213
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فيها بأن يَبني فيها دارا أو يتّخذ فيها مستنظرا، بل يكفيه منها۱ مبيت ليلة فَحَسْب، فلا عابر السبيل الّذي۲ يبني في المرحلة مقاما و لا الغريب المجتاز.

ثمّ قال: «و عُدَّ نفسك في أصحاب القبور» ؛ يعني أنّ العاقبة إلى الموت و القبر، و ما هو آتٍ قريب، و لذلك قال تعالى لنبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ»۳.

و في قوله عليه‏السلام: «غريب أو عابر سبيل» إشارة إلى أنّه مأمور بالتوجّه إلى الجنّة، فهو في الدنيا غريب۴ يَلزمه الاجتهاد لبلوغها.

و فائدة الحديث: تبريد الدنيا على القلوب، و الأمر بالزهد فيها، و إعلام أنّه لا بدّ من الموت.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر بن الخطّاب، قال: أخذ النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بيدي، و قال ذلك. و روي: أخذ بمنكبي. و روي: أخذ ببعض جسدي.

۴۱۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: دَعْ مَا يَريبُكَ إِلَى مَا لاَ يَريبُكَ.۵

«الرَّيب»: الشكّ، و رابني الأمرُ يَريبني أي شكّكني، و أرابَ لغة هُذَيل، قال شاعرهم:

كأنّني أربتُه۶ برَيب۷

1.. «ألف» : مستطرا بل يكفيه فيها .

2.. «ب» : ـ الّذي .

3.. الزمر ۳۹ : ۳۰ .

4.. «ألف» : «ما» بدل «غريب» .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ ، ح ۶۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۱۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۶۱ ؛ المستدركللحاكم ،ج ۱ ، ص ۵۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۵ . الغارات ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ؛ الفصول المختارة ، ص ۲۰۷ ؛ الانتصار للشريف المرتضى ، ص ۲۶۳ ؛ كنز الفوائد ، ص ۶۶۴ ؛ عيون الحكم ، ص ۲۴۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۳ ، ص ۳۳۰ ، ح ۲۱۴ .

6.. «ألف» : اُريبه .

7.. هذا عجز بيت لخالد بن زهير الهذلي ، و صدره : «يشمّ عطفي و يمسّ ثوبي» ؛ اُنظر : الأمالي لأبي علي القالي ، ص ۴۵۵ ؛خزانة الأدب ، ج ۵ ، ص ۸۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
212

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۴۱۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِزهَدْ في الدُّنيا يُحبِبْكَ اللّه‏ُ، وَ ازهَدْ فيما في أَيدي النَّاسِ يُحبِبكَ الناسُ.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِزهَدْ في الدنيا الدنيّة تكن مطيعا للّه‏ تعالى ؛ لأنّه تعالى صغَّرها و حقّرها حيث شبّهها باللعب و اللهو، و نهاك عن التلبّس بها، فإذا أطعتَ اللّه‏َ تعالى أحَبَّك. ثمّ قال عليه‏السلام: و ازهد فيما في أيدي الناس يحبّوك إذا لم تَرزَأهم۲ شيئا ؛ فإنّ البخل مُغَرَّز۳ فيهم۴، و لذلك قالوا: وجهُ أخِي الحاجة مملول۵.

و فائدة الحديث: الأمر بالزهد في الدنيا، و حسمِ الأطماع عن بني آدم.

و راوي الحديث: سهل بن سعد الساعدي.

۴۱۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُنْ في الدُّنيا كَأَنَّكَ غَريبٌ۶ أَو عَابِرُ سَبيلٍ، وَ عُدَّ نَفْسَكَ في أَصحابِ القُبُورِ.۷

لمّا كانت /۲۵۹/ الدنيا دارَ مَجازٍ و عبورٍ إلى الآخرة، و الآخرة دار قرار و مقام، أمرَ العبدَ /۲۸۲/ المؤمنَ أن يكون فيها كالغريب المجتاز الّذي لا يحدّث نفسه في منزلٍ نزله و مرحلة حَلَّ

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ ، ح ۶۴۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۱۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۱۹۳ ؛ روضةالعقلاء ، ص ۱۴۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۹ ، ص ۲۰۱ . الأمالي للطوسي ، ص ۱۴۰ ، ح ۴۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۹ ، ص ۴۵۰ ، ح ۱۲۴۷۴ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۶۰ و فيه الفقرة الاُولى فقط ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۲ ، ص ۵۱ ، ذيل ح ۱۳۴۸۸ .

2.. «ألف» : لم تزرأهم .
رَزَأَه و رَزِئَه مالَه رُزْءا : أصاب مِن ماله شيئا . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۸۵ رزأ .

3.. غَرَّز الإبرةَ في الشيء : أدخلها . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۸۶ غرز .

4.. «ألف» : ـ فيهم .

5.. المَلَّة : الرَّماد الحَار ، و الخبز يسمّى المَليل و المملول لأنّه يُنضج في المَلَّة ، و يقال : «رجُل مَليل» للَّذي أحرَقَتْه الشمس .انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۳۰ ملل .

6.. «ألف» : غربت .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ ، ح ۶۴۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۷۰ ؛ سنن ابن ماجة ،ج ۲ ، ص ۱۳۷۸ ، ح ۴۱۱۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۸۸ ، ح ۲۴۳۵ . روضة الواعظين ، ص ۴۴۸ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۳۸۱ ، ح ۷۰ ؛ و ص ۴۰۲ ، ح ۴۴ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۲۴ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۲۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2261
صفحه از 488
پرینت  ارسال به