197
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تعالى، و يُخالِط الغُرَباءَ، و يَستفيد إلى عِلمه علما و إلى حلمه حلما، و تَزيد تَجاربُه۱ إلى كثير من الأشياء الّتي لا تكون في بلدةٍ ؛ فإنّ الحكمةَ الإلهيّةَ قد اقتَضَت اختصاصَ /۲۷۵/ كلّ بقعةٍ بنوعٍ مِن الأشياء لا تَكاد توجَد في غيرِه إلاّ قليلاً ؛ و ذلك ليُحوِجَ بعضَهم إلى بعض، و ليَنصِب۲ لكلٍّ معاشا.

و قال الشاعر:

تَغَرَّبْ عن الأوطانِ في طلبِ العُلى

و سافِرْ ففي الأسفارِ خَمسُ فوائدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ و اتّصالُ مَعيشةٍ

و علمٌ و آدابٌ و صحبةُ ماجد

فإن قيل في الأسفارِ ذُلٌّ و محنةٌ

و قطعُ الفَيافي۳ و ارتكابُ الشدائد

فلَلَموتُ خيرٌ لِلفَتى مِن مُقامِهبِدارِ هَوانٍ بَيْنَ واشٍ۴ و حاسد۵

و قال غيره:

سأحدُثُ في متون الأرضِ ضربا

و أركَبُ في العُلى غِيَرَ الليالي

فإمّا و الثَّرى و بَسَطتُ عُذرا

و إمّا و الثُّريّا و المَعالي۶

1.. «ألف» : تجارته .

2.. «ألف» : ليصب . «ب» : لينضب .
و نَصَبَ الشيءَ : أقامَه . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۶۰ نصب .

3.. الفَيفاء : الصحراء الملساء ، و الفيافي : جمعها ، و كذلك الفيفاة : المفارة لا ماء فيها ، و الفيافي جمعها . انظر : لسان العرب ،ج ۹ ، ص ۲۷۴ فيف .

4.. الواشي و الوَشّاء : النَّمّام . و النمّام يَشي الكذبَ : يؤلِّفه و يلوِّنه و يزيِّنه ، و وَشَى كلامَه : كَذِبَ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ،ص ۲۹۲ ـ ۲۹۳ وشي .

5.. هذه الأبيات منسوبة إلى الإمام علي عليه‏السلام ، اُنظر : الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه‏السلام ، ص ۱۳۹ مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ . و انظر أيضا : خريدة القصر ، ج ۳ ، ص ۳۹۰ .

6.. البيتان لأبي منصور الخوافي ؛ اُنظر : دمية القصر و عصرة أهل العصر ، ج ۲ ، ص ۱۱۹۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
196

فلانٌ سَقاني شربةً من ماء /۲۵۰/ في الدنيا، فشَفِّعني فيه. فيقول: اذهَبْ فأخرِجْه مِن النار، [فيذهب۱] فيتجسَّسُ۲ النارَ حتّى يُخرجه.۳

و عن ابن مسعود: تُشَفَّعُ الملائكةُ و النبيّونَ و الشهداءُ و الصالحون و جميع المؤمنين، فلا يَبقى في النار إلاّ أربعة. ثمّ تلا قوله تعالى: «لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ»۴.۵

و قال الحسن: لأن أمشِيَ مع أخٍ لي۶ مسلمٍ أقضي حاجتَه أحَبُّ إليّ مِن أن اُدرِكَ ليلةَ القدر في أحدِ المسجدَين.۷

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سَعى في حاجةِ أخٍ، كان له بكلّ عضوٍ تَحَرَّكَ منه صَدَقةٌ.۸

و فائدة الحديث: الأمر بالشفاعة، و الترغيبُ فيها.

و راوي الحديث: أبو موسى الأشعري، قال: كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إذا أتاه السائلُ أو طُلِبَتْ إليه حاجةٌ قال: اشفعوا تُؤجَروا، و يَقضِي اللّه‏ُ على لسانِ نبيِّه ما شاء.

۴۰۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: سَافِرُوا تَصِحُّوا وَ تَغْنَمُوا.۹

مضمون الحديث: إشارة إلى السفر الحلال، و «الصحّةُ» لِما في الأسفار من الرياضات البدنيّة الّتي تُعين على الهَضْم و تَحَلُّلِ الأخلاطِ الفاسدةِ، و تُنقِّي البدنَ. و «الغنيمة» لما فيها من التجارات و الفوائد الّتي تَحصُل بالأسفار، و بعدُ فالمسافرُ يَرى العجائبَ مِن صنعِ اللّه‏

1.. أضفناه من المصادر كلِّها .

2.. «ألف» : فيخشن . «ب» : فيحشِّش . صحّحناه من المصادر .

3.. تفسير مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۱۸۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۳۳ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۱۰ ، ص ۷۷ .

4.. المدّثر ۷۴ : ۴۳ ـ ۴۶ .

5.. راجع : مسند أبي حنيفة ، ص ۱۱۸ ؛ جامع البيان ، ج ۲۹ ، ص ۲۰۸ ، ح ۲۷۴۹۶ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۱۰ ، ص ۷۷ .

6.. «ألف» : ـ لي .

7.. لم نعثر عليه .

8.. لم نعثر عليه ؛ ولكن روي في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۴ ، ح ۶۲۲ و ۶۲۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۱۰۲ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۴ ،ص ۵۹۸ ، ح ۲۴۴ ؛ الاستذكار ، ج ۸ ، ص ۵۳۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۱۹۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۳۹ ، ح ۴۶۲۵ . الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۶۵ ، ح ۲۳۸۷ ؛ الدعوات ، ص ۷۶ ، ح ۱۸۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۹ ، ص ۲۶۷ ، ح ۴۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979
صفحه از 488
پرینت  ارسال به