117
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

إلاّ همهمةً و همسا في أفواههم.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه۱ كان يصلّي /۲۳۴/ و لِجَوفه أَزِيزٌ كأزيز۲ المِرجَل۳، و كان يُخْفي قيامَه حتّى عن أزواجه اُمّهات المؤمنين ؛ يَنسَلّ۴ من الفراش انسلالاً، و يُقبِل على العبادة.۵

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: تَعوَّذوا باللّه‏ مِن خشوعِ النفاق. قيل: و ما هو؟ قال: أن تَرى الجسدَ خاشعا، و القلبُ ليس بخاشع.۶

و روي: أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه‏، ما أفطرتُ منذ أربعِ سنين! فقال عليه‏السلام: ما صُمْتَ و لا أفطرتَ!۷ أي شِنْتَ عمَلَك بذِكره.

و روي: أنّ أعرابيّا دخل مسجدا۸، و تَصَفَّحَ وجوهَ الناس، يَطلب مَن يودعه شيئا، فرأى إنسانا يصلّي صلاةً حسنةً، فقال۹: ظَفِرتُ بصاحبي. فلمّا فرغ مِن صلاته قال له: يا عبد اللّه‏، إنّي رأيت صلاتَك حسنةً، و أنا اُريد أن اُودِعَك شيئا. فقال: و أنا مع ذلك صائم! فقال الأعرابيّ:

1.. «ألف» : ـ أنّه .

2.. «ألف» : أزير كازير .
و الأزيز : الالتهاب و الحركة كالتهاب النار في الحطب ، و صوت غليان القدر ، و صوت الرعد من بعيد . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۰۷ أزز .

3.. المِرجَل : القِدر مِن الحجارة و النحاس ، بالفارسية : ديگ ، تانكر آب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۷۴ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۸۰۵ رجل .

4.. انسَلَّ و تَسَلَّلَ : انطلق في استخفاء ، و انسلَّ من بينهم : خرج ، و انسَلَّ فلانٌ من بين القوم يَعدو إذا خرج في خُفية يَعدو .انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۳۸ سلل .

5.. راجع : الخرائج و الجرائح ، ج ۲ ، ص ۹۱۶ .

6.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۳۲۱ ، ح ۱۹۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۵۲۶ ، ح ۲۰۰۸۹ ؛ تفسير السمرقندي ، ج ۳ ،ص ۳۸۵ .

7.. راجع : رسائل الشهيد الثاني ، ص ۱۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۸ ، ص ۵۱۴ ، ح ۲۳۹۰۳ .

8.. «ألف» : المسجد .

9.. «ألف» : فقد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
116

تعالى في عرصة القيامة، و فَضَحَه، و أعْلَمَ أهلَ المحشر حاله، و عاقبه بذلك، و صغّر قدره، و حَقَّر مكانه. و حقيقة «سَمَّعَ الناسَ بعمله» أي: أسمعهم عمله، و ذَكَرَه لهم۱ تبجُّحا به۲ و تكبّرا بفعله.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن فعل ذلك سمّع اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ خلقَه فعله ذلك، و سامِعُ خلقه هم الّذين يَسمعون منهم، و أصله سمّعه اللّه‏ُ خلقه، و الباء مؤكِّدة مقوِّية، و من رواه «سامعُ خلقه» بالرفع كان وصفا للّه‏ تعالى، و المعنى: سَمَّع اللّه‏ُ الّذي هو يَسمع ما يَنطق به خلقُه. و مَن روى «أسامعَ خلقه» فهو جمع أسمُعٍ جمعُ سَمْعٍ، و السَّمْع: حاسّة السمع۳ و الاستماع، و هو مصدر في الأصل ؛ سمّي به لوقوع ذلك۴ الفعل من تلك الحاسّة، و كذلك۵ يقع على الجمع، قال اللّه‏۶ تعالى: «خَتَمَ اللّه‏ُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَ عَلَى سَمْعِهِمْ»۷ و لم يقُل: على أسماعهم. و المعنى على هذه الرواية: أسمَعَ اللّه‏ُ بحاله أسماعَ خلقه.

و اعلم ـ أيّها الأخ الصالح ـ أنّ العبادة سرٌّ بينك و بين ربّك، و السرّ بين العبد و مولاه لا ينبغي أن يَطّلع غيرُهما عليه بقصد العبد، و ليت شعري ماذا يريد المُرائي بفعله؟! فإن كان يريد أن يُذكر فإنّ كتمان العبادة أشهر لها في القالة۸ و أظهَرُ بين الناس و أحمَدُ لها۹، و ما يريده في الإشاعة و السمعة فهو بعَينه في الكتمان، إلاّ أنّه قد أخطأ الطريق، و كان الصدر الأوّل أجهد في العبادة و الخشوع ؛ لا يُسمَع لهم صوت، و لا يوجد لهم جَرْس، إن كان

1.. «ألف» : أذكرهم .

2.. تبجَّحَ به : فَخَرَ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۰۶ بجح .

3.. «ب» : ـ السمع .

4.. «ألف» : ـ ذلك .

5.. «ألف» : لذلك .

6.. «ب» : ـ اللّه‏ .

7.. البقرة ۲ : ۷ .

8.. «ألف» : المقالة .
و القالة : القول الفاشي في الناس . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۷۵ قول .

9.. «ألف» : أحمدها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2392
صفحه از 488
پرینت  ارسال به