115
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن طَلب علما من العلوم المحتاج إليها في الديانة فأحرزه و حصّله، أعطاه اللّه‏ تعالى نصيبين من الأجر ؛ أحدهما للاشتغال، و الآخر للاستعمال۱ ؛ لأنّه إذا حصّله استعمله و علّمه، فكان كالسراج المستضاء به المقتَبس منه. و مَن طَلب علما فلم يدركه /۲۳۳/ لقصورِ فِطنته و خُمود ذهنه و خُمول قريحته، فله أجر الاشتغال، و لا أجر۲ له للتحصيل ؛ لأنّه لم يُحرزه.

و فائدة الحديث: الأمر بالتعلّم۳، و الحثّ على طلب العلوم المُجدية دون العلوم المستغنى عنها الّتي تجرّ إلى الضلال و الوبال.

و راوي الحديث: واثلة بن الأسقع.

۳۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللّه‏ُ بِهِ سَامِعَ خَلقِهِ يَومَ القيامَةِ، وَ حَقَّرَهُ و صَغَّرَهُ.۴

و روي: أسامع خلقه.۵ «التسميع»: التنديد۶ و الشهرة، و سَمَّعَ به: شَهَرَه، و التسميع أيضا: التشنيع، و التسميع أيضا: الرفعُ مِن الخمول و نشرُ الذكر، و التسميع أيضا: إسماع الصوت، يقال: سَمَّعَه الصوتَ و أسمَعه، و السُّمْعة: ما يفعله الإنسان /۲۱۲/ لتَتناقله الألسنةُ فيُسمَعَ.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن رأى بعمله، و كان غرضُه أن يَتسامع به الناسُ و يتناقلوه، شَهَره اللّه‏

1.. «ألف» : الاشتغال ، و الآخر الاستعمال .

2.. «ب» : ـ أجر .

3.. «ب» : بالتعليم .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۳ ، ح ۴۸۲ و ۴۸۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۹۵ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۳۷ ؛ المصنّف لابنأبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۲۶۷ ، ح ۱۱۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۷۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۸۳ ، ح ۷۵۳۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۵۴ ، ح ۲۵۰۴ .

5.. الفائق في غريب القرآن ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۲ ، ص ۲۲۵ .

6.. «ألف» : التبذيل .
و التنديد : رفع الصوت ، ندَّد بالرجُل : أسمَعَه القبيح و صرّح بعيوبه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۲۰ ندد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
114

و قال أبو سُلَيمان الخَطَّابيُّ۱: المَفحَص مَجثم۲ القَطا۳، و إنّما قيل له مفحص لأنّه لا يَجثِمُ فيه حتّى يَفحَصه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن استَحدث مسجدا يُعبَد اللّه‏ُ تعالى فيه و يُذكَر و يُقرأ القرآن و إن كان صغيرَ الذَّرع و المساحة، بنى اللّه‏ تعالى له بيتا في الجنّة ؛ و ذلك أنّه لا يصلّي فيه الإنسان إلاّ و للباني۴ نصيب في ثواب صلاته، و ذكرُ المَفحص مَثَلٌ و هو كناية عن الصِّغَر و الضِّيق۵.

و فائدة الحديث: إعلام ما في بناء المساجد من الثواب.

و راوي الحديث: أبو ذرّ رحمه‏الله.

۳۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن طَلَبَ عِلماً فَأَدرَكَهُ، كَتَبَ اللّه‏ُ لَهُ كِفْلانِ مِنَ الأَجرِ، وَ مَن طَلَبَ عِلماً فَلَم يُدرِكهُ كَتَبَ لَه كِفلٌ مِنَ الأَجرِ.۶

«الكِفل»: الحظّ و النصيب، قيل: و أصله كِساءٌ يحوِّيه الراكبُ على سَنام البعير ؛ لئلاّ يسقط، و قد اكتفل الراكب بالكساء إذا أداره۷ حول السنام، و قيل: الكفل: الضِّعف، و فُسّر عليه قوله تعالى: «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ»۸، و قيل: معناه نصيبان و جزءان.۹

1.. نقل عنه ابن منظور في لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۶۳ فحص .

2.. جَثَمَ الإنسانُ و الطائرُ و النعامة و . . . : لَزِمَ مكانَه فلم يَبرح أي تلبَّدَ بالأرض . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۸۲ جثم .

3.. القَطا : طائر معروف ، سمِّي بذلك لثقل مشيه ، واحدته قطاة ، بالفارسية : مرغ سنگ‏خواره . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۸۹ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۶۹۹ قطو .

4.. «ألف» : + فيه .

5.. «ألف» : الضيق و الصغر .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۴۸۱ ؛ المسند الكبير ، ج ۳ ، ص ۱۳۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۲ ، ص ۱۶۵ ؛ الاستيعاب ،ج ۴ ، ص ۱۵۹۶ ، ح ۲۸۳۸ ؛ الإصابة ، ج ۷ ، ص ۱۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۶۲ ، ح ۲۸۸۳۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۵ ، ص ۱۷۱ ؛ السنن للدارمي ، ج ۱ ، ص ۹۷ .

7.. «ب» : داره .

8.. الحديد ۵۷ : ۲۸ .

9.. اُنظر الأقوال في : المفردات للراغب ، ص ۴۳۶ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۱۰ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۴ ، ص ۱۹۲كفل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1997
صفحه از 488
پرینت  ارسال به