سعادةً. و «الخَلق»: الهيئة المُدرِكة للشيء۱. و «الخُلُق» ـ و قد يسكَّن ـ: السجيّة المخلوقة عليها. و «الأَجَل»: المدّة المسمّاة للشيء۲، /۲۴۳/ و يكنّى به عن الموت ؛ لأنّه انتهاء لأجل الحياة. و «جفاف القلم» في هذا الحديث كناية عن الفراغ.
يقول: كُتِبَ في علم اللّه تعالى، و جَفَّ القلمُ المكتوب به شقاوة الشقيّ و سعادة السعيد، و فُرِغَ من الأربع المذكورة، و يجوز أن تكون هذه الكتابة۳ في اللوح المحفوظ، و يجوز أن يكون كنايةً عن الحفظ كما تقول: كلّما تَعمَله عندي مكتوب۴ ؛ أي: علمي محيط بجميع ذلك، و التقدير: جفّ القلم بإثبات الشقاوة و السعادة للشقيّ و السعيد، /۲۶۶/ و المعنى أنّ اللّه تعالى عالم فيما لم يزل بشقاوة الشقيِّ و سعادة السعيد، و كذلك الأربع المفروغ منها ؛ المعنى: فُرِغَ مِن العلم بها، كأنّه عليهالسلام قال: و فرغ من علمِ أربعٍ، و ذِكر الفراغ تقريب في اللفظ و مجاز ؛ و ذلك لأنّ الفراغ و الشغل لا يُتصوّران هاهنا.
و فائدة الحديث: إثبات علم اللّه تعالى بكلّ ما سيكون من الأحوال، و أنّه لم يزل كان عالما بجميع المعلومات.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن مسعود.
وَ قَوله صلىاللهعليهوآله: فَرَغَ اللّهُ إِلَى كُلِّ عَبدٍ مِن خَمسٍ ؛ مِن عَمَلِهِ وَ أَجَلِهِ وَ أَثَرِهِ وَ مَضجَعِهِ وَ رِزقِهِ، لا يَتَعَدَّاهُنَّ عَبدٌ.
«۵فَرَغَ اللّه» أي تَقَرَّرَ عِلمُه محيطا بالعبد و أحوالِه كمَن يَفرُغ إلى الشيء غيرَ مشغول عنه