165
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الأمر بإيصال الماء في الوضوء إلى فُرَج الأصابع و التخلّل بعد الطعام.

و راوي الحديث: أبو أيّوب رضى‏الله‏عنه.

۳۷۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَبَى اللّه‏ُ أَن يَرزُقَ عَبدَهُ المُؤمِنَ إِلاَّ مِن حَيثُ لا يَعلَمُ۱.۲

رُوي في سبب هذا الحديث عن أنس بن مالك بن أنس۳ بن أبي عامر /۲۵۸/ الأصبحيّ، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه عليهم‏السلام، قال: اجتمع أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح فتماروا في شيء، فقال لهم أمير المؤمنين صلوات اللّه‏ عليه: انطَلِقوا بنا إلى رسولِ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله،[فلمّا وقفوا على رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۴] قالوا: جئنا ـ يا رسول اللّه‏ ـ نسألك عن شيء. فقال عليه‏السلام: إن شئتم فاسألوا، و إن شئتم خَبَّرتُكم بما جئتم له. فقال: جئتم تَسألونني عن الرزق، و مِن أين يأتي؟ و كيف يأتي؟ أبى اللّه‏ُ أن يَرزُقَ عبدَه المؤمنَ إلاّ مِن حيث لا يَعلم.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَرزُق اللّه‏ُ تعالى عبدَه المتوكِّل عليه إلاّ من حيث لا يعلم، و هذا ممّا تُغني المشاهدةُ فيه عن الإطناب في ذكره ؛ فإنّ أسباب الرزق عجيبة، و قد يُوصِلُ اللّه‏ُ تعالى إلى عبادِه على أوجُهٍ يَخفى عليهم، كما قال تعالى: «وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ»۵، و قد وَعَدَهم بذلك حيث يقول جلّ و علا: «وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّه‏ِ رِزْقُهَا»۶، و هو أحَقُّ مَن وفى بعهدِه الكريم.

1.. هذا الحديث و شرحه لم يَرد في «ب» في هذا المكان ؛ لكن ورد في هامشه هنا : وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «أبى اللّه‏ُ أن يَرزق عبدَهالمؤمن إلاّ من حيث لا يعلم» ، صحّ ، راويه أمير المؤمنين .

2.. مسند الشهاب ، ج۱ ، ص۳۴۱ ، ح۵۸۵ ؛ فتح الوهّاب، ج۱، ص۱۸۶؛ التمهيد لابن عبد البرّ، ص۲۱، ح۲۱؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۰ ، ح ۳۶ ، و ص ۱۴۴ ، ح ۶۹۷ ، و ص ۱۶۷ ، ح ۸۳۸ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۰۱ ، ح ۵۶۸۵ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۱۴۱ ، ح ۴۴۱۷۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۴ ، ح ۵۸ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۸۲ .

3.. مالك بن أنس هو إمام المذهب المالكي ، وهو الراوي عن الإمام الصادق عليه‏السلام ، و هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر ، و لم يكن له ابن اسمه أنس ، بل كان له وَلَدان هما يحيى و محمّد ، و كانا ضعيفَين في الحديث كما هو مذكور في مظانّه ، فما ورد هنا غير صحيح . عبد الستّار .

4.. أضفناه من مسند الشهاب و كشف الخفاء .

5.. الطلاق ۶۵ : ۳ .

6.. هود ۱۱ : ۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
164

الحديث الآخر: إملاء الخير خير من السكوت، و السكوت خير من إملاء الشرّ.۱ و هذا ثناء على من يَنطق بالصدق و العدل و الصواب و الخير، أو يسكت فلا يتكلّم بما سيؤخذ عليه، و قد قال عليه‏السلام: البلاء موكَّل بالمنطق.۲

و فائدة الحديث: الأمر بكلام الخير أو السكوت.

و راوي الحديث: الحسن البصريّ، عمّن رواه، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۳۷۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: رَحِمَ اللّه‏ُ المُتَخَلِّلينَ مِنْ اُمَّتي في الوُضوءِ وَ الطَّعامِ.۳

«الخِلال»: العُود الّذي يُستخرج به ما يَدخل في خَلَلِ الأسنان، و قد «تَخَلَّلَ» الرجُلُ: إذا استَعمل الخلال، و تَخَلَّلَ القومَ: إذا دَخَلَ في خلالهم، و التخلّل في الوضوء قيل: هو إيصال الماء إلى اُصول اللحية. و قيل: هو إيصال الماء إلى ما۴ بين الأصابع في وضوء الصلاة بالأصابع يُشبِّكها.۵ و هو أقربُ إلى الصواب، فيترحّم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على من فَعل ذلك إيفاءً للوضوء و إبقاءً على طيب النَّكهة ؛ /۲۳۳/ فإنّ الخِلالة ربّما تُغيِّر ريحَ الفم، و ربّما تكون سببا لتَأَكُّلِ الأسنان، و أَولى ما يَتخلّل به الإنسانُ خَشَبُ الخِلاف۶، و نُهِيَ عن التخلّل بالآس و الرُّمّان و القَصَب و الرَّيحان.

1.. الأمالي للطوسي ، ص ۵۳۵ ، ح ۱۱۶۲ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۳۵ .

2.. الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۷۹۷ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۶۹ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۰۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۴۹۶ ،ح ۳۲۱۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۵۰ ، ح ۷۸۴۵ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۹ ، ح ۵۸۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۰ ، ح ۴۴۲۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۰۰ ،ح ۲۶۰۹۵ ؛ فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۳۰ ، ح ۴۴۲۰ . مكارم الأخلاق ، ص ۱۵۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۳ ، ص ۴۳۶ و ۴۴۲ ، ح ۱ و ۲۸ . مستدرك الوسائل ، ج ۱ ، ص ۳۴۱ ، ح ۷۸۸ و في الثلاثة الأخيرة من البحار و المستدرك عن مسند الشهاب ؛ و فيه ج ۱۶ ، ص ۳۱۷ ، ح ۲۰۰۱۱ مرسلاً عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

4.. «ألف» : ـ ما .

5.. اُنظر في الأقوال : مستدرك الوسائل ، ج ۱ ، ص ۳۴۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۴۴۲ ، ذيل ح ۲۸ .

6.. الخِلاف : الصَّفْصَاف ، و هو بأرض العرب كثير ، و يسمَّى السَّوْجَرَ و هو شجر عِظام ، و أصنافه كثيرة ، و كُلّها خَوّار خَفيف . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۹۷ خلف .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2148
صفحه از 488
پرینت  ارسال به