211
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۴۱۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۲۵۸/ أَبا هِرٍّ، أَحسِنْ جِوارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُن مُسلِماً، وَ أَحسِنْ مُصَاحَبَةَ مَن صَاحَبَكَ تَكُن مُؤمِناً،۱ وَ اعمَلْ بِفَرائِضِ اللّه‏ِ تَكُن عَابِداً، وَ ارضَ بِما قَسَمَ۲ اللّه‏ُ تَكُن زَاهِداً.۳

يُعلِم عليه‏السلام أنّ حُسن الجوار من أخلاق الإسلام، و أنّ إحسان الصحبة و دَماثةَ۴ الأخلاق و صدقَ المعاملة من أعمال المؤمن، و أنّ العاملَ بالفرائض المفتَرَضَة عليه يُطلَق عليه اسمُ العبادة، و أنّ الراضيَ بما قَسَمَ اللّه‏ُ تعالى له۵ زاهد. و حسن الجوار أن يَحزن له و يَفرح، و يبادِرَ إلى شغله، و يكفّ عنه ظُلْمَ الظالم بقدر الطاقة.

و قال بعض الحكماء: ليس الجوار كفّ الأذى ؛ و لكنّه الصبر على الأذى۶، و حُسنُ الصحبة أن يطيِّب الأخلاقَ لصاحبه، و لا يقبِّحَ له وجها، و لا يَرفعَ عليه۷ صوتا، و لا يتساهلَ في نفعه و ضرّه، و العملُ بفرائض اللّه‏ أن يأتي بالصلوات۸ المكتوبة و الصوم المكتوب و الحجّ و الزكاة إن كان له مال، و الزهد أن يَرضى بما قَسَمَ اللّه‏ُ ؛ فلا يَغمِطَ نعمته، و لا يَستقلّ فضله.۹

و فائدة الحديث: تعليم مكارم الأخلاق أيضا.۱۰

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۲ ، ح ۶۴۲ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۷۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۵۱ ، ح ۴۳۳۸۶ ؛الفتوحات المكّيّة ، ج ۴ ، ص ۵۲۱ . الأماليللصدوق ، ص ۲۶۹ ، ح ۱۶ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۳۳ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۳۵۰ ، ح ۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۱۲۰ ، ح ۴۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۱۶۰ مع اختلاف يسير في الستّة الأخيرة .

2.. «ألف» : ارض بقسم .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۲ ، ح ۶۴۲ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۰ ، ح ۵۸۶۵ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۷۹ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۷۶ ؛ الفتوحات المكّية ، ج ۴ ، ص ۵۲۱ ؛ الأنساب للسمعاني ، ج ۳ ، ص ۵۰۸ . كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۱۷۹ مع الاختلاف في كلّ المصادر غير الأوّل .

4.. دَمِثَ دَمَثا فهو دَمِثٌ : لانَ و سَهُل . و الدَّماثَة : سُهولة الخُلق . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ دمث .

5.. «ألف» : ـ له .

6.. راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۶۷ ، ح ۹ مع اختلاف في الألفاظ عن عبد صالح عليه‏السلام .

7.. «ألف» : له .

8.. «ألف» : الصلوات .

9.. راجع : فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۴۲۵ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ص ۱۵۵ .

10.. «ألف» : ـ أيضا .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
210

۴۱۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُن وَرِعاً تَكُن أَعبَدَ النَّاسِ، وَ كُن قَنِعاً تَكُن أَشكَرَ النَّاسِ، وَ أَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفسِكَ تَكُنْ مُؤمِناً، وَ أَحسِنْ جِوارَ مَن جَاوَرَكَ تَكُن مُسلِماً.۱

«الوَرِع»: التَّقيُّ، يقال: وَرِعَ يَرِعُ ـ بالكسر فيهما ـ وَرَعا و رِعَةً، و فلانٌ۲ سيّئ الرِّعَةِ أي قليلُ الوَرَع، و تَوَرَّعَ من ذلك أي تَحَرَّجَ، و وَرَّعتُه: كففتُه، و القَنِعُ: القانع، يقال۳: قَنِعَ ـ بالكسر ـ يَقنَع قَناعةً، و ربّما يقال قُنوعا فهُوَ قانعٌ و قَنِعٌ. و «الشكر»: ذِكر الصَّنيعة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَوَرَّعْ عن المحارم تَكُن مِن أعبَدِ الناس. و فيه إشارة إلى أنّ التعفّف عن القبائح أفضل مِن فعلِ الحسن ؛ و ذلك أنّ الانكفاف عن القبيح واجب، و فِعلُ الحسن الّذي ليس بواجب و لا مُباحٍ نَفْلٌ، و فعلُ۴ الواجب أكثرُ ثوابا مِن فعلِ النَّدب.

ثمّ يقول: «و كن قنعا تكن أشكر الناس»، و يشير به عليه‏السلام إلى أنّ القناعة بما يَرزق اللّه‏ُ شكرٌ له ؛ و ذلك لأنّ الشكر هو اعترافُك بنعمة المُنعِم قاصدا بذلك /۲۸۱/ تعظيمه.

ثمّ قال عليه‏السلام: أَرِدْ للناس و تَمَنَّ۵ لهم ما تريد و تَتمنّى لنفسك ؛ فإنّ مِن شَرط الإيمان أن تُجرِيَ أخاك المؤمنَ مَجرى نفْسك.

ثمّ قال عليه‏السلام: «و أحسِن جِوارَ جارِك» ؛ فإنّ ذلك من شِيَمِ الإسلام، و الإسلام أعَمُّ من الإيمان.

و فائدة الحديث: الحثّ على هذه الأفعال الّتي هي مكارم الأخلاق.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۷۱ و ۳۷۲ ، ح ۶۳۹ ـ ۶۴۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۰ ،ح ۴۲۱۷ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۱۶ ، ح ۳۸۵ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۱۴ ، ح ۳۴۰۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۹۶ ، ح ۶۴۲۲ . مستدرك الوسائل ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۵ ، ح ۱۲۶۷۶ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۴ ، ص ۲۲۶ ، ح ۲۳۳۸ و في الأخيرين عن لبّ اللباب للراوندي ، مع اختلاف يسير في كلّ المصادر .

2.. «ألف» : يقال .

3.. «ألف» : بالكسر يقول .

4.. «ألف» : يقال .

5.. «ألف» : أرد الناس تمنّ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2158
صفحه از 488
پرینت  ارسال به