149
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: و هل يَكُبّ الناسَ على مناخرهم في نار جهنّم إلاّ حصائد ألسنتهم؟۱ و الحصائد ما يقال في الناس باللسان، و يقطع عليهم ؛ تشبيها بما يُجَزّ من الزرع و يُحصَد.۲

و فائدة الحديث: إعلام أنّ أكثر الشرّ في هذين العضوين، فمن حفظهما دخل الجنّة.

و راوي الحديث: أبو موسى.

۳۶۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَليَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ.۳

و روي: مَن تعمّد عليّ كذبا.۴

«التعمُّد» في العرف خلاف السهو و النسيان، و هو من العمد: القصد. و «التبوُّؤ»: النزول، يقال: بوّأتُه مَنزلَ كذا، فتبوَّأَه۵ أي نَزَلَه، و التَّبَوُّؤ: اختيار المَبأَة و هو المَنزل، و التبوُّؤ اتّخاذ المسكن، و منه الباءَة للنكاح، و وزنها فَعَلَة.

و روي: أنّه عليه‏السلام كان يتبوّأ لبوله كما يتبوّأ لمنزله.۶ و أصله من البَواء الّذي هو المِثل، و المعنى مشاكلة أجزاء المكان، و معنى «ليتبوّأ» أي ليَنزل أو ليَختر أو ليتّخذه بَواءً، و البوء۷: اللزوم و منه: بُؤْتُ بكذا ؛ /۲۵۱/ أي التزمتُه، و الأصل واحد.

و روي: أنّ رجلاً جاء إلى قوم فقال: إنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أمرني أن أحكم فيكم برأيي! و كان هذا الرجل في الجاهليّة خَطَبَ منهم امرأةً فلم يزوّجوه، فذهب حتّى نزل على أهل الدار،

1.. المعجم الكبير ، ج ۲۰ ، ص ۶۴ و ۱۴۳ ؛ إعجاز القرآن للباقلاني ، ص ۶۷ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۱۸۴ .

2.. «ألف» : الحصد . «ب» : تُحصَد .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ ـ ۳۳۱ ، ح ۵۴۷ ـ ۵۶۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۳۰ و ۱۶۵ و ص ۲۹۳ و ۳۲۳ ؛ صحيحالبخاري ، ج ۱ ، ص ۳۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۸۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۷۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۸ . الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۲ ، ح ۱ ؛ الاعتقادات للصدوق ، ص ۱۱۸ ؛ الخصال ، ص ۲۵۵ ، ح ۱۳۱ ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ؛ كمال الدين ، ص ۶۰ .

4.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۷۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۳۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۷ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۳ ،ص ۴۵۸ ، ح ۵۹۱۳ .

5.. «ألف» : فسوّاه .

6.. مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۲۰۴ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۱ ، ص ۸۰ ؛ بغية الباحث ، ص ۳۸ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۲۵۳ .

7.. «ب» : البَواء .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
148

و فائدة الحديث: إعلام أنّ مَن كان مُنصِفا صادقا في حديثه و وعدِه، كان كامل المروءة، ظاهر العدالة، واجب المؤاخاة، محرَّم الغِيبة.

و راوي الحديث: عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۳۶۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ حَفِظَ مَا بَينَ لِحيَيْهِ وَ ما بَينَ رِجلَيهِ دَخَلَ الجَنَّةَ.۱

«اللِّحيان»: مَنبِت اللِّحْية مِن جانبَي الوجه، الواحد لَحْيٌ، و الجَمع أَلْحٍ، و وزنه أَفعُلٌ۲، و الكثير لُحِيٌّ و لَحِيٌّ على فُعول. «ما بين لحييه» إشارة إلى اللسان، و «ما بين رجليه» إشارة إلى الفَرْج.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن حَفِظَ لسانَه عن الكذب و الغيبة و مُلاحاة۳ الرجال و الشتيمة و الثَّلْب۴ و الوقيعة۵ و النَّثّ۶ و النميمة، و فرجَه عن ارتكاب الحرام، استَوجَب دخولَ الجنّة ؛ و إنّما خَصّ عليه‏السلام هذين العضوين من بين سائر الأعضاء لأنّ أكثر القبائح و معظم الفضائح يتعلّق بهما، و قد قيل: اللسان صغير الجِرم كبير الجُرم،۷/۲۲۵/ و في الحديث: مَن وُقِيَ شَرَّ لَقْلَقِه و قَبقبِه و ذَبذبِه فقد وُقي الشرَّ كلَّه.۸ فاللَّقلق اللسان، و القبقب البطن، و الذبذب الفرج.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۲۳ و ۳۲۴ ، ح ۵۴۵ و ۵۴۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۸ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۱۴۰ ،ح ۴۶۸۵ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۵۷ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۷۶ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۱۹۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۰۰ ، ح ۴۳۱۷۷ ؛ و ص ۸۰۶ ، ح ۴۳۲۰۳ .

2.. «ألف» : ـ و وزنه أفعَل .

3.. لاحَيتُه ملاحاةً و لِحاءً : نازعته . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۴۲ لحو .

4.. الثَّلْب : شدّة اللَّوم ، و الأخذُ باللسان . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ ثلب .

5.. الوقيعة في الناس : الغيبة ، و الوقيعة : الحرب و القتال ، و قد أظهر الوقيعةَ في فلان إذا عابه . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۰۳ و ۴۰۵ وقع .

6.. النَّثّ : نشر الحديث و إذاعته . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۹۴ نثث .

7.. راجع : حواشي الشرواني ، ج ۴ ، ص ۴۱۱ .

8.. كنز الفوائد للكراجكي ، ص ۱۸۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۳۱۵ ؛ و ج ۱۱۲ ، ص ۲۳۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۵۳ ، ح ۹۰۸۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۵۳ ، ح ۷۸۷۲ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1941
صفحه از 488
پرینت  ارسال به