173
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و في كلام بعض الأكابر۱: قد تَرأَّسَ في العرب الصغيرُ و الفقير و المَؤوف۲، و لم يَترأَّس۳ الكاذب، و الكذب مِن مَهانة النفس.

و قيل لبعض العلويّين: كَذَبتَ ! فقال: و اللّه‏ لو كنتُ غلامَ مَن أنا ابنُه لما كذَبتُ!۴

و فائدة الحديث: تهويل أمر الكذب و الخيانة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر بن الخطّاب.

۳۸۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَبنُونَ مَا لا تَسكُنُونَ، وَ تَجمَعُونَ مَا لا تَأكُلُونَ، و تَأمُلُونَ مَا لا تُدرِكُونَ۵.۶

هذا الكلام لَعَمري صفة أهل الدنيا و ما هم فيه من الشُّحِّ المطاع، و الإخلادِ إلى الدنيا الغرّارة، و السكونِ إلى ظلّ الأماني الكاذبة ؛ و إلاّ فالّذي يموت غدا، و يَسكُن لحدا، ما أغناه عن الطاق /۲۶۱/ و الرواق، و تشييدِ القصور و تنجيد۷ الدور، حتّى إذا أزعَجَه۸ عنها مكدِّر اللذّات و منغِّص۹ الشهوات، تَبَحبَحَ۱۰ فيها أعداؤه، و زُحزِحَ عنها أبناؤه، و۱۱ الّذي يتغيّر عليه۱۲ أحواله، فيُقتَسَم عن تغميض عينيه أموالُه، حَريٌّ أن لا يُشقي نفسَه بما يَعود

1.. لم نعثر على قائله .

2.. المؤوف : ما أصابته آفة . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۶ أوف .

3.. «ألف» : لا يترأّس .

4.. لم نعثر عليه .

5.. مسند الشهاب : - «و تأملون ما لا تدركون» .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۵ ، ح ۵۹۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ ، ح ۶۴۳۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۷ ،ص ۱۳۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۱۳۵ ، ح ۲۰۲۳ . أعلام الدين ، ص ۱۴۶ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۶۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ،ص ۸۱ ، ذيل ح ۴۳ .

7.. التنجيد : التزيين . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۱۶ نجد .

8.. الإزعاج : نقيض الإقرار ، تقول : أزعجتُه من بلاده فشَخَصَ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ زعج .

9.. نَغَّصَ عليه عَيشَه تنغيصا : كدَّره . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۹ نغص .

10.. تَبَحبَحْتُ في الدار : توسَّطتُها و تَمكَّنتُ منها . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۰۷ بحح .

11.. «ب» : ـ و .

12.. «ألف» : ـ عليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
172

إلى الرجوع إلى الدنيا الدنيّة.۱

و فائدة الحديث: الحثّ على العزلة و اختيار الخمول و التواضع و الإقبال على العبادة.

و راوي الحديث: جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن النبيّ صلّى اللّه‏ عليه و عليهم.

۳۸۱.قوله عليه‏السلام: يُطبَعُ المُؤمِنُ عَلَى كُلِّ خُلقٍ لَيسَ الخِيانَةَ وَ الكَذِبَ.۲

«الخيانة»: مخالفة الحقّ بنقض العهد في السرّ، و نقيضُه الأمانة. و «الكذب»: أن يكون المخبَر بخلاف ما المخبَر عنه عليه، و ليس الغرض بذلك أنّ المؤمن لا يقدر على ذلك، و لا يمكن أن يخون أو يكذب ؛ بل المعنى أنّه لا يَختار المؤمنُ /۲۳۷/ مِن هذين الخُلقين الرذلين، و لا يَنطبعُ۳ عليهما، و لا يتّخذهما عادةً و دَيْدَنا، و «ليس» هاهنا مِن أدوات الاستثناء، يقول: جاء القومُ ليس زيدا، كأنّك قلت: إلاّ زيدا.

و روى عبد اللّه‏ بن جَرادٍ، قال: قلت: يا رسول اللّه‏، المؤمن يَزني؟ قال عليه‏السلام: قد يكون ذلك. قال: قلت: يا رسول اللّه‏، المؤمن يَكذِب؟ قال: لا ؛ قال اللّه‏ تعالى: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّه‏ِ وَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ»۴.۵

و قال بعضهم: لو لم أترُك الكذبَ تأثُّما لتَرَكتُه تكرُّما.۶

1.. لم نعثر على قائله .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۴ و ۳۴۵ ، ح ۵۸۹ ـ ۵۹۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ العلل للدارقطني ، ج ۱ ، ص ۲۵۵ ،ح ۲ ؛ الكامل ، ج ۱ ، ص ۳۰ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۶۲ ، ح ۱۰۰۱۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۶۸ ، ح ۷۴۶۷ .

3.. «ألف» : يطبع .

4.. النحل ۱۶ : ۱۰۵ .

5.. الدعوات للراوندي ، ص ۱۱۸ ، ح ۲۷۵ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۰۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۲۶۳ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۶ ،ص ۴۴ ؛ تفسير السمعاني ، ج ۳ ، ص ۲۰۳ ؛ تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۸۶ .

6.. راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۲۶ ذمم .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2010
صفحه از 488
پرینت  ارسال به