159
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

كَبَحَها۱ الفتى بلجام التقوى، و فكّر فيما يَجرّ ذلك من البلوى، و انسَلَخَ عمّا خُلق فيه و جُبل عليه، كان عند اللّه‏ تعالى: عظيم المحلّ، كبير القدر عالي الرتبة، /۲۳۰/رفيع المنزلة ؛ بحيث لو جاز عليه أن يَتعجّب لتعجّب منه.

و فائدة الحديث: الأمر بالتقوى و التعفّف و ظَلْفِ۲ النفس عن القبائح، و إعلام أنّه إذا فعل ذلك عَظُمَ عند اللّه‏ ـ عزّ و علا ـ /۲۵۵/ حتّى يبلغ درجةَ ما يَتعجّب منه.

و راوي الحديث: عقبة بن عامر.

۳۷۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كَمَا تَكُونُونَ يُوَلَّى عَلَيكُم.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّه يقيَّض لكلّ قومٍ مِن الاُمراء و الوُلاة على قدر أفعالهم ؛ فإن كانوا أخيارا وُلّي عليهم الأخيار توفيقا من اللّه‏ تعالى، و بالضدّ من ذلك ؛ و قال تعالى: «وَ كَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ»۴.

و فائدة الحديث: الإخبار بأنّ اللّه‏ تعالى يوفِّق للصالحين الصالحين، و للظالمين أمثالهم، و فيه الأمر بتحرّي الأفعال الصالحة و تجنّب القبيح و المكروه.

و راوي الحديث: أبو بكرة.

۳۷۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يُبعَثُ النَّاسُ يَومَ القيامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِم.۵

بَيَّنَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الاعتبار في الأفعال بالنيَّات۶، و هي الإرادتُ الَّتي تَقَعُ بها الأفعالُ على الوجوه،

1.. كَبَحَ الدّابَّةَ يَكبَحُها كَبْحا : جَذَبها إليه باللِّجام ، و ضرب فاها به ؛ كي تقف و لا تجري . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۶۸ كبح .

2.. ظَلَفَه ظَلْفا : مَنَعَه عمّا لا خير فيه . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۳۱ ظلف .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ ، ح ۵۷۷ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار للزيلعي ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۱ ،ص ۱۱۶ ؛ شرح الرضي على الكافية ، ص ۳۲۷ . مستدرك سفينة البحار ، ص ۴۳۵ .

4.. الأنعام ۶ : ۱۲۹ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ، ح ۵۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ؛ سنن أبي داود ،ص ۲۵۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۶ ، ص ۳۰۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۲۴ ، ح ۷۲۶۸ .

6.. هذا هو الجمعُ الصحيحُ للنِّيّة ، و أهل عصرنا يَجمُعونَها على «نَوايا» وَ هُوَ خَطَأٌ. عبد الستّار .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
158

۳۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَعجَبُ رَبُّكَ مِنَ الشَّابِّ لَيسَت لَهُ صَبْوَةٌ.۱

«العَجَب» و «التعجّب» قيل: حالة تَعرِض للإنسانَ إذا جَهِلَ سببَ الشيء. و قال بعضهم: العَجَبُ ما لا يُعرف سببه، و لذلك قيل: لا يَصحّ على اللّه‏ تعالى التعجّبُ ؛ لأنّه عالِم بجميع المعلومات، فلا يخفى عليه شيء.

و قيل: العَجَبُ تجدُّد علم أو ظنّ بحصولِ خارجٍ عن المتوقّع.۲

و أيّا ما كان فاللّه‏ تعالى منزّه عن الوصف به ؛ و لكنّ الكلامَ في هذا الحديث على المعنى، و هو أنّه يَعظُم ذلك و يَكبُر۳ عنده تعالى.

و في الحديث: عَجِبَ ربُّكم من قوم يُقادون إلى الجنّة في السلاسل ؛۴ أي يُبعَث إليهم الرسولُ حتّى يرغِّبهم في الإسلام و الطاعة، و يحملهم على ذلك.۵

و فيه: عَجِبَ ربُّكم مِن إلِّكم و قنوطكم.۶ والإلُّ رَفعُ الصوت.

و «الصَّبوة»: الميل إلى جهل الفتوّة، تقول۷: صَبا فلان يَصبو صَبوَةً و صُبُوّا، و قد أصبَتْه فلانةُ۸، و تَصابى: إذا تكلّف ذلك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَعظُم الشابُّ المتعفِّفُ المتحرّج عند اللّه‏ تعالى ؛ و ذلك بما رُكّب فيه مِن۹ الشهوات المتقاضية له بالفواحش و الأشياء المنكرة و مضافرة۱۰ قوّة الشباب معها، فإذا

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ ، ح ۵۷۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۵۱ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ ، ح ۱۷۴۹ ؛المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۳۰۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۷۶ ، ح ۱۷۹۹ ؛ الكامل لابن عديّ ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۴۶ ، ح ۷۴۸ ؛ و ج ۲ ، ص ۴ ، ح ۱۵۳۰ .

2.. راجع في الأقوال : تفسير مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۱۲ ؛ المفردات للراغب ، ص ۳۲۲ .

3.. «ألف» : تَعَظَّم ذلك و تكثَّر .

4.. المفردات للراغب ، ص ۴۳۰ ؛ أحكام القرآن لابن العربي ، ج ۴ ، ص ۲۴۰ .

5.. «ب» : ـ أي يبعث إليهم . . . على ذلك .

6.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۵۰ ، ح ۷۲ ؛ تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ، ص ۱۹۷ .

7.. «ألف» : يقال .

8.«ألف» : ـ فلانة .

9.. «ب» : ـ من .

10.. «ألف» : مظافرة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2233
صفحه از 488
پرینت  ارسال به