فأسقَطَ هذا البيتَ منه و لم يُنشِده، فقيل له في ذلك؟ فقال: خشيتُ أن يَظنّ المحدوُّ به أنّي اُعرِّض بالطعام.
و فائدة الحديث: النهي عن الجَشَع في الطعام و المبادرة إلى طعامٍ لم يعرَق له جبينه و لم تَلدَح۱ فيه يمينه.
و راوي الحديث: ابن عمر.
۳۵۸.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنْ كانَ وُصْلَةً لِأخِيهِ المُسلِمِ إِلَى ذِي سُلطانٍ في مَنهَجِ بِرٍّ أَو تَيسيرِ عَسِيرٍ، أَعَانَهُ اللّهُ عَلَى إِجازَةِ الصِّراطِ۲ يَومَ تَدْحَضُ فيهِ الأَقدامُ.۳
«الوُصْلة»: السبب بين الشيئين المتّصِل أحدُهما بصاحبه. و «السلطان» هاهنا: القوّة و الملك، و قد تقدّم الكلام فيه. و النَّهْج و «المَنهج» و المنهاج: الطريق الواضح، و قد أنهَجَ الطريقُ أي استبان و ظهر، و نَهَجتُ الطريقَ: أبَنتُه۴، و نَهَجتُ الطريقَ: سَلَكتُه. و «البِرّ» يشمُل جميع أنواع الخير. و «الدَّحض»: زليل الرِّجل، يقال: دَحَضَتْ رِجلُه تَدحَض دَحْضا أي زَلّت، و دَحَضتْ حجّتُه أي بطلتْ مِن ذلك.
يقول صلىاللهعليهوآله: مَن آسى آخاه بجاهه، و عاونه بحرمته، فكان وصلةً بينه و بين من يَشُقُّ۵ اتّصاله به، و يَبعد تطرُّقه إليه مِن ذي مُلكٍ أو ولايةٍ فتشفَّعَ۶ له إليه في خير يَستنفع به أو
1.. «ألف» : يكدح .
اللَّدْح : الضرب باليد ، كما أنَّ اللَّطْح كذلك و هو المعروف . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۸ لدح و ج ۳ ، ص ۱۷۰(لطح) .
2.. «ب» : السراط .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۵ و ۳۱۶ ، ح ۵۳۰ ـ ۵۳۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ،ص ۱۹۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۵۱ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۱ ، مسند الشاميّين ، ص ۵۳۷ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۳۱۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۴۲۸ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ ، ح ۹۱ ؛ الرسالة السعديّة للحلّي ، ص ۱۶۲ .
4.. «ألف» : أبينه .
5.«ألف» : يشتق .
6.. «ألف» : و سعد نظرته إليه من ذلِّ ملك أو ولاية فيشفع .