلى ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ مع زيادة .

3.. «ألف» : على .

4.. «ألف» : باحتراز .

5.. «ألف» : إقامته المكتوبة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
216

اللّه‏، كُلُّنا رحيم؟! قال عليه‏السلام: إنّه ليس رحمة أحدكم خاصّتَه ؛ و لكن رحمةَ العامّة.۱

و رَوى الهَيثم۲ بن مالك الطائيّ۳ قال: يَقِفُ العبدُ بين يدي اللّه‏ تعالى يوم القيامة فيقول: اللّهمّ ارحمني! فيقول: هل رَحمتَ لي شيئا مِن خَلقي فأرحَمَك؟ فيرُدُّها عليه فيقول: هاتِ شيئا مِن خَلقي رحِمتَه من أجلي فأرحَمَك و لو عُصفورا ! حتّى أن كان أصحابُ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و سَلَفُ هذه الاُمّة يشترون العصافير فيُعتِقونها.۴

و روي أنّ رجُلاً كان مِن عادته أن يَشتري الطيور فيُعتِقها، فلمّا حُمِلَ ليُدفَنَ اجتمعتِ الطيرُ عليه يَصِحنَ ممّا لا يُحصِي عددَه إلاّ اللّه‏ تعالى، فلمّا قُبِرَ سَمِعوا صوتا: إلى متى تَصِحنَ؟ فقد وهبتُه لَكنّ!۵ و هذا ممّا يُسمَع باُذُنِ القلب.

و رَوى سلمانُ الفارِسيُّ رضى‏الله‏عنه: إنّ للّه‏ تعالى مئةَ رحمة، كلّ رحمةٍ ما بين السماء و الأرض، أنزل منها رحمةً۶ واحدةً إلى الدنيا فبها يَتعاطفون و يتراحمون، و أخّر تسعةً۷ و تسعين رحمةً إلى يوم القيامة، و اللّه‏ قابضُ تلك الرحمة، فمُكمّلُها لأوليائه مئةً.۸

و قوله عليه‏السلام: «في السماء» قد تقدّم القول فيه، و يجوز أن يكون المعنى عِلمَه ـ تعالى و تقدّس ـ فحَذفَ المضافَ، و قد فسّره بعضهم بأنّ المعنى: اِرحَمْ مَن دونك يَرحمْك مَن فوقَك في الرتبة و المنزلة، و هو اللّه‏ تعالى.

1.. المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص۱۶۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۳۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۱۱۸ ، ح ۲۵۲۶۹ .

2.. «ألف» : هيثم .

3.. تابعيٌّ من أهل الشام ، أرسل حديثا فظَنَّه بعضٌ صحابيّا ، و ذكره البخاري و ابن حاتم و غيرهما في التابعين . الأصابة ، ج ۶ ، ص ۴۶۰ ، الرقم ۹۱۰۴ .

4.. لم نعثر عليه .

5.. لم نعثر على مأخذه ؛ و لكن روي في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

6.. «ب» : ـ رحمة .

7.. هكذا ، و الوجه : تسعا .

8.. العلل لأحمد بن حنبل ، ج ۲ ، ص۴۱۸ ؛ و راجع : سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۳۵ ، ح ۴۲۹۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۹۷ ،ح ۵۶۷۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2221
صفحه از 488
پرینت  ارسال به