يَتغافل عنه و يَتعامى عن إدراكه و إن كان عظيما، و يَستشِفُّ۱ أخاه حتّى۲ إذا عَثَرَ بأدنى هَنَةٍ مِن هَناته أَخَذَ يُشِيعها و يشنِّع عليه بها تاركا سنّةَ الرسول۳ صلىاللهعليهوآله في قوله: طوبى لِمَن شَغَلَه عَيبُه عن عيوب الناس.۴
فجَعَلَ القَذى و الجِذعَ مثلاً لعيبه و عيب غيره.
و فائدة الحديث: النهي عن التسامح في عيب نفسه و التنفير عن عيوب غيره.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۳۹۵.قوله صلىاللهعليهوآله: كَبُرَتْ خِيانَةً أن تُحَدِّثَ أَخاكَ حَديثاً هُوَ لكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَ أَنتَ لَهُ كاذِبٌ.۵
تقدير هذا۶ الكلام: كَبُرَتِ الخيانةُ خيانةً، فكبرتْ مقدَّرةٌ تقدير نِعمَ. و «خيانةً» تمييز لفاعل «كبرت»، و «أن تحدِّث» تقديره: تحديثك أخاك، و هو بدل /۲۴۶/من الخيانة المقدَّرة.
و المعنى: ما أذهَبَ في الخيانة و أصعَبَ في رفع الأمانة أن تحدِّث أخاك بحديث يَعتمد فيه على صدقك مِن حُكمِ إسلامه و سلامة صدره، و أنت تَكْذِبه.
و قوله عليهالسلام: «و أنت له كاذبٌ» في تقدير: أنت كاذِبُه، فلمّا قَدَّمَ الضميرَ أكَّده بالسلامة.
و فائدة الحديث: تهويلُ أمرِ الكَذِب و إعظامُ شأنه.
1.. استَشَفَّه : رأى ما وراءه ، و استَشَفَّ ما وراءه : أبصَرَه . والشَّفُّ : الثوب الرقيق ، و الستر الرقيق . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۸۰ شفف .
2.. «ألف» : ـ حتّى .
3.. «ألف» : رسول اللّه .
4.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۷۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۸۹ ، ح ۲۰۵۳۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۳۵۰ ، ح ۵۲ ؛ مسندالشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ، ح ۶۱۳ ؛ نزهة الناظر ، ص ۳۶ ، ح ۱۰۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ، ح ۵۳۰۶ .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۷ ، ح ۶۱۱ ـ ۶۱۳ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۹۰ ، ح ۳۹۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۷۱ ، ح ۴۹۷۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۹ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۵ ، ص ۸۲ ، ح ۲۶۲۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۷ ، ص ۷۱ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۹۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۸ ، ح ۶۲۱۵ .
6.. «ألف» : ـ هذا .