نافلةً۱ إلاّ بإذنهم و رضاهم، ثمّ إنّ صوم التطوّع الأفضل۲ فيه أن لا يُعلَم به، و فيه أنّ مساعدة القوم على التحرّم بطعامهم أفرح لهم و أطيب لقلوبهم فهو أعظم للثواب۳.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الضَّيف ليس له أن يصوم تطوّعا إلاّ بإذنهم.
و راوية الحديث: عائشة.
۳۶۱./۲۴۸/ قوله صلىاللهعليهوآله: مَنِ انتَهَرَ صَاحِبَ بِدعَةٍ، مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ أَمناً وَ إِيماناً،۴ وَ مَن أَهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ آمَنَهُ اللّهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ.۵
«النَّهْر و الانتهار»: الزجر بقوّة. و «البِدعة»: الحَدَث في الدين بعد إكماله و استجداد أمرٍ لم يكن و۶ لم يَستَنَّ صاحبُه بحكم الشريعة فيه، و بَدَّعه: نسبه إلى البدعة.
فيقول صلىاللهعليهوآله: مَن زجر صاحب بدعة عن بدعته، و شهره بها حتّى۷ يرتدع الناس عنه و عن الاستماع إلى بدعته، ملأ اللّهُ قلبه أمنا ـ أي: آمنه اللّه۸ ممّا يَخاف و يَحذر ـ و إيمانا ؛ أي: شرح صدره، و شفى قلبه بإيمانه. و من أهان صاحب بدعة، و استخفّ به، أعطاه اللّه الأمانَ يوم الفزع الأكبر و هو يوم القيامة ؛ و إنّما كَبَّر أمرَ البدعة لأنّه ما من كلمة إلاّ و يَستمع إليها قوم، و إنّما عَلِقَ بقلوبهم، و عَشَّشَ۹ في صدورهم، و فرّخ في أدمغتهم، و قد
1.. «ألف» : ـ نافلةً .
2.. «ألف» : لافضل .
3.. «ألف» : أطيبه لقلوبهم فهم أعظم الثواب .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۸ ، ح ۵۳۷ ؛ حلية الأولياء ، ج ۸ ، ص ۲۰۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۸۲ ، ح ۵۵۹۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۲۴۱۲ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ ، ح ۵۳۸ ؛ الحلية ، ج ۸ ، ص ۲۰۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ،ج ۵۴ ، ص ۱۹۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۸۲ ، ح ۵۵۹۸ . الاثنا عشريّة للحرّ العاملي ، ص ۲۵ .
6.. «ب» : ـ لم يكن و .
7.. «ألف» : ـ حتّى .
8.. «ب» : ـ اللّه .
9.. عَشَّشَ الطائرُ : اعتَشّ و اتّخَذَ عُشّا للتفريخ . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۱۷ عشش .