123
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الحثّ على ستر العورة الضائعة الّتي لا حافظ لها، و إعلامُ أنّ لِمن سَتَرَها ثوابُ مَن استخرج الموؤودة مِن قبرها.

و راوي الحديث: عقبة بن عامر.

۳۴۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنِ انقَطَعَ إِلَى اللّه‏ِ كَفاهُ اللّه‏ُ كُلَّ مَؤُونَةٍ، و رَزَقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ ؛ و مَنِ انقَطَعَ إِلَى الدُّنيا وَكَلَهُ اللّه‏ُ إِلَيها.۱

«الانقطاع إلى اللّه‏ تعالى» هو قطع العلائق عن غيره، و الاعتمادُ /۲۳۷/ عليه، و الاستمساك به، و الاعتصام بحبله.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن اعتَمَد على اللّه‏ تعالى مُعرِضا عن غيره مولِّيا عمّن سواه مستعينا به مستمِدّا مِن فضله، تولّى اللّه‏ُ تعالى أمرَه، و كفاه كُلَّ۲ ما يخافه و يستشعر منه، و وَسَّعَ عليه رزقه مِن حيث لا يقدِّر و لا يَظنّ أو مِن حيث لا يَحتسبه۳ في حسابه، و هو ـ عزّ و علا ـ أولى بالقدرة على ذلك ؛ و بالعكس من ذلك مَن اعتَمد على الدنيا الغرّارة۴ الغدّارة الفانية، تَرَكَه اللّه‏ إليها فبَقِيَ ضائعا لا ناصر له و لا مُعين. و قد تقدّم الكلام في «المؤونة».

و فائدة الحديث: الحثّ على قطع أسباب العباد، و الإقبالِ على اللّه‏ الجَواد ؛ فَإنّه الكافي الوافي الّذي يبذل۵ المعونة و يكفي المؤونة، و الوهّابُ الّذي يُعطي بلا حساب.

و راوي الحديث: عِمران بن حُصَين.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۸ و ۲۹۹ ، ح ۴۹۳ ـ ۴۹۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۴۶ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ ؛تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۱۹۶ ، ح ۳۶۵۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۲۶ ، ح ۶۲۷۳ . روضة الواعظين ، ص ۴۲۶ ؛ أعلام الدين ، ص ۳۳۴ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۷۸ .

2.. «ألف» : ـ كلّ .

3.. «ألف» : يحتسب .

4.. «ب» : ـ الغرّارة .

5.. «ب» : يبدل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
122

و راوي الحديث: عثمان بن عفّان.

۳۴۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ رَأَى عَورَةً فَسَتَرَها، كانَ كَمَن أَحيَى مَوؤُودَةً مِن قَبرِها.۱

«العورة» أصلها سَوأة الإنسان، و هي مشتقَّة مِن العار الّذي يَتذمّم الإنسانُ مِن انكشافه، و يُكنّى عن النساء بالعورة، و العوراء: الكلمة القبيحة، و منه العَوَر في العين، و العُوار و العَورة: الخَرْق في الثوب و غيره، و قوله تعالى: «إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ»۲ أي متخرّقة۳ يمكن دخولها و اقتحامها، و العورة في الحديث يجوز أن تُحمَل۴ على شياعها و عمومها في كلّ ما ينبغي أن يُستر و يُكتم، و الأظهر أنّها كناية عن المرأة الضائعة الّتي لا كادّ لها و لا كاسب، فهي لحمٌ على وَضَم۵، و فَقْعَةٌ۶ على لَقَم.۷

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن آواها إلى كَنَف حياطته، و سَتَرَها بفضل محافظته ؛ إمّا بكفايةٍ أو تزويجٍ أو حمايةٍ، كان كمن أحيى مَوؤودةً فاستخرجها من قبرها.

و قوله عليه‏السلام: «من قبرها» يَتعلّق «مِن» بفعل مقدَّر ؛ لأنّه لا يتعلّق بأحيى. و وجه تشبيه الضائعة بالمؤودة أنّ۸ الضَّياع مثل الوأد ؛ لأنّها سواء عليها ضاعت أم وُئدت۹، و الوَأد دفن الحيّ في التراب، و كانت كِندةُ تَئِدُ البنات.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۷ و ۲۹۸ ، ح ۴۸۹ ـ ۴۹۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۱۴۷ و ۱۵۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۵۴ ، ح ۴۸۹۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۸۴ ؛ السنن الكبرى ، ج ۸ ، ص ۳۳۱ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۲ ، ص ۲۸۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۷ ، ص ۳۱۹ .

2.. الأحزاب ۳۳ : ۱۳ .

3.«ألف» : متحرّقة .

4.. «ألف» و «ب» : يُحمل .

5.. الوَضَم : ما وُضع عليه الطعام فاُكل ، و الخشبة أو البارية الّتي يوضع عليها اللحم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۴۰وضم .

6.. الفَقْع : ضرب من الكُمأة ، واحدتها فَقْعة ، و الفَقْع و الفِقْع : الأبيض الرخو من الكَمأة و هو أردَؤها . و بالفارسية : قارچ زمينى سفيد و نرم . انظر : العين ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ ؛ لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۵۵ فقع ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۶۶۹ (الفقع) .

7.. اللَّقَمُ : مُعْظَم الطريق . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۴۷ لقم .

8.. «ألف» : فأنّ .

9.. «ألف» : زيدت .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2034
صفحه از 488
پرینت  ارسال به