و فائدة الحديث: إعلام أنّه تعالى لا يَرزُقُ عبدَه المتوكّل إلاّ من حيث لا يعلم، و النهي عن الإكباب على الدنيا خوف الرزق ؛ فإنّه سيصل على وجه لا يَعلم المرزوقُ به.
و راوي الحديث: جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه عليهمالسلام.
۳۷۹.قوله صلىاللهعليهوآله: كادَ الفَقرُ أَن يَكُونَ كُفراً، وَ كادَ الحَسَدُ أَن يَغلِبَ القَدَرَ.۱
«كادَ» و عسى كلاهما من أفعال المقاربة، و كاد مشبَّهة بعسى، و عسى مشبَّهة۲ بلعلّ فلذلك لم يَتصرَّف۳ لأنّه مشبَّه بحرف، و الحرف لا يتصرّف، و كاد أشدّ مقاربةً من عسى ؛ و إنّما لم يَأتِ من عسى الفعل المضارع لأنّ فيه معنى الطمع، و الطمع لا يَصِحّ إلاّ في المستقبل، فلو بُنِيَ منه المضارع لصَلَحَ للحال و الاستقبال معا، و الطمع لا يصحّ في الحال، فلذلك اقتُصر فيه على الماضي، و عسى تَرفع الاسمَ و تَنصِب الخبر، إلاّ أنّ خبره لا يكون إلاّ فعلاً مضارعا يدخله أن، و كذلك كاد يَرفع الاسمَ و ينصب الخبر، و مِن شرط كاد أن لا يدخل على خبره «أن» كقولك: كاد زيد، و قال تعالى: «وَ إِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ»۴ و «كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدا»۵، و هذا إذا كان للحال، فإن كان للاستقبال شُبّه بعسى فاُدخل على خبره أن، كما قال:
قد كاد مِن طول البِلى أن يَمصَحا۶
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ و ۳۴۳ ، ح ۵۸۶ و ۵۸۷ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۱۷ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۴۵ ؛ كتاب الدعاءللطبراني ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۰۴۸ ؛ الكامل ، ج ۷ ، ص ۲۳۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ ، ح ۶۱۹۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۴۹۲ ، ح ۱۶۶۸۲ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۷ ، ح ۴ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۳۷۱ ، ح ۶ ؛ الخصال ، ج ۱۲ ، ص ۴۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۴۰ ؛ و ج ۲ ، ص ۷۱ ، ح ۱۸۴ .
2.. «ألف» : ـ بعسى ، و عسى مشبَّهة .
3.. «ألف» : لا تنصرف .
4.. القلم ۶۸ : ۵۱ .
5.. الجنّ ۷۲ : ۱۹ .
6.. هذا من الرجز لرؤبة بن العجّاج ، اُنظر : أدب الكاتب ، ص ۴۱۹ ؛ الكامل في اللغة والأدب ، ج ۱ ، ص ۱۶۲ ؛ المقتضب ،ج ۳ ، ص ۶۳ .