و لا مُعتبرَ بصورة الأفعال مجرّدةً عن تلك الإرادات الموقعة على الوجوه، و أنّه لا بدّ في الأفعال من إخلاصٍ يَرفعها، فهو صلىاللهعليهوآله يَحثّ على إخلاصِ الفعل و تطهيرهِ من شوب الرياء و السمعة، و قد جاء في الحديث: و المُخلِصون على خطرٍ عظيم.۱ فإذا كان مع الإخلاص على خطر فكيف الحال للمخلِّط؟!
اللّهمّ اغفِرْ لنا و ارحمنا، و لا تحملنا على۲ ميزان العدل ؛ فأنت الربّ الّذي لا يُخاف إلاّ عدلُه. و قد تقدَّمَ الكلامُ في «النيّة».
و فائدة الحديث: الحثّ على الإخلاص، و العملِ المُصاص۳، و تجنُّب الرياء و النفاق.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۳۷۴.قوله صلىاللهعليهوآله: يُبعَثُ شاهِدُ۴ الزُّورِ يَومَ القيامَةِ مُولِغاً لِسانَهُ في النَّارِ.۵
و رُوي: مولَغا لسانُه.
هذا أيضا من باب اختصاص العقوبة بالعضو الجاني، فيقول صلىاللهعليهوآله: يَحشُر اللّهُ تعالى شاهِدَ الزور يوم القيامة و هو يُدخِل لسانَه في النار جزاءً على شهادته /۲۳۱/المُبطِلة للحقوق الجالبة للعقوق. و «الإيلاغ»: الإدخال، يقال: وَلَغَ الكلبُ في الإناء يَلِغُ و أولَغَه صاحبُه يولِغُه: إذا أدخَلَ رأسَه فيه. و «الزُّور»: الكَذِبُ لأنّه مالَ عن جِهَتِه، و الازْوِرار: الانقباض، و بئرٌ زَوراء: مائلة الحفر.۶
1.. كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ ؛ تفسير السلمي ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ ؛ تفسير الرازي ، ج ۲۸ ، ص ۱۰۳ .
2.. «ألف» : لا تحمل علينا .
3.. المُصاص : خالص كُلِّ شيء . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۱ مصص .
4.. «ألف» : ـ شاهد .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ، ح ۵۷۹ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۷۶ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ . دعائمالإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۰۷ ، ح ۱۸۱۳ ؛ المهذّب لابن البرّاج ، ج ۲ ، ص ۵۵۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۴۱۴ ، ح ۲۱۷۰۴ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .
6.. في لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۳۴ زور : الزوراء : البئر البعيدة القعر .