201
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: يَهلك فيّ رجلان: مُحِبٌّ غالٍ، و مُبغِضٌ قالٍ،۱ و خير الناس فيّ حالاً النَّمطُ الأوسط.۲

قال أبو عبيد: النمط هو الطريقة، يقال: الزم هذا النمط.۳

و معنى هذا الحديث: الأمر بالقصد في الاُمور، و يَدخل في ذلك تركُ العصبيّة و الغلوِّ و مجاوزةِ الحدّ في الاُمور الدينيّة و الدنيويّة.

و فائدة الحديث: إعلام الاُمّة بأنّ۴ التقصير و الغلوّ كلاهما مذمومان.۵

و راوي الحديث: أبو هريرة، قال: قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قاربوا و سدِّدوا ؛ فإنّ أحدَكم لن يُنجيه العمل. فقيل: و لا أنت يا رسول اللّه‏؟ فقال: و لا أنا، إلاّ أن يتغمّدني اللّه‏ُ برحمته.

۴۰۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: زُرْ غِبّاً تَزدَدْ حُبّاً.۶

يقال: «غَبَّ الرجل»: إذا جاء زائرا بعد أيّام، و أغَبّنا العطاءُ: إذا وَصَلَ غِبّا، و «الغِبّ»: أن تَرِدَ الإبلُ /۲۷۷/ يوما و يوما [لا۷]، و اللَّحْمُ الغابُّ: البائت، و يقال للَّحم۸ المُنتِن أيضا: غابٌّ، و غَبَّ الأمرُ: صار إلى آخِره.

و قال الحَسَنُ في هذا الحديث: الغِبّ في الزيارة أن يَزور كُلَّ اُسبوع.۹

1.. الأمالي للصدوق ، ص ۷۰۹ ، ح ۹۷۸ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۴ ، ح ۳۱۶۳۳ .

2.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۲۷ .

3.. نقل عنه ابن سلاّم في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۴۸۳ .

4.. «ألف» : أنّ .

5.. الأفصح : «كلاهما مذموم» بإفراد الخبر ، و هو لغة الذكر الحكيم ، قال تعالى : «كلتا الجنتين آتَتْ أُكُلَها . . .»[الكهف۱۸ : ۳۳] . عبد الستّار .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۶ و ۳۶۷ ، ح ۶۲۹ ـ ۶۳۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۳۴۷ ؛ الضعفاء للعقيلي ، ص ۱۹۴ ؛حلية الأولياء ، ج ۳ ، ص ۳۲۲ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۶ ؛ مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۳۳۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۳۸۶ . الحبل المتين ، ص ۱۳۰ ؛ مشرق الشمسين ، ص ۳۷۰ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۳۲۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۴ جعله فيه من الموضوعات ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۰ ، ص ۳۷۴ ، ذيل ح ۱۲۲۱۰ .

7.. أضفناه من لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۳۵ غبب ، و فيه : الغِبّ : وِرد يومٍ و ظَمؤ آخر ، و الغِبّ مِن وِرد الماء فهو أن تشرب يوما و يوما لا ، و إبلٌ غَوابُّ إذا كانت تَرِدُ الغِبَّ .

8.. «ألف» : اللَّحم .

9.. راجع : نيل الأوطار للشوكاني ، ج ۱ ، ص ۱۵۲ ؛ عون المعبود ، ج ۱۱ ، ص ۱۴۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
200

رَحْمَةِ اللّه‏ِ»۱، فمع قوله ـ عزّ و علا ـ ذلك /۲۵۲/ما الذي يَقتضي التنفيرَ و إقناطَ الناس من الرحمة؟! و لكن لا ينبغي للعبد أن يُسنِد ظَهرَه إليها، و يتوكّلَ عليها، و يَتعطّل عن العبادة ؛ فإنّها غير واجبة عليه، بل هي تفضُّلٌ، فإن لم يَفعل فما يُصنَع به؟!

و فائدة الحديث: الأمر بمكارم الأخلاق و طريق النبوّة.

و روي: أنّ أعرابيّا تعلّق بأستار الكعبة۲، و جَعَلَ يقول في دعائه: اللّهمّ ارحمني و محمّدا، و لا تَرحمْ معنا أحدا! فقال عليه‏السلام: لقد تَحَجَّرتَ واسعا. فمال الأعرابيُّ إلى ناحية المسجد و بال فيه، فهَمَّ عمرُ بنُ الخطّاب بضربه! فقال عليه‏السلام: يَسِّروا و لا تُعَسِّروا و عَلِّموه.۳

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۴۰۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قَارِبُوا وَ سَدِّدُوا.۴

«المقارَبَة»: القصد في الاُمور من غير إفراط و لا تفريط، فمعنى «قارِبوا» أي لا تَغلوا. و «سَدِّدوا» أي اقصدوا السدادَ و الصوابَ، و هو ـ كما رُوي في الأثر ـ كِلا طرفَي الاُمور مذموم يعني الإفراطَ و التفريط ؛ قال اللّه‏ تعالى في هذا المعنى: «وَ لاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَ لاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ»۵.

و قال النبيّ۶ عليه‏السلام: خير الاُمور أوسطها.۷

1.. الزمر ۳۹ : ۵۳ .

2.. «ألف» : ـ الكعبة .

3.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۷۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۹۴ ، ح ۳۸۰ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ و ۳۶۶ ، ح ۶۲۶ ـ ۶۲۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ و ۴۸۲ و ۴۹۵ و ۵۰۳ ؛ و ج ۳ ،ص ۳۳۷ و۴۲۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۶ ؛ و ج ۸ ، ص۱۴۰ ؛ سنن الدارمي ، ج۲ ، ص۳۰۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج۲ ، ص۱۴۰۵ ، ح۴۲۰۱ ؛ سنن الترمذي ، ج۴ ، ص ۳۱۴ ، ح ۵۰۲۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۳ ، ص ۳۷۳ .

5.. الإسراء ۱۷ : ۲۹ .

6.. «ب» : ـ النبيّ .

7.. عيون الحكم و المواعظ ، ص ۲۴۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ ، ح ۱۹۹ ؛ نزهة الناظر ، ص ۱۲۶ ، ح ۲۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2125
صفحه از 488
پرینت  ارسال به