۴۱۰.قوله صلىاللهعليهوآله: كُن وَرِعاً تَكُن أَعبَدَ النَّاسِ، وَ كُن قَنِعاً تَكُن أَشكَرَ النَّاسِ، وَ أَحْبِبْ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفسِكَ تَكُنْ مُؤمِناً، وَ أَحسِنْ جِوارَ مَن جَاوَرَكَ تَكُن مُسلِماً.۱
«الوَرِع»: التَّقيُّ، يقال: وَرِعَ يَرِعُ ـ بالكسر فيهما ـ وَرَعا و رِعَةً، و فلانٌ۲ سيّئ الرِّعَةِ أي قليلُ الوَرَع، و تَوَرَّعَ من ذلك أي تَحَرَّجَ، و وَرَّعتُه: كففتُه، و القَنِعُ: القانع، يقال۳: قَنِعَ ـ بالكسر ـ يَقنَع قَناعةً، و ربّما يقال قُنوعا فهُوَ قانعٌ و قَنِعٌ. و «الشكر»: ذِكر الصَّنيعة.
يقول صلىاللهعليهوآله: تَوَرَّعْ عن المحارم تَكُن مِن أعبَدِ الناس. و فيه إشارة إلى أنّ التعفّف عن القبائح أفضل مِن فعلِ الحسن ؛ و ذلك أنّ الانكفاف عن القبيح واجب، و فِعلُ الحسن الّذي ليس بواجب و لا مُباحٍ نَفْلٌ، و فعلُ۴ الواجب أكثرُ ثوابا مِن فعلِ النَّدب.
ثمّ يقول: «و كن قنعا تكن أشكر الناس»، و يشير به عليهالسلام إلى أنّ القناعة بما يَرزق اللّهُ شكرٌ له ؛ و ذلك لأنّ الشكر هو اعترافُك بنعمة المُنعِم قاصدا بذلك /۲۸۱/ تعظيمه.
ثمّ قال عليهالسلام: أَرِدْ للناس و تَمَنَّ۵ لهم ما تريد و تَتمنّى لنفسك ؛ فإنّ مِن شَرط الإيمان أن تُجرِيَ أخاك المؤمنَ مَجرى نفْسك.
ثمّ قال عليهالسلام: «و أحسِن جِوارَ جارِك» ؛ فإنّ ذلك من شِيَمِ الإسلام، و الإسلام أعَمُّ من الإيمان.
و فائدة الحديث: الحثّ على هذه الأفعال الّتي هي مكارم الأخلاق.
و راوي الحديث: أبو هريرة.