19
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: التحذير من البداوة، و اتّباع الصيد۱ /۱۸۶/ و الانقطاع إليه، و الدنوّ من أبواب السلاطين و الظلمة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۵۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن قُتِلَ دُونَ مالِهِ فَهُوَ شَهيدٌ.۲

و روي: من اُصيب.۳

«الشهيد»: فَعيل بمنى مفعول مِن شَهِدَه يَشهده إذا حضره، كأنّ الملائكة تشهده عند الاحتضار، كما قال تعالى: «تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَ لاَ تَحْزَنُوا»۴. و يجوز أن يكون بمعنى فاعل أي: /۱۷۲/ إنّهم يَشهدون ما أَعَدَّه اللّه‏ لهم من الدرجات و المنازل عنده. و قال عزّ و علا: «وَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ»۵.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الّذي يُقتل دون ماله و قُدّام متاعه يحفظه من اللصوص و قطّاع الطريق و الدُّعّار۶ و البُغاة و الساعين بالفساد۷ فيقتل، يعطيه اللّه‏ تعالى درجة الشهادة في حَرّ المعركة للدفاع عن الدين و النفس ؛ و ذلك لأنَّ۸ حرمة ماله كحرمة دمه، كما قال عليه‏السلام: حرمة مال المسلم كحرمة دمه.۹

1.. «ألف» : ـ الصيد .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۲ ، ح ۳۴۰ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص ۷۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۰۸ ؛ صحيح مسلم ،ج ۱ ، ص ۸۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۸۶۱ ، ح ۲۵۸۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۰ ، ح ۴۷۸۲ . الكافي ، ج ۵ ، ص ۵۲ ، ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۹۵ ، ح ۵۱۶۱ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۱۶۷ ، ح ۳۱۹ ؛ الخصال للصدوق ، ص ۶۰۷ في بعض المصادر : فهو بمنزلة الشهيد .

3.. السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۳۳۵ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ، ح ۳۴۳ .

4.. فصّلت ۴۱ : ۳۰ .

5.. الحديد ۵۷ : ۱۹ .

6.. الداعر : الخبيث المفسد . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۸۶ (دعر) .

7.. «ألف» : ـ و الدُّعّار و البغاة و الساعين بالفساد .

8.. «ألف» : لأنّه .

9.. عوالي اللآلي ، ج ۳ ، ص ۴۷۳ ، ح ۴ ؛ الصوارم المهرقة ، ص ۳۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۹ ، ص ۴۰۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ،ص ۱۳۶ ، ح ۱۷۷ و ۱۷۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۷۳ ، ح ۳۷۰۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۹۳ ، ح ۴۰۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
18

غيره، لا أحوج اللّه‏ُ إليهم و لا قَرَّبَ دارَهم، و ممّا يَغترّ به الحَمقى أن يُخطِر الشيطانُ بخاطر أحدهم: إنّك إذا دَخلتَ على بعض هؤلاء نصحتَه۱ و أمرتَه و زجرته، و ربّما تَكُفّ عاديته۲ عن بعض المسلمين، أو تَتشفّع إليه في منفوع يصل إلى بعضهم! فاللّه‏َ اللّه‏َ أيّها المسكين ؛ فإنّه۳ من تسويل الشيطان الّذي يُرديك، أو همّةٍ سيّئةٍ مِن هممك الّتي تُغويك، بل لا تعرفه و لا يعرفك.

و قيل لابن المبارك۴: لو دَخلتَ على هذا الرجُل فأمرتَه و نهيته ؛ لعلّ اللّه‏ أن ينفع بك. فقال: لا ؛ مَن اعتزلهم فقد أمرهم و نهاهم.۵

و قال سفيان۶: إن دعوك لتقرأ عليهم «قل هو اللّه‏ أحد» فلا تأتهم ! يعني الظلمة.۷

1.. يقال : نَصَحتُه و نصحتُ له ، و هو باللام أفصح ، و به نَزَل الذِّكرُ الحكيم . عبد الستّار .

2.. أي ظُلمَه و شَرَّه ، و العادية : شُغلٌ مِن أشغال الدهر يَعدوك عن اُمورك أي يَشغلك ، و رَددتَ عني عاديةَ فلان أي جدَّته و غضبه ، و عادية الرجُل : عَدوُه عليك بالمكروه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۴ و ۳۷ عدو .

3.. «ب» : إنّه .

4.. هو عبد اللّه‏ بن المبارك المحدِّث المشهور المعاصر للإمام الصادق عليه‏السلام مات في هِيت من أرض الأنبار من العراض بعد خروجه غازيا ، و ما زال قبرُه قائما إلى اليوم ، و بجانبه مسجد صغير . عبد الستّار .

5.. ربيع الأبرار و نصوص الأخيار ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ .

6.. هو سفيان بن سعيد الثَّوريُّ المحدِّث المشهور ، و هذا القول أشبَهُ به مِن سميِّه و معاصرِه سفيان بن عُيَينة مولى بني هِلالٍالمحدِّثِ المشهور ، و كلاهما من الرُّواة عن الإمام الصادق عليه‏السلام و إن لم يكونا من الإماميَّة . عبد الستّار .

7.. مسند ابن الجعد ، ص ۲۷۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2052
صفحه از 488
پرینت  ارسال به