179
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

وَ هُمْ يُسْأَلُونَ»۱.

و رُوي: أنّ رجُلاً مِن أهل الكوفة سقط من سطح داره فانكسرت رجلاه و اُقعِدَ، فجَعَلَ يقول: لَعَلّه خِيرَةٌ! فقالت له۲ زوجته: فأيُّ خيرةٍ في زَمانتك۳؟! فلمّا استنفر عُبيدُ اللّه‏ بنُ زياد أهلَ الكوفة لقتال أبي عبد اللّه‏ الحسين بن عليّ عليهماالسلام قال لزوجته: كيف تَرَينَ الخيرة؟!۴

و فائدة الحديث: أنّ قضاء اللّه‏ تعالى ـ خيرا كان أو شرّا في الصورة ـ يَعود على العبد المؤمن بالخير ؛ لرحمته و شفقته على خلقه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۲۴۱/ اقتَرَبَتِ السَّاعَةُ ؛ وَ لاَ يَزدادُ النَّاسُ۵ عَلى الدُّنيا إِلاَّ حِرصاً، وَلا تَزدادُ مِنهُم إِلاَّ بُعداً.۶

«الساعة» أصلها جزؤ من أجزاء الزمان، و هي /۲۶۴/ في الحديث القيامة ؛ قال تعالى: «وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ»۷، فجَمَعَ المعنيين، و وجهُ تشبيهها بالساعة إمّا سرعةُ الحساب، أو لمستفاد۸ قوله عزّ و علا: «كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ»۹. و «زادَ» يَتعدّى و لا يتعدّى، تقول: زادَ الشيءُ و زِدتُه أنا، و كذلك «ازداد» يَتعدّى و لا يتعدّى ؛ تقول: ازداد الشيءُ و ازددتُه ؛ قال تعالى: «وَ ازْدَادُوا

1.. الأنبياء ۲۱ : ۲۳ .

2.. «ب» : ـ له .

3.. الزَّمانة : العاهة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۹۹ زمن .

4.. لم نعثر عليه .

5.. «ب» : ـ الناس .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۹ ، ح ۵۹۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۲۴ ؛ علل الدارقطني ، ج ۵ ، ص ۱۱۵ ؛ الفوائدللرازي ، ج ۱۷ ، ص ۳۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹۷ ، ح ۱۳۲۱ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۳ ، ص ۲۳۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۴ ،ص ۱۹۱ ، ح ۳۸۳۳۵ مع اختلاف يسير في الأخيرين .

7.. الروم ۳۰ : ۵۵ .

8.. «ب» : المستفاد .

9.. الأحقاف ۴۶ : ۳۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
178

و مثل هذا كثير۱، و يجوز أن يكون صفةَ مصدرٍ يدلّ عليه الكلام، كأنّه عليه‏السلام قال: اعجَبْ عجبا كلّ العجب! ثمّ حذف، فقال: اعجَبْ كلَّ العجب! و يجوز أن يكون الألف للندبة يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أي أقضي العَجَبَ لإنسان يصدِّق بالآخرة، و يعتقد صحّتها، و يؤمن بها و أنّها لا بدَّ كائنةٌ خالدةٌ، و هو مع علمه بذلك۲ و اعتقاده له يَكِدُّ نفْسَه سعيا في دار الغرور الّتي هي الدنيا الخَدّاعة المكّارة الغرّارة، و هو على ثقةٍ أنّها زائلةٌ، و على يقينٍ أنّه خارج منها إلى المنزل الأبدي الّذي لا يفارق.

و فائدة الحديث: الحثّ على التنبّه و ترك السعي للدنيا الفانية.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مِسوَر۳ الهاشمي.

۳۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عَجَباً لِلمُؤمِنِ ؛ فَوَ اللّه‏ِ لا يَقضِي اللّه‏ُ لِلمُؤمِنِ قَضاءً إِلاَّ كانَ خَيرا لَهُ!۴

و يُروى: عجبا له. قوله عليه‏السلام: «عجبا» مصدرُ فعلٍ محذوفٍ ؛ أي عَجبتُ عَجَبا، يتعجّب صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لأمر المؤمن و صُنعِ اللّه‏ تعالى به و اختياره له، و يقول: إنّه ـ عزّ و جلّ ـ لا يقضي له قضاءً إلاّ كان له۵ خيرةً، فإن أمرَضَه كان حِطَّةً لذنوبه، و إن أصَحَّه كان تمكينا له من الطاعات، و إن أماته كان مَقْطَعةً لاقترافه۶ المعصيةَ و تقريبا له۷ إلى الرحمة، وا ءن أعاشه كان إقدارا له على الخير، و إن أفقَرَه كان مَجدَرَةً للرحمة۸، و مَحسَمةً لارتكاب الكبائر، و إن أغناه كان إعانةً له على الطاعات، و كذلك جميع ما صدر من أفعاله الحكيمة۹ ؛ «لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ

1.. «ب» : ـ و يجوز أن يكون المنادى . . . هذا كثير .

2.. «ألف» : به .

3.. «ألف» : مسعود . «ب» : ميسور . و كلاهما تصحيف ، و الشاهد عليه المصادر .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ ، ح ۵۹۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۸۴ ؛ حلية الأولياء ، ۱ ، ص ۱۵۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ،ص ۱۹۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۲۱۰ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۲ ، ص ۴۵۴ مع الاختلاف في الثلاثة الأخيرة .

5.. «ب» : ـ له .

6.. «ب» : لافتراقه .

7.. جاء هذه الجملة في «ألف» قبل «و إن أعاشه . . . على الخير» .

8.. «الف» : الحكمية .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2157
صفحه از 488
پرینت  ارسال به