اللّه تعالى ظانّا أنّه۱ بتلك المعصية يصل إلى غرضه، كان ذلك أشَدَّ إفاتةً۲ للمرجوّ، و أشدّ لتقريب ما يتّقيه. و أصل الباب في المبالغة بأفعل أن يجيء من الفعل الثلاثي، و قد جاء قليلاً من الزائد على۳ الثلاثي على حذف الزوائد كقوله:
يقولون لي: اصرمْ يَرجعِ۴ العقلُ كُلُّه
و صَرْمُ حبيب النفْس أذهبُ للعقل۵
أي أشَدُّ ذهابا، فحَذَفَ الزوائدَ لدلالة الكلام عليه.
و فائدة الحديث: النهي عن محاولة الاُمور بمعصية اللّه تعالى، و إعلام أنّ ذلك ممّا يُفيت الغرض و يُحِلُّ المحذور.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۳۵۰.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن لَم تَنهَهُ صَلاتُهُ عَنِ الفَحشاءِ /۲۴۱/ وَ المُنكَر لَم يَزدَدْ بِها مِنَ اللّهِ إِلاَّ بُعداً.۶
«الفحشاء»: ما عَظُمَ قبحه فعلاً كان أو قولاً، و كذلك الفاحشة و الفحش، و قد فَحُشَ الشيءُ: صار فاحشا، و قد وُصف البخل المتجاوِز القبحَ بالفُحش.
قال طَرَفة۷:
أرى الموتَ يَعتام الكرامَ و يَصطفي
عقيلةَ مال الفاحش المتشدِّد۸
1.. «ألف» : بأنّه .
2.. «ألف» : آفائه .
3.. «ألف» : على الزائد من .
4.. «ب» : برجع .
5.. راجع : تاريخ الإسلام ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۷ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ۱۳ ، ص ۴۳ ؛ فوات الوفيات ، ج ۱ ، ص ۳۶۸ .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۰۵ ، ح ۵۰۸ و ۵۰۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۲ ، ص ۲۵۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۴۶ ؛ تخريجالأحاديث و الآثار للزيلعي ، ج ۳ ، ص ۴۴ ؛ فتح الباري ، ج ۱۳ ، ص ۳۲۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۴۴ ، ح ۹۰۱۴ . تفسير مجمع البيان ، ج ۸ ، ص ۲۹ ؛ جامع البيان ، ج ۲۰ ، ص ۱۸۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۱۹۸ ؛ مكيال المكارم ، ص ۲۹۸ .
7.. و هو ابن العبد الشاعر الجاهلي المشهور أحد أصحاب المُعَلَّقات ، و هذا البيت من معلَّقته المشهورة التي مطلعها :
لِخَولَةَ أطلالٌ ببُرقَةِ ثَهْمَدِ تَلُوحُ كَباقي الوَشم في ظاهر اليد
8.. اُنظر : أشعار الشعراء الستّة الجاهليِّين ، ج ۲ ، ص ۴۲ ؛ جمهرة أشعار العرب ، ص ۲۰۵ ؛ الشعر والشعراء ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ .