157
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

الجنّة ؛ /۲۲۹/ فرَوحُها من الجنّة، و شرُّها۱ من النار.۲

قلت: و قد سمعتُ أنّ السَّموم لا تكون إلاّ الشَّمال، تَهُبُّ على الرمال المضطرِمة۳ و الأرضين المتوهّجة۴، فتكتسي للطافتها و رقّتها منها زيادةَ الحرارة، فتَهُبّ نارا ملتهبةً، فتَقتُل و تُسوِّد الجلودَ.

و قال كعب: لو حَبس اللّه‏ُ تعالى الريحَ عن الأرض ثلاثة أيّام لأنتَنَ ما بين السماء و الأرض.۵

و كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إذا رأى الريح قد هاجت يقول: اللّهمّ اجعلها رياحا، و لا تجعلها ريحا.۶

و أكثر ما في القرآن من الرياح للخير، و الريح بالعكس من ذلك.

و قيل: الريح الهواء المتحرّك.۷

و فائدة الحديث: الإخبار۸ بأنّ اللّه‏ تعالى نَصَرَه في الأحزاب بريح الصبا ؛ تَكُبُّهُم على وجوههم، و تُثير السافياءَ۹ في أعينهم، فيَعجَزون عن مقاومة أصحاب النبيّ ـ صلَّى اللّه‏ عليه و آله وسلّم، و رضي عنهم ـ.

و راوي الحديث: سعيد بن۱۰ جُبير عن ابن عبّاس رضي اللّه‏ عنهما.

1.. «ألف» : شررها .

2.. راجع : جامع البيان ، ج ۱۴ ، ص ۳۰ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۵ ، ص ۳۲۷ .

3.. أضرمتُ النارَ فاضطَرَمَتْ أي اشتَعَلتْ و التَهَبَتْ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۵۴ ضرم .

4.. توهَّجَتِ النارُ : توقَّدَتْ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۰۱ وهج .

5.. الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ .

6.. كتاب المسند للشافعي ، ص ۸۱ ؛ عمدة القاري ، ج ۷ ، ص ۵۵ .

7.. راجع : رسائل المرتضى ، ج ۲ ، ص ۲۷۱ .

8.. «ألف» : إخبار .

9.. «ألف» : الصافياء .
و السافياء : الريح الّتي تَحمل ترابا كثيرا على وجه الأرض تَهجُمه على الناس . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۸۹ سفو .

10.. «ألف» : ـ سعيد بن .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
156

إلى نصرة اللّه‏ تعالى رسولَه بالصبا لمّا أرسلها على الأحزاب فكانتْ عَونا للرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عليهم.

و عن عبد اللّه‏ بن عمرو قال: الرياح ثمانية ؛ أربع منها رحمة، و أربع عذاب ؛ فأمّا الرحمة فالناشرات و۱ المبشِّرات و المرسَلات و الذاريات ؛ و أمّا العذاب فالعقيم و الصَّرصر و هما في البَرّ، و العاصف و القاصف في البحر.۲

و روي: أنّه فُتح على عادٍ مِن الريح الّتي أهلكتْهم مثل حلقة الخاتم.۳

و عن مجاهد: ما بَعث اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ ريحا إلاّ بمكيال إلاّ يوم۴ عاد ؛ فإنّها عَتَتْ عَلَى الخَزَنة۵ فلم يُدْرَ ما مقدارها؟۶

و في الحديث: إنّ اللّه‏ تعالى خَلَقَ في الجنَّة۷ ريحا، و إِنّ من دونها بابا مُغْلَقا، و لو فُتِحَ ذلك البابُ لأَذرَتْ ما بين السماء و الأرض، و هي الأزيب۸، و هي عندكم الجَنوب.۹

و عن العوّام بن حَوشَبٍ أنّه قال: تَخرُج الريحُ۱۰ الجَنوبُ من الجنّة، فتَمُرّ على جهنّم ؛ فَغَمُّها۱۱ منه، و بركتها من الجنّة ؛ /۲۵۴/ و تَخرُج الشمالُ مِن جهنّم، فتمرّ على

1.. «ب» : ـ و .

2.. عمدة القاري ، ج ۱۵ ، ص ۱۲۲ ؛ تفسير السمرقندي ، ج ۳ ، ص ۳۲۴ .

3.. راجع : فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۵۳۲ .

4.. «ألف» : قوم .

5.. «ألف» : الجنوب .

6.. عمدة القاري ، ج ۱۹ ، ص ۲۵۹ .

7.. «ألف» : الجنوب .

8.. «ألف» : الأرنب .
قال شمر : أهل اليمن و من يَركب البحر فيما بين جدّة و عدن يسمّون الجَنوبَ الأزيبَ ، لا يَعرفون لها اسما غيره ؛ و ذلكأنّها تَعصِف الرياحَ ، و تُثير البحر حتّى تُسوِّده و تَقْلِبَ أسفلَه فتَجعله أعلاه . و قال ابن شميل : كُلّ ريح شديدة ذات أزيب ؛ فإنّما زَيْبُها شِدَّتُها . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۵۴ زيب .

9.. راجع : تفسير ابن كثير ، ج ۲ ، ص ۵۶۹ .

10.. «ب» : ـ الريح .

11.. «ألف» : فعمّها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2506
صفحه از 488
پرینت  ارسال به