الجسد.۱ و قال الشاعر:
اِصبِر على حسد الحسود
فإنّ صبرك قاتِلُه
يَكفيك منه بأنّه
حيٌّ تموت مفاصِلُه۲
كالنار۳ تأكل نفسَهاإن لم تَجِدْ ما تأكله۴
و «كاد» يعطي أنّه قَرُبَ الفعلُ و لم يكن، و يفيد في الحديث شدّةَ تأثير الفقر و الحسد و إن لم يكونا يَغلبانِ القَدَر، و يقال: إنَّ كاد إذا اُوجِب۵ به الفعل دلّ على الامتناع و النفي۶، و إذا نُفِيَ دلّ على الوقوع، و قال شاعرهم:
أ نَحْوِيَّ هذا الدهرِ ما هي لفظةٌ
أتَتْ بلسانَيْ جُرهُمٍ و ثَمود
إذا نُفِيَتْ و اللّهُ أعلَمُ أوجَبَتْ
و إن اُوجِبتْ قامَتْ مقامَ جُحود
و هذا۷ كما قال: «كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا»۸، و المعنى أنّهم لم يكونوا.
و قال تعالى: «وَ مَا كَادُوا يَفْعَلُونَ»۹ و قد ذَبَحوا.
و هذه مِن أعجَبِ القَصَص في الحسد، و هي من أعاجيب الدنيا ؛ كان أيّامَ موسى الهادي ببغدادَ رجُلٌ مِن أهل النعمةِ، و كان له جارٌ في دونِ حاله، و كان يَحسُده و يَسعى عليه بمكروهٍ يُمكِنُه، و لا يَقدِر عليه. قال: فلمّا طالَ عليه أمرُه، و جَعَلَتِ الأيّامُ لا تَزيده