الباب الثالث
۳۶۷.قوله صلىاللهعليهوآله: حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ، وَ حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ.۱
/۲۲۶/ يقال: حَفَّ القومُ حولَ زيد: إذا طافوا۲ به و استداروا، و حَفَفتُه بشيء أي أدَرتُه عليه، يقال: حَففتُ الهودَجَ بالثياب، و يقال: حَفّفتُ ـ مشدَّدا ـ، و قيل۳: إنّه مشتقٌّ من حِفافَيِ الشيء أي جانِبَيه، و الجمع أَحِفَّه، و قال تعالى: «وَ تَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ»۴، و قال تعالى: «وَ حَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ»۵ أي جعلنا النخل مُحدِقةً بهما.
يقول صلىاللهعليهوآله: المكاره مُطيفة۶ مُحدِقة بالجنّة و هي الطاعات، و الشهوات محدقة مستديرة بالنار و هي المعاصي، و هذا مَثَلٌ ؛ يعني عليهالسلام: إنّك لا يُمْكنك نيل الجنّة إلاّ باحتمال مَشاقَّ و مكاره، و هي فعل الطاعات و الامتناع عن المقبَّحات، و لا التفصّي عن النار إلاّ بترك الشهوات، و هي المعاصي الّتي تتعلّق الشهوة بها، فكأنّ الجنّة محفوفةٌ بمكاره تحتاج أن