إلى الرجوع إلى الدنيا الدنيّة.۱
و فائدة الحديث: الحثّ على العزلة و اختيار الخمول و التواضع و الإقبال على العبادة.
و راوي الحديث: جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و عليهم.
۳۸۱.قوله عليهالسلام: يُطبَعُ المُؤمِنُ عَلَى كُلِّ خُلقٍ لَيسَ الخِيانَةَ وَ الكَذِبَ.۲
«الخيانة»: مخالفة الحقّ بنقض العهد في السرّ، و نقيضُه الأمانة. و «الكذب»: أن يكون المخبَر بخلاف ما المخبَر عنه عليه، و ليس الغرض بذلك أنّ المؤمن لا يقدر على ذلك، و لا يمكن أن يخون أو يكذب ؛ بل المعنى أنّه لا يَختار المؤمنُ /۲۳۷/ مِن هذين الخُلقين الرذلين، و لا يَنطبعُ۳ عليهما، و لا يتّخذهما عادةً و دَيْدَنا، و «ليس» هاهنا مِن أدوات الاستثناء، يقول: جاء القومُ ليس زيدا، كأنّك قلت: إلاّ زيدا.
و روى عبد اللّه بن جَرادٍ، قال: قلت: يا رسول اللّه، المؤمن يَزني؟ قال عليهالسلام: قد يكون ذلك. قال: قلت: يا رسول اللّه، المؤمن يَكذِب؟ قال: لا ؛ قال اللّه تعالى: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ»۴.۵
و قال بعضهم: لو لم أترُك الكذبَ تأثُّما لتَرَكتُه تكرُّما.۶