139
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قوله عليه‏السلام: «فليستقلّ مِنه» الهاء في «منه» ضمير السؤال الّذي يَدلّ عليه سأل.

و فائدة الحديث: النهي عن السؤال ما لم يكن ضرورةً، و إيعادُ النار على ذلك.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۵۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ سَأَلَ عَن ظَهرِ غِنًى، فَصُدَاعٌ فِي الرَّأسِ، وَ داءٌ في البَطن.۱

هذا الحديث كالّذي قبله في ذمّ السائل من غير حاجة، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ سؤال الغنيّ و طلبه المال إلى ماله صُداع في رأسه ؛ أي إنّه يتعنّى في جمعه، و يُريق ماءَ وجهه لتحصيله، فهو أذىً في الرأس و عَرَقٌ في الجبين، و إذا أكله صار داءً في بطنه لم يتهنّأ له۲، و هذا مَثَلٌ للمال ۳الحرام ؛ لأنّه يقال لآكل الحرام ؛ إنّه يَتعب في جمعه، و يَحوش۴ نارَ جهنّم إلى بطنه ؛ أي: إنّه يَستحقّ به نارَ جهنّم، فكأنّه يأكلها، و يجوز أن يكون قوله عليه‏السلام: «و داء في البطن» إشارةً إلى الدار الآخرة و ما يُجازى به آكِلُ الحرام، كما قال تعالى: «إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارا وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيرا»۵، و المعنى أنّه شرٌّ يَتعب الرجُلُ في تحصيله ؛ لأنّه يتأدّى به إلى النار.

و فائدة الحديث: النهي عن السؤال من غير حاجة، و إعلام أنّه يوجب نار جهنّم.

و راوي الحديث: زياد بن الحرث۶ الصُّدائي، قال: كان سأل النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رجُل عن

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ ، ح ۵۲۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۱۷۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۵ ، ص ۲۰۴ ؛ عمدةالقاري ، ج ۹ ، ص ۵۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۵ ، ص ۲۶۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۴ . ص ۳۴۶ ؛ البداية و النهاية ، ج ۵ ، ص ۹۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۵۱۴ ، ح ۱۶۷۸۴ . جامع أحاديث الشيعة ، ج ۸ ، ص ۴۴۷ ، ح ۱۲۹۴ و فيه عن جامع الأخبار .

2.. «ألف» : ـ له .

3.«ألف» : المال .

4.. حاشَه : جَمَعَه و ساقَه . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۹۰ حوش .

5.. النساء ۴ : ۱۰ .

6.. كان الكُتّاب القدماء يرسمون كُلَّ ما هذا سبيلُه بحذف الألف ، فيكتبون القاسم و الحارث مَثَلاً : القسم و الحرث ؛ و لكنّهم يَلفِظون هذين الاسمين على الصواب فيقولون: القاسم و الحارث ، و أهل عصرنا يقرؤون «الحرث» على رسم القدماء كما يجدونه هكذا : «الحَرْث» ، و هو خطأٌ فاحِش و غلط شائف ، فليس في العرب من اسمه الحَرْث ؛ بل سَمَّوا : الحارث و الحُوَيرِث و حارثة! عبد الستّار .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
138

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الظلم، و إعلام أنّ اللّه‏ تعالى لا يُهمِله و لو كان بالعصفور.

و راوي /۲۴۵/ الحديث: أنس بن مالك.۱

۳۵۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ سَأَلَ۲ النَّاسَ أَموالَهُم تَكَثُّراً، فَإِنَّما هِيَ جَمرٌ، فَليَستَقِلَّ مِنهُ أو لِيَستَكثِر.۳

و روي: فإنّما يَسأل جَمرا.۴

يقول۵ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن ألحف على الناس في السؤال۶ أموالهم من غير فاقةٍ مُدقِعةٍ۷ أو ضرورةٍ مُفظِعة۸ ؛ ليكثر۹ ماله، و يَتَّسع۱۰ ذات يده، و عنده بُلغة يمكنه التعيُّش۱۱ بها، كان ما يَأخذه جَمرا مِن جَمر جهنّم، فإن شاء فليَستقلَّ و إلاّ فليستكثر، و هذا إعلام أنّه إذا لم تكن به حاجةٌ۱۲ تَضطرّه إلى السؤال فسأل أموال الناس تكثُّرا، كان ما يأخذه حراما موجِبا النارَ عليه، فلذلك۱۳ كان جمرا عليه۱۴، و السؤال آخِرُ كسب الرجل.

1.. نقل المجلسي رحمه‏الله هذه الفائدة في بحار الأنوار من ضوء الشهاب . بحار الأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۳۷۰ ـ ۳۷۱ .

2.. «ألف» : يسأل .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۳ ، ح ۵۲۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ،ص ۵۸۹ ، ح ۱۸۳۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۱۹۶ . جامع الأخبار ، ص ۱۶۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۵۶ ،ح ۲۹ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۲۴ ، ح ۸۰۹۵ (و في الأخيرين عن جامع الأخبار) .

4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۶ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۱۹۶ .

5.. «ألف» : ـ يقول .

6.. «ألف» : بالسؤال .

7.. الدَّقعاء : التراب ، وأدقَعَ : لَصِقَ بالدَّقعاء و غيره من أي شيء كان فقرا أو ذُلاًّ ، و دَقِعَ و أدقَعَ : افتقر ، و أدقَعه : أفقَرَه و أذلَّه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۹۰ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۲۲۰ دقع .

8.. أفظع الأمرُ : اشتَدّ و شَنُعَ و جاوز المقدارَ و بَرَّحَ ، فهو مُفْظِع . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۵۴ فظع .

9.. «ألف» : لتكثر .

10.. كذا ، و الوجه : تتّسع .

11.«ألف» : العيش .

12.. هذا هو التعبير الصحيح ، لا ما شاع خطأً في عصرنا مِن قولهم في مِثل هذا : «إذا لم يكن بحاجة» ؛ لأنَّ الحاجة تكون في الإنسان ، و لا يكون هو فيها ؛ قال تعالى : «. . . إلاَّ حاجَةً في نَفْسِ يَعْقُوْبَ» . عبد الستّار .

13.. «ألف» : و لذلك .

14.. «ألف» : ـ عليه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2017
صفحه از 488
پرینت  ارسال به