199
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال اللّه‏ تعالى: «مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»۱.

و قال تعالى: «يُرِيدُ اللّه‏ُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»۲.

و قال تعالى في صفة نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «وَ لَوْ كُنْتَ فَظّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»۳.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: لعنةُ اللّه‏ على المنفِّرين ـ ثلاثا ـ. قيل: مَن هم يا رسولَ اللّه‏؟ قال: الّذين يقنِّطون العبادَ مِن رحمة اللّه‏.۴

و روى زيدُ بنُ أسلَمَ، قال: كان في الاُمم السالفة رجُلٌ يَجتهد في العبادة، و يشدِّد على نفسِه، و يقنِّط الناسَ مِن رحمةِ اللّه‏ تعالى، ثمّ مات، فقال: يا ربِّ، ما لي عندك؟ قال: النار. قال: يا ربّ، فأينَ عبادتي و اجتهادي؟ فقيل له: كنتَ تقنِّطُ الناسَ من رحمتي، فأنا اُقنِّطك اليومَ!۵

و عن البَراء بنِ عازب: أنّ رجلاً سأله عن رجُلٍ حَمَلَ على كتيبةٍ۶، ثمّ۷ ألقى بيده /۲۷۶/ إلى التَّهلُكة، فقال: لا ؛ ولكنَّ التهلكة أن يُذنِب الرجلُ ثمّ يقول: لا توبة لي! فيُلقي نفسَه إلى التهلكة.۸

و قال ابنُ مسعود: مَن أذنَبَ ذنبا فعَلِمَ أنّ اللّه‏ تعالى قد اطَّلَعَ عليه، غُفِرَ له و إن لم يَستغفر.۹

و دَعْ ذلك كلَّه ؛ أ ليس اللّه‏ُ تعالى يقول: «يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ

1.. الحجّ ۲۲ : ۷۸ .

2.. البقرة ۲ : ۱۸۵ .

3.. آل عمران ۳ : ۱۵۹ .

4.. تذكرة الموضوعات ، للفتني ، ص ۲۲۸ .

5.. المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۹ ، ح ۲۰۵۶۱ ؛ تفسير القرآن للصنعاني ، ج ۲ ، ص ۳۱۵ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ،ص ۳۳۲ .

6.. الكتبية : الجَيش ، و القطعة العظيمة من الجَيش ، و الجمع : الكتائب . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۰۱ كتب .

7.. «ب» : ـ ثمّ .

8.. راجع : المحلّى لابن حزم ، ج ۷ ، ص ۲۹۴ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۱ ، ص ۵۴۳ .

9.. مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۶۲ ، ح ۸۳۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۲۰ ، ح ۱۰۲۴۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
198

/۲۵۱/ و قال آخر:

ساُعمِلُ نصَّ۱ العِيس۲ حتّى يَكُفَّني

غِنى المالِ يوما أو غِنى الحدثانِ فلَلموتُ خير مِن حياةٍ يُرى لهاعلى المرء۳ بالإقلالِ وَسمُ هَوانِ

متى يَتكلّم يُلْغَ حُسنُ كلامِهو إن لم يَقُل قالوا عديمُ بيانِ

كأنّ الغِني في أهلِه بورِك الغنىبِغَير لسانٍ ناطقٌ بلسانِ۴

و فائدة الحديث: الحثّ على السفر، و إعلام ما فيه من الفائدة.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۴۰۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا، وَ سَكِّنُوا وَلا تُنَفِّرُوا.۵

«التيسير»: التسهيل، و بخلافه «التعسير»، و الاسم منها اليُسر و العسر، و يَسَّرَه اللّه‏ُ للخير أي وفّقه، يأمر اُمّته عليه‏السلام بالتيسير و التسهيل في الاُمور دون التصعيب و التعسير، و كذلك يَأمرهم بما يسكِّن القلوبَ و لا ينفِّرها.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بُعِثتُ بالسَّهْلة السَّمْحة۶، و ما بُعثتُ بالرَّهبانيّةِ الصَّعْبة.۷

1.. نَصَّ الدابَّةَ و الناقةَ : رَفَعَها في السير ، و حَرَّكها حتّى يستخرج من الناقة أقصى سيرها . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۷نصص .

2.. «ألف» : العيش .
و العِيس : الإبل تضرب إلى الصُّفرة . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۵۲ عيس .

3.. شرح نهج البلاغة : الحرّ .

4.. الأبيات منسوبة لأعرابي من باهلة ؛ اُنظر : البصائر و الذخائر ، ج ۵ ، ص ۵۸ ؛ بهجة المجالس ، ج ۲ ، ص ۲۰۷ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ ، ح ۶۲۴ و ۶۲۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ و ۲۰۹ ؛ و ج ۴ ، ص ۴۱۷ ؛ صحيح البخاري ،ج ۱ ، ص ۲۵ ؛ و ج ۷ و ص ۱۰۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۱۴۱ ؛ فتح الباري ، ج ۱ ، ص ۲۷۹ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ ، ح ۵ مع اختلاف يسير فيه ؛ عيون الحكم ، ص ۵۵۰ (مع الاختلاف فيه) ؛ رسائل المرتضى ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ (مع اختلاف يسير فيه أيضا) .

6.. هذا هو الصحيح ، و لا يقال «السَّمحاء» كما شاعَ خطأً ، و من المستغرَب أن يسمِّيَ أحدُ الفقهاء المعروفين قدس‏سرهرسالتَهُالعملية باسم «الشريعة السَّمحاء» عبد الستّار .

7.. راجع : مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ سمح .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2165
صفحه از 488
پرینت  ارسال به