189
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: سفيان بن أسد الحضرميّ.

۳۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَأَنَّ الحَقَّ فيها عَلَى غَيرِنَا وَجَبَ، وَ كَأَنَّ المَوتَ فيها عَلى غَيرِنَا كُتِبَ، وَ كَأَنَّ الَّذي۱ يُشَيَّعُ مِنَ الأَمواتِ سَفْرٌ۲ عَمَّا قَليلٍ إِلَينا عائِدُونَ، نُبَوِّيهِم أَجدَاثَهُم، وَ نَأكُلُ تُراثَهُم، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعدَهُم، قَد نَسِينا كُلَّ واعِظَةٍ، وَ أَمِنَّا كُلَّ جائِحَةٍ،۳ طُوبى لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيوبِ النَّاسِ، وَ أَنفَقَ مِن مالٍ اكتَسَبَهُ مِن غَيرِ مَعصِيَةٍ، وَ خالَطَ أَهلَ الفِقهِ وَ الحِكمَةِ، وَ جَانَبَ أَهلَ الذُلِّ وَ المَعصِيَةِ، طُوبى لِمَن ذَلَّ في نَفْسِهِ، وَ حَسُنَتْ خَليقَتُهُ، وَ أَنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ، وَ أَمسَكَ الفَضلَ مِن قَولِهِ، وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَ لَم يَعْدُهَا۴ إِلَى بِدعَةٍ.۵

لو كان في الدنيا كلامٌ يَأخذ /۲۶۹/ بمجامع۶ القلوب، و يُلجِئُ إلى تركِ الذنوب و تجنُّبِ العيوب، لكان هذا ؛ و لَعَمري إنّه وَعظٌ يُغني عمّا سواه، و يَكفي ما عداه.

و «الحقّ» هاهنا: الصواب في القول و العمل. و «السَّفْر»: جمعُ سافرٍ مِثل راكبٍ

1.. «ب» : الّذين .

2.. السَّفْر : المسافرون ، جمع سافر . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ سفر .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ، ح ۶۱۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۲۵ ، ح ۴۴۱۵۰ ؛ تذكرة الموضوعات للفتني ، ص ۲۰۰ ؛ كتاب المجروحين ، لابن حبّان ، ج ۱ ، ص ۹۷ ؛ الموضوعات لابن الجوزي ، ج ۳ ، ص ۱۷۸ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۱۰۰ . تفسير القمي ، ج ۲ ، ص ۷۰ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۳ ، ص ۴۲۸ ، ح ۶۶ ؛ أعلام الدين في صفات المؤمنين ، ص ۳۳۱ .

4.. عَدا يَعدُو : جاوز الحدَّ ، وعَدا فلانٌ عَدْوا و عُدُوّا و عُدوانا و عَداءً : ظَلَمَ ظلما جاوَزَ فيه القَدْرَ ، و كذلك تَعَدَّى و اعتَدَى .انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۲ عدو .
و في «ب» : «يَعُدْها» ؛ من عود ، يقال :
عادَني أن أجيئَك : صَرَفَني ، مقلوب من عَداني . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۲۱ (عود) .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ، ح ۶۱۳ ؛ حلية الأولياء ، ج ۳ ، ص ۲۰۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۹ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۳۶ ، ح ۱۰۱ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ ؛ و ج ۷ ، ص ۸۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۴ ، ص ۲۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۵۳۰۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۲۵ ، ح ۴۴۱۵۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۴۶ ، ح ۱۶۷۳ . تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۷۰ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۷۸ مع الاختلاف في الثلاثة الأخيرة ؛ بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۲۰۵ ، ح ۳۱ ؛ و ج ۷۸ ، ح ۲۶۸ ، ذيل ح ۲۷ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۲ ، ص ۳۷۸ ، ح ۲۲۳۷ (و في الثلاثة الأخيرة عن كنز الفوائد) .

6.. «ألف» : مجامع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
188

يَتغافل عنه و يَتعامى عن إدراكه و إن كان عظيما، و يَستشِفُّ۱ أخاه حتّى۲ إذا عَثَرَ بأدنى هَنَةٍ مِن هَناته أَخَذَ يُشِيعها و يشنِّع عليه بها تاركا سنّةَ الرسول۳ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في قوله: طوبى لِمَن شَغَلَه عَيبُه عن عيوب الناس.۴

فجَعَلَ القَذى و الجِذعَ مثلاً لعيبه و عيب غيره.

و فائدة الحديث: النهي عن التسامح في عيب نفسه و التنفير عن عيوب غيره.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَبُرَتْ خِيانَةً أن تُحَدِّثَ أَخاكَ حَديثاً هُوَ لكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَ أَنتَ لَهُ كاذِبٌ.۵

تقدير هذا۶ الكلام: كَبُرَتِ الخيانةُ خيانةً، فكبرتْ مقدَّرةٌ تقدير نِعمَ. و «خيانةً» تمييز لفاعل «كبرت»، و «أن تحدِّث» تقديره: تحديثك أخاك، و هو بدل /۲۴۶/من الخيانة المقدَّرة.

و المعنى: ما أذهَبَ في الخيانة و أصعَبَ في رفع الأمانة أن تحدِّث أخاك بحديث يَعتمد فيه على صدقك مِن حُكمِ إسلامه و سلامة صدره، و أنت تَكْذِبه.

و قوله عليه‏السلام: «و أنت له كاذبٌ» في تقدير: أنت كاذِبُه، فلمّا قَدَّمَ الضميرَ أكَّده بالسلامة.

و فائدة الحديث: تهويلُ أمرِ الكَذِب و إعظامُ شأنه.

1.. استَشَفَّه : رأى ما وراءه ، و استَشَفَّ ما وراءه : أبصَرَه . والشَّفُّ : الثوب الرقيق ، و الستر الرقيق . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۸۰ شفف .

2.. «ألف» : ـ حتّى .

3.. «ألف» : رسول اللّه‏ .

4.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۷۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۹ ، ح ۲۰۵۳۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۳۵۰ ، ح ۵۲ ؛ مسندالشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ، ح ۶۱۳ ؛ نزهة الناظر ، ص ۳۶ ، ح ۱۰۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۵۳۰۶ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۷ ، ح ۶۱۱ ـ ۶۱۳ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۹۰ ، ح ۳۹۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۷۱ ، ح ۴۹۷۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۹ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۵ ، ص ۸۲ ، ح ۲۶۲۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۷۱ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۹۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۶۲۱۵ .

6.. «ألف» : ـ هذا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2069
صفحه از 488
پرینت  ارسال به