181
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و العُمر ؛ لأنّهما جميعا غير مملولَين۱، فهاتان الخَلّتان منه أبدا في رَوقِ الشبابِ و إن تَداعى۲ جِسمُه، و آلتْ بِنيَتُه، و ضَعُفَتْ قوّتُه.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ ابن آدم لا يَنتهي حرصُه على المال و العُمر، و نهيُه عن ذلك لأنّه لم يُخلق ليَجمع /۲۴۲/المالَ و لا لينال۳ أكَلأَ العُمُر۴.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۸۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: جُبِلَتِ القُلوبُ عَلى حُبِّ مَن أَحسَنَ إِلَيها وَ بُغضِ مَن أَساءَ إِلَيها.۵

أصل «الجَبْل»: الخَلق و الإحداث، و أصل «ج ب ل»: الكثافة، يقال: «فلان ذو جِبلَةٍ ـ بالكسر ـ» إذا كان غليظا، و مالٌ جِبْلٌ أي كثير، و امرأةٌ مِجبال أي غليظةٌ، و شَيءٌ جَبِلٌ /۲۶۵/ أي غليظ، و الجُبْلة: السَّنام۶، و معنى الحديث: أنّ اللّه‏ تعالى سَخّر القلوبَ لِحُبّ المحسن و بُغض المُسيء مِن غير أن تَختار ذلك، بل على طريق المُبادَهة.

و «الحُبّ»: استيناس النفْس إلى المرغوب فيه، و هو ضدّ البُغض ؛ فإنّه نِفار النفْس عن المرغوب عنه.

و فائدة الحديث: الحَثّ على الإحسان، و المنعُ من الإساءة، و إعلام أنّ الإحسان يَزرع في الصدور المَودّات، و الإساءة تَزرع فيها البغضَ و العَداوات.

1.. «ألف» : غير مملوكين .

2.. التَّداعي في الثوب إذا أخلَقَ ، و في الدار إذا تصدَّع مِن نَواحيها ، و البرق يتداعى في جوانب الغَيم . لسان العرب ، ج ۱۴ ،ص ۲۶۲ دعو .

3.. «ألف» : لا يسأل .

4.. أكلأ العمر : أقصاه و آخره و أبعده . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۴۷ كلأ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۵۰ و ۳۵۱ ، ح ۵۹۹ و ۶۰۰ ؛ حلية الأولياء ، ج ۴ ، ص ۱۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۵۴ ،ح ۳۵۸۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۵ ، ص ۳۲ ؛ و ج ۱۱ ، ص ۹۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۱۳۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۱۱۵ ، ح ۴۴۱۰۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۰ ، ح ۱۰۶۳ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۵۲ ، ح ۱۴۰ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلاممع اختلاف ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۸۱ ، ح ۵۸۲۶ ؛ تحف العقول ، ص ۳۷ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۸۴ .

6.. «ألف» : الشام .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
180

تِسْعا»۱، و قال عزّ و علا: «وَ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُ»۲ لا بدّ من تعدّيه ؛ لمقابلته الغَيْضَ و هو النقص، يقال: نَقَصتُه نَقصا فَنقَصَ نقصانا۳.

و قوله عليه‏السلام: «إلاّ حرصا» يكون مفعولاً به۴، و يجوز أن يكون تميزا، يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قد أظلَّتِ۵ القيامةُ و حانَ وقتُها، و أَزِفَ هجومُها، و الناسُ في طلب الدنيا، لا يَنقُص دنوُّها مِن حرصهم عليها و تهالُكهم على حُطامها مع تجافيها عنهم و فِرارها منهم ؛ و ذلك لأنّ كُلَّ مَن على بسيط الأرض راغبٌ فيها غيرُ راغب عنها مستزيدٌ لها و لو جَمَعَ مُلكها و مِلكها، إلاّ مَن عَصَمه اللّه‏ بفضله و هداه برحمته، و عَرّفه عاقبةَ أمره، و وَفَّقه للرشد و الصلاح.

و فائدة الحديث: ذمُّ الحرص و الانقطاع إلى الدنيا، و إعلام أنّ الدنيا لا تُدرَك على مراد الحريص.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود رضى‏الله‏عنه.

۳۸۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَهرَمُ ابنُ آدَمَ، وَ تَشُبُّ۶ مِنه اثنَتانِ: الحِرصُ عَلَى المالِ، وَ الحِرصُ عَلَى العُمُرِ.۷

«الهَرَم»: كِبَر السنّ. و «الحرص»: فَرْط الشرهِ و فُحشُ الطلب. و «العُمُر»: بقاء الإنسان معمورَ الجسد، و قد يخفَّف و يقال: عُمْر.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ ابنَ آدمَ ما دامَ في قيد الحياة فإنّه لا يُفارِقه الإفراطُ في حُبّ المالِ

1.. الكهف ۱۸ : ۲۵ .

2.. الرعد ۱۳ : ۸ .

3.. «ب» : ـ يقال : نقصته نقصا فنقص نقصانا .

4.. «ألف» : ـ به .

5.. الإظلال : الدُّنوّ ، يقال : أظلَّك فلانٌ أي كأنّه ألقى عليك ظِلَّه من قُربه . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۱۸ ظلل .

6.. «ألف» : يشبّ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۹ ، ح ۵۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۱۵ و ۱۶۹ و ۱۹۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۹ ؛ سننابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۵ ، ح ۴۲۳۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۹۰ ، ح ۳۴۴۲ . الخصال ، ص ۷۲ ، ح ۱۱۲ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۳۵۱ ، ح ۲۶۹ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۲۷ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2092
صفحه از 488
پرینت  ارسال به