و فائدة الحديث: الأمر بتخصيص العِيال و الأولاد بالأدب و الخير أوّلاً ثمّ مَن بعدهم.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۴۰۷.قوله صلىاللهعليهوآله: اُخبُرْ تَقْلِهِ، وَ ثِقْ بِالنَّاسِ رُوَيداً.۱
تقول: «خَبَرتُ الرجُلَ» إذا بلوتَه أخبُرُه خُبْرا بالضمّ و خِبرَةً بالكسر إذا بَلَوتَه، و اختَبَرتُه أيضا. و «قَلَيتُ» الرجُلَ أقْلِيه قِلًى و قَلاءً و مَقْلِيَةً، و طَيِّءٌ تقول: أقلاه أي أبغَضتُه. و روي أنّهما لغتان: قَلِيَ يَقلى، و قَلى يَقلي فتداخلتا، و كذلك قالوا في رَكَنَ يركَن۲، و تَقَلَّى أي تَبَغَّضَ، قال:
أسيئي بنا أو أحسِني لا مَلومةً
لَدَينا و لا مَقلِيَةً إن تَقَلَّتِ۳
يقول صلىاللهعليهوآله: اُخبُر الرجُلَ تُبغِضْه ؛ يعني أنّه ليس أحدٌ مِن الناس يوافيك صافيا كما تريد، بل يُبدي اختبارُه۴ غِشّا و دَغَلاً۵، فتَرى الرجُلَ و تَظُنّه الصَّديقَ الصَّدوقَ و المناصِحَ المُخلِصَ، فإذا جَرّبتَه و فَحَصْتَ عنه أخلَفَ عند السَّبْك۶، و لم يَتلوّن على المِحَكِ.
و «رويدا» يجوز أن يكون مَصدرا، و يجوز أن يكون حالاً، [و] إذا قلت مثلاً: كُلْ رُوَيدا، جاز أن يكون رويدا حالاً مِن الضمير في كُلْ، و جاز أن يكون مصدرا مِن غير اللفظ أي أكلاً رويدا، يقال: أروَدَ إذا تَمَهَّل، و كأنّه مصغَّر بحذف۷ الزوائد.