119
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

سارقين، أعاذنا اللّه‏ مِن ظاهر مقبول، و باطن مدخول. و بَعدُ ففي أمثال ذلك استهزاءٌ بالديانة و استخفافٌ بالإسلام.

و قوله عليه‏السلام: «فما له في الآخرة من نصيب» ؛ إنّما لم يكن له فيها نصيبٌ لأنّه لم يعمل لها، و۱ إنّما عمل للدنيا.

و فائدة الحديث: التحذير من النفاق و التوسُّلِ بعمل الآخرة من العِلم و العبادة۲ إلى حطام الدنيا.

و راوي الحديث: اُبيّ بن كعب.

۳۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ اُولِيَ مَعروفاً فَلَم يَجِدْ جَزاءً إِلاَّ الثَّناءَ فَقَد شَكَرَهُ، و مَن كَتَمَهُ فَقَد كَفَرَهُ.۳

قد تقدّم الكلام في معنى المعروف، /۲۳۵/ و هو هاهنا الخير الواصل إليك من غيرك على الوجه الجميل الّذي لا تُنكره.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن اُعطي معروفا فعجز عن جزائه ؛ لقلّة ذات يده و قصوره عن الوصول إلى ذلك، فأثنى عليه بلسانه و شَكَرَه و ذَكره، فقد قام شكرُه۴ مقام الجزاء الواقع في مقابلة النعمة، و مَن كتمه فلم يشكره فقد كفر النعمة.

و فائدة الحديث: الحثّ على شكر النعمة الواصلة، و جزائها بذكرها و التحدّث بها، و التحذير من كتمان النعمة و كفرها.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

1.. «ب» : ـ و .

2.. «ألف» : العلم بالعبادة .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۴ ، ح ۴۸۵ و ۴۸۶ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۵۵ ، ح ۲۱۵ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ،ص ۴۳۹ ، ح ۴۸۱۳ ؛ السنن الكبرى ، ج ۶ ، ص ۱۸۲ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة ؛ المعجم الكبير ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ ، ح ۲۱۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۸ ، ص ۲۰۴ ؛ فضيلة الشكر للّه‏ للسماوي ، ص ۶۵ ، ح ۸۸ . مستدرك الوسائل ، ج ۵ ، ص ۲۹۶ ، ح ۵۹۰۵ (و فيه مع اختلاف يسير) .

4.. «ألف» : بشكره .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
118

صَلَّى فأعجَبَني و صامَ فرابَني

نَحِّ القَلوصَ۱ عن المصلّي الصائم۲

و فائدة الحديث: الحثّ على إخلاص العمل و إخفائه ؛ ليكون عن الرياء أبعد، و صاحبه به أسعد.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۳۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن طَلَبَ الدُّنيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ فَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصيبٍ.۳

يشير صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بهذا الحديث إلى سيرة قوم جَعَلوا الصلاة و الصيام و العلم حِبالةً يصطادون بها أموال الناس، و يَحتجبون بها الدنيا۴، تراهم يُظهِرون الخشوع و التماوُت۵ و الخضوع و التخافُتَ۶، فإذا تمكّنوا من الوَثْبَة فأيُّ اُسْدٍ۷ صِراع؟! و أيّ ثَعالبَ خِداعٍ؟! يَجعلون الفقه شبكةً يَحتالون تحتها بالفتاوِي، فيُلقون مَن يَلقَون في المهاوي، و يُغيرون۸ بالدين على أموال الناس۹ المساكين، و يستحلّونها بتزاويق ؛ يُزوّقونها۱۰ على آرائهم، و يَحُطّون في أهوائهم، و يستفتون فيها أنفسهم، و يتسامحون /۲۱۳/فيها، يعيشون منافقين و يموتون

1.. القَلوص : الفتيَّة من الإبل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۸۱ قلص .

2.. اُنظر : أدب الدنيا و الدين ، ص ۱۱۹ ؛ البيان و التبيين ، ج ۳ ، ص ۱۱۶ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۳ ، ح ۴۸۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۱۳۴ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۱۸ ؛ الزهد و صفةالزاهدين لأحمد بن محمّد بن زياد ، ص ۶۷ ، ح ۱۲۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ، ح ۲۵۲۷ . تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۴۰۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۲۱۸ في بعض المصادر «عمل الدنيا» بدل «الدنيا» .

4.. كذا في المخطوطتين .

5.. «ألف» : التماوث .
و تَماوَتَ الرجُلُ : أرى أنَّه مَيِّت و هو حيٌّ ، و إذا أظهَرَ من نفسه التخافت و التضاعف من العبادة و الزهد و الصوم . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۹۳ و ۹۴ موت .

6.. التخافت : تكلُّف الخُفوت ، و هو الضَّعف و السكون ، و إظهاره من غير صحَّة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۰ خفت .

7.. «ألف» : أشدّ .

8.. الإغارة : النهب و الغارة . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۴ غور .

9.. «ألف» : ـ الناس .

10.. يزوِّقونها : يزيِّنونها و ينقِّشونها و يحسِّنونها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۵۰ زوق .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1992
صفحه از 488
پرینت  ارسال به