تُزجِّي۱ به الأيّامَ، و يَكفيك إذا قَنِعتَ، و أنت تَجهَدُ في طلبِ ما يوقِعك في الطغيان و الفَساد من المال الّذي هو مَدعاةٌ إلى كلّ شرّ، و لقد صَدَقَ مَن قال:
تَعَلَّمَنْ۲ مُجاشِعَ بنَ مَسعَدة
أنّ الشبابَ و الفَراغَ و الجِدَة۳
/۲۴۹/ مَفسَدةٌ للدِّينِ أيُّ مَفسدة۴
ثمّ قال عليهالسلام: لا القليلُ /۲۷۱/ يُقنِعك، و لا الكثيرُ يُشبِعك ؛ لأنّ النفْسَ متطلِّعةٌ۵ إلى ما وراءِ الحاصلِ، تَوّاقةٌ إلى ما يَتجاوز أملَ الآمِل.
و فائدة الحديث: التحذير مِن طلبِ الدنيا و الازدياد على ما رَزَقَ اللّهُ تعالى، و التعنيفُ على تَركِ القناعة.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر. و في آخره: إذا أصبحتَ معافىً في جَسَدِك، آمنا في سِربك۶، عندك قوتُ يومك، فعلى الدنيا العفاء.
۳۹۹.قوله صلىاللهعليهوآله: طُوبى لِمَن هُدِيَ لِلإِسلامِ، وَ كانَ عَيشُهُ كَفافاً، وَ قَنِعَ.۷
و روي: و قنع به. و هذا الحديث أيضا آخِذٌ مأخَذَ ما قبله ؛ يدعو عليهالسلام للدين الحنيفيّ الّذي
1.. «ألف» : ترجي .
و زَجَّيت الشيءَ تزجيةً : دفعتَه برفقٍ ، يقال : كيف تزجِّي الأيامَ أي كيف تُدافعها ؟ لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۵ زجو .
2.. «ألف» : يعلمن . و في المصدرين : علمت يا .
3.. الوُجد و الوَجد و الوِجد و الجِدَة : اليَسار و السَّعة . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۴۵ وجد .
4.. البيت لأبي العتاهية إسماعيل بن قاسم الغنوي ت ۲۱۱ ق اُنظر : أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية و الإسلام ،ص ۱۳۵ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۳۴۷ ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج ۳ ، ص ۸۰ .
5.. «ألف» : مطلعة .
6.. سِربك أي مذهبك أو نفسك أو وجهك أو مالك أو نعمك أو أهلك و ولدك . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۶۳ سرب .
7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۶۱ ، ح ۶۱۶ و ۶۱۷ و فيه : «للإسلام» بدل «إلى الإسلام» و ـ «به» ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۷ ، ح ۲۴۵۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۸ ، ص ۳۰۵ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ، ح ۲ ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ۳۶۶ ؛ النوادر للراوندي ، ص ۹۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۵۳۳ ، ح ۲۷۷۸۲ و فيه عن الكافي .