205
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الأمر بتخصيص العِيال و الأولاد بالأدب و الخير أوّلاً ثمّ مَن بعدهم.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۴۰۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُخبُرْ تَقْلِهِ، وَ ثِقْ بِالنَّاسِ رُوَيداً.۱

تقول: «خَبَرتُ الرجُلَ» إذا بلوتَه أخبُرُه خُبْرا بالضمّ و خِبرَةً بالكسر إذا بَلَوتَه، و اختَبَرتُه أيضا. و «قَلَيتُ» الرجُلَ أقْلِيه قِلًى و قَلاءً و مَقْلِيَةً، و طَيِّءٌ تقول: أقلاه أي أبغَضتُه. و روي أنّهما لغتان: قَلِيَ يَقلى، و قَلى يَقلي فتداخلتا، و كذلك قالوا في رَكَنَ يركَن۲، و تَقَلَّى أي تَبَغَّضَ، قال:

أسيئي بنا أو أحسِني لا مَلومةً

لَدَينا و لا مَقلِيَةً إن تَقَلَّتِ۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اُخبُر الرجُلَ تُبغِضْه ؛ يعني أنّه ليس أحدٌ مِن الناس يوافيك صافيا كما تريد، بل يُبدي اختبارُه۴ غِشّا و دَغَلاً۵، فتَرى الرجُلَ و تَظُنّه الصَّديقَ الصَّدوقَ و المناصِحَ المُخلِصَ، فإذا جَرّبتَه و فَحَصْتَ عنه أخلَفَ عند السَّبْك۶، و لم يَتلوّن على المِحَكِ.

و «رويدا» يجوز أن يكون مَصدرا، و يجوز أن يكون حالاً، [و] إذا قلت مثلاً: كُلْ رُوَيدا، جاز أن يكون رويدا حالاً مِن الضمير في كُلْ، و جاز أن يكون مصدرا مِن غير اللفظ أي أكلاً رويدا، يقال: أروَدَ إذا تَمَهَّل، و كأنّه مصغَّر بحذف۷ الزوائد.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۹ ، ح ۶۳۵ و ۶۳۶ ؛ حلية الأولياء ، ج ۵ ، ص ۱۵۴ ؛ الزهد لابن المبارك ، ص ۱۸۵ ؛ كنزالعمّال ، ج ۹ ، ص ۳۵ ، ح ۲۴۸۰۴ ؛ فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۲۶۸ ، ح ۲۸۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۶۴ ، ح ۱۵۱ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۴۹۷ .

2.. «ألف» : زكن يزكن .

3.. الأغاني ، ج ۹ ، ص ۲۳ ؛ الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۳۹ شنع و البيت لكثّير عزّة .

4.. «ألف» : اختياره .

5.. «ألف» : دخلاً .

6.. سَبَكَ الذهَبَ و الفضّة و نحوه من الذائب و سبَّكه : ذَوَبه و أفرغه في قالب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۸ سبك .

7.. «ألف» : إذا حُذف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
204

اُرسِلُها و أتوكّل؟ فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۲۵۴/قيّدها و توكّل، فصار مثلاً نبويّا.

۴۰۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اِبدَأْ بِمَن تَعُولُ.۱

يقال: «عالَ عِيالةً» إذا قاتَهم و مانَهم۲ و أنفَقَ /۲۷۸/ عليهم و راعاهم و خَفَضَ جَناحَ خَلَلِهم۳.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا أدّيتَ۴ أحدا، أو أمرتَ بمعروف، أو نهيتَ عن منكر، فابدأ بمَن تَعول ـ أي بمن هو في حكمك وتحت مَلكَتِك ـ ثمّ بجيرانك ثمّ الأقرب فالأقرب، و لا يَبعد أن يَندرج تحت ذلك الخيرُ، فيقول عليه‏السلام: لِيَصِلْ خيرُك إلى عِيالك أوّلاً، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الأقربِ فالأقرب ؛ لئلاّ تكون مضيِّعا، كما قال الشاعر:

كتاركةٍ بَيضَها بالعَراء

و مُلبِسةٍ بَيْضَ اُخرى جَناحا۵

و يقال: إنّ النَّعامةَ تَفعل ذلك لقلّة حِسِّها.۶

و قال العَديل بن الفَرخ:

كمُرضعةٍ أولادَ اُخرى و ضَيَّعتْ

بَني بطنها هذا الضلالُ عن الرُّشد۷

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۸ ، ح ۶۳۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۵۲ و ۲۳۰ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۳۴۵ ؛المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۱۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۳ ، ص ۲۰۴ ، ح ۳۱۲۹ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۶۷ ، ذيل ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۸ ، ح ۵۷۹۳ ؛ تحف العقول ، ص ۳۵۰ .

2.. «ألف» : قاءهم و ماءهم .
و مان الرجُلُ أهلَه مَوْنا و مؤونةً : كفاهم و أنفق عليهم و عالهم . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۲۵ مون .

3.. «ألف» : حللهم .
و الخَلَل : المنفرَج و الفرجة بين الشيئين ، الفساد و الوهن في الأمر ، و الرِّقَّة في الناس . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ،ص ۲۱۳ ـ ۲۱۵ خلل .

4.. «ألف» : «أذبت» أو «أدبت» .

5.. البيت لابن هرمة ؛ اُنظر : أدب الدنيا و الدين ، ص ۳۶۳ ، البصائر و الذخائر ، ج ۷ ، ص ۹۰ .

6.. اُنظر: ثمار القلوب للثعالبي، ص ۵۰۶ ؛ جمرة الأمثال للعسكري، ج۱، ص۳۹۴؛ مجمع الأمثال للميداني، ج۱، ص۲۳۴.

7.. اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ جمهرة الأمثال ، ج ۱ ، ص ۳۹۳ ؛ شعر الكميت بن زيد ، ج ۱ ، ص ۴۴۲ . و العديلبن الفرج العجلي شاعرٌ من رهط أبي النجم بالغباب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970
صفحه از 488
پرینت  ارسال به