187
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

باليته و ما باليت به۱ بالةً، و الأصل باليةً كعافيةٍ، فحُذفت الياء۲ تخفيفا كما قالوا في /۲۴۵/ فِعلِه: لم اُبَل تخفيفا، و بعضهم يقول: لم اُبَلِهِ.

و رووا لي في مسند الشهاب القضاعيّ: لا يأبى اللّه‏ بهم.۳ و الوجه فيه أنّه لا يَأبَهُ اللّه‏ُ بهم، يقال: ما بَهْتُ۴ له و ما وَبِهْتُ و ما أبَهْتُ و ما بِهتُ و ما بُهتُ و ما بَأَهتُ و ما بَهَأتُ أي لم أحفِلْه.

و في الحديث: رُبَّ ذي طِمرَينِ۵ لا يُؤبَه له.۶ تقول: أبِهَ له يَأبَهُ أبْها، و كأنّ الاُبَّهَةَ مِن هذا، فأبدَلَ من الهاء ألفا في قوله يَأبَأ۷ طلبا للتخفيف.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الناس إلى التراجع، و أنّه لا يزال الأخير شرّا حتّى لا يبقى من الناس إلاّ الرُّذال الّذين لا يبالى بهم.

و راوي الحديث: مِرداسٌ الأسلميّ.

۳۹۴./۲۶۸/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يُبْصِرُ أحَدُكُم القَذَى في عَينِ أَخيهِ، وَ يَدَعُ الجِذْعَ في عَينِهِ!۸

«القَذى» ما يَسقط في العين، و قد قَذِيتْ عينُه تَقْذَى قَذىً صار فيها، و قَذَتْ تَقْذِي قَذْيا ألقَتْه. و «الجِذْع» الغُصْن الكبير مِن جُذوع النخل.

يقول عليه‏السلام: إنّ الإنسان غيرُ منصفٍ ؛ يَعمى عن عيب نفسه فلا يَنتبه له و لا يلتفت إليه، بل

1.. «ألف» : ـ به .

2.. «ألف» : كعاقبة فحذفت الباء .

3.. لم نعثر عليه .

4.. «ألف» و «ب» : «أبَهت» ، فصحّحناه .

5.. الطِّمْر : الثوب الخَلَق ، و شيءٌ خَلَقٌ : بالٍ . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۰۳ طمر ، و ج ۱۰ ، ص ۸۸ (خلق) .

6.. مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۴ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۱۰ ، ص ۲۴۰ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۰ ، ص ۵۱۰ ، ح ۶۱۲۷ .

7.. «ألف» : ـ في قوله يأبأ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۶ ، ح ۶۱۰ ؛ الزهد لابن المبارك ، ص ۲۱۲ ؛ حلية الأولياء ، ج ۴ ، ص ۹۹ ؛ كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۹۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۵۹ ، ح ۹۹۹۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۲۲ ، ح ۴۴۱۴۱ مع اختلاف يسير فيه ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۸۸ ، ح ۳۲۱۲ . جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
186

بكلام و اُولئك بكلام، يُذري۱ على كلّ ريح، و غرضُه ترويج نفسه و تقضية شغله بكذبٍ يُزخرِفه و كلامٍ يُنَمنِمه ؛ لا يأخذه الديانة، و لا تَعْنيه۲ الأمانةُ مِن شرّ الناس، و هذا كما تقدّم من قوله عليه‏السلام: مَن كان ذا لسانَين في الدنيا.

و فائدة الحديث: التحذير من النفاق، و أن يكون الإنسانُ قليل المبالاة بالفساد و التضريب بين الناس.۳

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۹۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَذهَبُ الصَّالِحُونَ أَسلاَفاً الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ حَتَّى لا يَبقى إِلاَّ حُثالَةٌ كَحُثَالَةِ التَّمرِ وَ الشَّعيرِ لاَ يُبالي اللّه‏ُ بِهِم.۴

«الحُثالة»: الرُّذال۵ مِن كلّ شيء، و مثله الحُفالة و الخُشارة.

و في حديث آخر: أعوذ بك من۶ أن أبقى في حَثْلٍ من الناس.۷

و المعنى: أنّ الصالحين يموتون فيصيرون أسلافا شيئا فشيئا حتّى لا يبقى إلاّ الشِّرار، و هم الّذين تقوم القيامةُ عليهم.

و «أسلافا» نصبٌ حالٌ، و إذا نَصبتَ «الأوّلَ فالأوّلَ» كان بدلاً من أسلافا، و إذا رفعتَه كان بدلاً من الصالحين. و «المبالاة»: الاكتراث، و لا اُباليه أي لا أكترث له۸، يقال: ما

1.. الإذراء : الإلقاء مثل إلقائك الخبَّ للزرع ، و ضربُك الشيء ترمي به . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۴ ذرو .

2.. «ألف» : لا تعينه .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۶۳ ؛ فتح الباري ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۸ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ص ۱۳۱ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ و ۳۵۶ ، ح ۶۰۷ ـ ۶۰۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۹۳ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۳۲۱ معالاختلاف فيهما ؛ كتاب أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۱۲۶ ، ح ۹۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۳ ، ح ۳۱۱۹۱ ؛ اُسد الغابة ، ج ۴ ، ص ۳۴۷ .

5.. الرُّذال و الرُّذالة : ما انتُفيَ جيِّدُه و بقي رديئه . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۸۱ رذل .

6.. «ألف» : ـ من .

7.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۲۲۶ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۱ ، ص ۱۳۲ .

8.. و في رواية : «لا يبالي بهم بالةً» أي لا يَرفع لهم قدرا ، و لا يقيم لهم وزنا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۸۶ بلو .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2143
صفحه از 488
پرینت  ارسال به