185
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فيما۱ لم يزل ؛ لإحاطته بالأشياء، و التقدير: بما أنت لاقٍ له أو لاقٍ إيّاه.

و مضمون هذه الأحاديث الثلاثة كلّها قريب مِن قريب.

و فائدة الحديث: إعلام۲ أنّ اللّه‏ تعالى عالِم بجميع ما سيكون و سيَجري على العبد.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

روى الزُّهْري، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول اللّه‏، إنّي شابٌّ عَزَبٌ۳۴، و أنا أخافُ /۲۶۷/ الفتنةَ على نفسي، فذَرْني أختَصِ۵؟ فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: جَفّ القلمُ بما أنت لاقٍ، فاختصِ أو ذَرْ ؛۶ أي: إنّ اللّه‏ تعالى عالم بما سيكون منك، فاختصِ أو ذر ؛ فإنّ الاختصاء لا يَرُدُّ معلومَ اللّه‏ عنك.

۳۹۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَجِدُونَ مِن شَرِّ النَّاسِ ذَا الوَجهَينِ ؛ يَأتي هؤُلاَءِ بِوَجهٍ، وَ هؤُلاَءِ بِوَجهٍ.۷

تقدير الكلام: تَجِدون ذا الوجهين من شرّ الناس، و المعنى: أنّ المنافق الّذي يأتي هؤلاء

1.. «ألف» : ـ فيما .

2.. «ألف» : ـ إعلام .

3.. هذا هو الفصيح و اللغة العالية ، وَ «الأَعزَبُ» لُغَيَّةٌ ضَعيفة منعها جماعةٌ مِن حُذّاق أئمَّة اللغة ؛ و لكنَّها هي الشائعة اليوم . عبد الستّار .

4.. «ألف» : غريب .

5.. «ألف» و «ب» : «أختصي» خلافا للقاعدة و لمسند الشهاب لابن سلامة ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ ، ح ۶۰۳ .
و خَصَيتُهُ : نَزعتُ خُصيَيه ، و اختصى : خَصى نفسه ، و اختصاه : سَلَّ خصيتيه و نَزَعهما . انظر : الإفصاح في لغة العرب ، ج ۲ ، ص ۷۹۵ ؛ معجم مقاييس اللغة ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ ، ح ۶۰۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۱۹ ؛ سنن النسائي ، ج ۶ ، ص ۵۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۷۹ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۴ ، ح ۶۰۵ و ۶۰۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ص ۲۴۵ و ۴۵۵ و ۴۶۵ و مواضع اُخر ؛ صحيحالبخاري ، ج ۴ ، ص ۱۵۴ ؛ و ج ۷ ، ص ۸۷ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۱۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۱۸۱ ؛ و ج ۸ ، ص ۲۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۵۰ ، ح ۴۸۷۲ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۶ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۲۴۶ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۱۴۴ . رسائل الشهيد الثاني ، ص ۳۰۸ ؛ شرح الكافي للمازندراني ، ج ۱ ، ص ۴۰۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
184

فيكون أحوطَ له، و هذا مَجاز ؛ لأنّه تعالى لم يكن مشغولاً فيفرُغَ، و معنى الفراغ إحاطة العلم كأنّه إخبار عن أنّه تعالى لا يستفيد عِلمَ ما لم يَعلم ؛ لأنّه عالم بكلّ معلوم. و «مِن» يتعلّق بفَرَغَ، و «إلى» يتعلّق بمحذوف، كأنّه فَرَغَ اللّه‏ُ عامدا إلى العبد بإعلامه أنّه لم يَزَلْ محيطا بذلك مُلقِيا إليه عِلمَه بهذه الخَمس. و إنّما قال «الخَمس» و لم يقل الخمسة ؛ لأنّها بمعنى الأحوال۱، فعِلمُه ما يَحدُث منه من الخير و الشرّ، و أجَلُه موته، يَعلَم تعالى كيفيّتَه و أثره و ما يَسُنّه فيَبقى بَعده كما قال تعالى: «وَ نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَ آثَارَهُمْ»۲، و مَضجعُه قبره، و رزقُه ما يَقوته، و المعنى أنّ اللّه‏ تعالى كان عالما فيما لم يزلْ بهذه الأحوال و مصارفها، و لا تكاد تكون بخلاف ما أحاط به علمه ؛ لأنّه يَعلم الشيءَ كما يكون، فلا يكون بخلاف ما يعلم.

و قوله عليه‏السلام: «لا يتعدّاهنّ» أي لا يتعدّى عِلمَهنّ ؛ أي عِلمَ اللّه‏ِ تعالى بهنّ۳، فحُذف.۴

و فائدة الحديث: تذكير الخلق بذلك ؛ ليكون ذِكرُ معرفته بذلك لطفا بهم۵، و داعيا إلى الخير، و زاجرا عن الشرّ.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۳۹۱./۲۴۴/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: جَفَّ القَلَمُ بِمَا أَنتَ لاَقٍ.

قد۶ تَقدّمَ الكلامُ على معنى جَفافِ القلم، و التقدير: قد عَلِمَ اللّه‏ُ تعالى جميعَ ما أنت لاقيه

1.. لأنَّه جَمعُ حالة ، فالعَدَدُ يُخالِفُ المعدودَ من حيثُ تذكير العدد . عبد الستّار . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۰ (حول) .

2.. يس ۳۶ : ۱۲ .

3.. «ألف» : ـ بهنّ .

4.. «ألف» : + بهنّ .

5.. «ب» : لهم .

6.۶ . مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ ، ح ۶۰۳ و ۶۰۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۱۹ ؛ و ج ۷ ، ص ۲۱۰ ؛ سنن النسائي ، ج ۶ ،ص ۵۹ ؛ السنن الكبرى ، ج ۷ ، ص ۷۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۷ ، ص ۴۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۸ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۱۰۳ ؛ و ج ۱۱ ، ص ۴۳۱ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۹۷ ، ح ۴۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2235
صفحه از 488
پرینت  ارسال به