13
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما عالَ مَن اقتصد.۱

و قال عليه‏السلام: الرفق في المعيشة خير مِن بعض التجارة.۲

و «التبذير» أصله تفريق الشيء، كالبذر الّذي يُبْذَر في الأرض، ثمّ قيل لكلّ مسرف: مضيِّع مبذِّر. و «مَن بَذَّر حَرَمَه اللّه‏» أي: مَن أسرف /۱۸۳/ و ضَيَّعَ ما رزقه اللّه‏ تعالى، تركه اللّه‏ تعالى محروما لتبذيره و قلّة اكتراثه و اعتداده بنعمة اللّه‏ تعالى.

و قال الشاعر:

لَمالُ المرء يُصلحه فَيُغني

مَفاقِرَه أعَفُّ مِن القُنوع۳

و لَأن يَحفظ الإنسانُ ما آتاه اللّه‏ تعالى مجّانا بلا ثمن لِيصونَ به وجهَه، و يحترم به نفْسَه و جاهه، خير من أن يُفْقِر نفسَه فيعذّبها في الدنيا إلى أن يَرد الآخرةَ ممقوتا، و ربّما يعذّبه اللّه‏ تعالى على ذلك.

و فائدة الحديث: الأمر بالتقدير و مجانبة التبذير، و الوعد بالرزق على هذا و الحرمان على ذاك.۴

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۲۵۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن نُوقِشَ الحِسابَ عُذِّبَ.۵

«المناقشة»: الاستقصاء في الحساب، و يقال: انتَقشتُ حقّي عليه أي بالغتُ في استخراجه، و النقش: النتف، و منه المِنقاش، و نَقَشتُ الشوكةَ: إذا استَخرجتَها، و في

1.. عدّة الداعي ، ص ۷۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۰۴ ، ح ۴۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ،ص ۲۵۲ ، ح ۸ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۵ ، ص ۲۰۶ .

2.. المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۱۸ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، ح ۲۴۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۵ ، ح ۴۵۳۰ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۵۱ ، ح ۵۴۴۵ .

3.. البيت للشمّاخ بن ضرار ؛ اُنظر : البخلاء ، ص ۲۳۸ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج ۲ ، ص ۳۳۹ ؛ مقامات الحريري ، ص ۳۱۲ .

4.. «ب» : ذاك .

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۳۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۲۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۹۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۶ ، ح ۳۰۹۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۷ . بحار الأنوار ، ج ۷ ، ص ۹۶ و ۱۴۷ ؛ و ج ۳۲ ، ص ۵۰۵ ؛ و ج ۴۲ ، ص ۱۸۳ ؛ و ج ۷۰ ، ص ۲۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
12

حُبِسَ نفَسُه، و الكِظامة: ما يُسدّ به مجرى الماء، و كَظْمُ الغيظ: حَبْسُه.

أي: مَن يتجرّع مرارةَ الغيظ، و لم يُجِبْ للّه‏ تعالى، آجَرَه اللّه‏ تعالى على ذلك /۱۶۹/ الاحتمال، و قد أثنى اللّه‏ تعالى على الكاظمين: «وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ».

و روي: أنّ غلاما لزين العابدين عليه‏السلام كان يقلِّب الماءَ على يده فوَقعتْ عروةُ الإبريق على جبينه، فالتفت إليه، فقال: يا مولاي، «وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ»! فقال: قد كَظَمنا. فقال: «وَ الْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ»! فقال: (قد عفونا، «وَ اللّه‏ُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»۱ قال: أنت حُرٌّ لوجه اللّه‏ تعالى، و)۲ لك مِن مالي كذا و كذا.۳

كذلك فلتكن الأكابر، و إنّما رُوي مِثل۴ هذه الأشياء ليُقتدى بها۵ و يُجتنب ما يضادّها.

و فائدة الحديث: النهي عن التحكّم على اللّه‏ تعالى، و الأمر بالعفو و المغفرة، و التجاوز عمّن هو تحت يدك، و الصبر و كظم الغيظ.

و راوي الحديث: زيد بن خالد الجُهَنيّ.

۲۵۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: وَ مَن قَدَّرَ رَزَقَهُ اللّه‏ُ، وَ مَن بَذَّرَ حَرَمَهُ اللّه‏ُ.۶

«التقدير»: الإنفاق بقدر الموجود من غير إسراف، و التقدير خلاف التبذير هاهنا.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن قَصَدَ في إنفاقه فلم يُفرِط و لم يفرِّط، كان بالحريّ أن يرزقه اللّه‏ تعالى، كما قال تعالى: «وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا».۷

1.. آل عمران ۳ : ۱۳۴ .

2.. في «ب» بدل ما بين الهلالين : أنت حرٌّ لوجه اللّه‏ . فقال : «وَ اللّه‏ُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» ، فقال .

3.. راجع : بحار الأنوار ، ج ۴۳ ، ص ۳۵۳ ، ذيل ح ۲۹ مع اختلاف .

4.. «ألف» : + ذلك و .

5.. «ألف» : بهما .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۳۳۷ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ، ح ۳ ؛ و ج ۴ ، ص ۵۴ ، ح ۱۲ ؛ تحف العقول ، ص ۴۶ ؛دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۱۶ ، ح ۳۸۵ و في الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسير .

7.. الفرقان ۲۵ : ۶۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2197
صفحه از 488
پرینت  ارسال به