الجنّة ؛ /۲۲۹/ فرَوحُها من الجنّة، و شرُّها۱ من النار.۲
قلت: و قد سمعتُ أنّ السَّموم لا تكون إلاّ الشَّمال، تَهُبُّ على الرمال المضطرِمة۳ و الأرضين المتوهّجة۴، فتكتسي للطافتها و رقّتها منها زيادةَ الحرارة، فتَهُبّ نارا ملتهبةً، فتَقتُل و تُسوِّد الجلودَ.
و قال كعب: لو حَبس اللّهُ تعالى الريحَ عن الأرض ثلاثة أيّام لأنتَنَ ما بين السماء و الأرض.۵
و كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا رأى الريح قد هاجت يقول: اللّهمّ اجعلها رياحا، و لا تجعلها ريحا.۶
و أكثر ما في القرآن من الرياح للخير، و الريح بالعكس من ذلك.
و قيل: الريح الهواء المتحرّك.۷
و فائدة الحديث: الإخبار۸ بأنّ اللّه تعالى نَصَرَه في الأحزاب بريح الصبا ؛ تَكُبُّهُم على وجوههم، و تُثير السافياءَ۹ في أعينهم، فيَعجَزون عن مقاومة أصحاب النبيّ ـ صلَّى اللّه عليه و آله وسلّم، و رضي عنهم ـ.
و راوي الحديث: سعيد بن۱۰ جُبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما.
1.. «ألف» : شررها .
2.. راجع : جامع البيان ، ج ۱۴ ، ص ۳۰ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۵ ، ص ۳۲۷ .
3.. أضرمتُ النارَ فاضطَرَمَتْ أي اشتَعَلتْ و التَهَبَتْ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۵۴ ضرم .
4.. توهَّجَتِ النارُ : توقَّدَتْ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۰۱ وهج .
5.. الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ .
6.. كتاب المسند للشافعي ، ص ۸۱ ؛ عمدة القاري ، ج ۷ ، ص ۵۵ .
7.. راجع : رسائل المرتضى ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ .
8.. «ألف» : إخبار .
9.. «ألف» : الصافياء .
و السافياء : الريح الّتي تَحمل ترابا كثيرا على وجه الأرض تَهجُمه على الناس . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۸۹ سفو .
10.. «ألف» : ـ سعيد بن .