و قال صلىاللهعليهوآله: و هل يَكُبّ الناسَ على مناخرهم في نار جهنّم إلاّ حصائد ألسنتهم؟۱ و الحصائد ما يقال في الناس باللسان، و يقطع عليهم ؛ تشبيها بما يُجَزّ من الزرع و يُحصَد.۲
و فائدة الحديث: إعلام أنّ أكثر الشرّ في هذين العضوين، فمن حفظهما دخل الجنّة.
و راوي الحديث: أبو موسى.
۳۶۶.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَليَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ.۳
و روي: مَن تعمّد عليّ كذبا.۴
«التعمُّد» في العرف خلاف السهو و النسيان، و هو من العمد: القصد. و «التبوُّؤ»: النزول، يقال: بوّأتُه مَنزلَ كذا، فتبوَّأَه۵ أي نَزَلَه، و التَّبَوُّؤ: اختيار المَبأَة و هو المَنزل، و التبوُّؤ اتّخاذ المسكن، و منه الباءَة للنكاح، و وزنها فَعَلَة.
و روي: أنّه عليهالسلام كان يتبوّأ لبوله كما يتبوّأ لمنزله.۶ و أصله من البَواء الّذي هو المِثل، و المعنى مشاكلة أجزاء المكان، و معنى «ليتبوّأ» أي ليَنزل أو ليَختر أو ليتّخذه بَواءً، و البوء۷: اللزوم و منه: بُؤْتُ بكذا ؛ /۲۵۱/ أي التزمتُه، و الأصل واحد.
و روي: أنّ رجلاً جاء إلى قوم فقال: إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أمرني أن أحكم فيكم برأيي! و كان هذا الرجل في الجاهليّة خَطَبَ منهم امرأةً فلم يزوّجوه، فذهب حتّى نزل على أهل الدار،
1.. المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۶۴ و ۱۴۳ ؛ إعجاز القرآن للباقلاني ، ص ۶۷ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۱۸۴ .
2.. «ألف» : الحصد . «ب» : تُحصَد .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ ـ ۳۳۱ ، ح ۵۴۷ ـ ۵۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ و ۱۶۵ و ص ۲۹۳ و ۳۲۳ ؛ صحيحالبخاري ، ج ۱ ، ص ۳۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۸۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۷۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۸ . الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۲ ، ح ۱ ؛ الاعتقادات للصدوق ، ص ۱۱۸ ؛ الخصال ، ص ۲۵۵ ، ح ۱۳۱ ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ؛ كمال الدين ، ص ۶۰ .
4.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۷۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۳۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۷ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۳ ،ص ۴۵۸ ، ح ۵۹۱۳ .
5.. «ألف» : فسوّاه .
6.. مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۲۰۴ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۱ ، ص ۸۰ ؛ بغية الباحث ، ص ۳۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۲۵۳ .
7.. «ب» : البَواء .