فيقول صلىاللهعليهوآله: مَن طَلب علما من العلوم المحتاج إليها في الديانة فأحرزه و حصّله، أعطاه اللّه تعالى نصيبين من الأجر ؛ أحدهما للاشتغال، و الآخر للاستعمال۱ ؛ لأنّه إذا حصّله استعمله و علّمه، فكان كالسراج المستضاء به المقتَبس منه. و مَن طَلب علما فلم يدركه /۲۳۳/ لقصورِ فِطنته و خُمود ذهنه و خُمول قريحته، فله أجر الاشتغال، و لا أجر۲ له للتحصيل ؛ لأنّه لم يُحرزه.
و فائدة الحديث: الأمر بالتعلّم۳، و الحثّ على طلب العلوم المُجدية دون العلوم المستغنى عنها الّتي تجرّ إلى الضلال و الوبال.
و راوي الحديث: واثلة بن الأسقع.
۳۳۶.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللّهُ بِهِ سَامِعَ خَلقِهِ يَومَ القيامَةِ، وَ حَقَّرَهُ و صَغَّرَهُ.۴
و روي: أسامع خلقه.۵ «التسميع»: التنديد۶ و الشهرة، و سَمَّعَ به: شَهَرَه، و التسميع أيضا: التشنيع، و التسميع أيضا: الرفعُ مِن الخمول و نشرُ الذكر، و التسميع أيضا: إسماع الصوت، يقال: سَمَّعَه الصوتَ و أسمَعه، و السُّمْعة: ما يفعله الإنسان /۲۱۲/ لتَتناقله الألسنةُ فيُسمَعَ.
فيقول صلىاللهعليهوآله: مَن رأى بعمله، و كان غرضُه أن يَتسامع به الناسُ و يتناقلوه، شَهَره اللّه
1.. «ألف» : الاشتغال ، و الآخر الاستعمال .
2.. «ب» : ـ أجر .
3.. «ب» : بالتعليم .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۹۳ ، ح ۴۸۲ و ۴۸۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۹۵ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۳۷ ؛ المصنّف لابنأبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۲۶۷ ، ح ۱۱۴ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۷۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۸۳ ، ح ۷۵۳۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۵۴ ، ح ۲۵۰۴ .
5.. الفائق في غريب القرآن ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۲ ، ص ۲۲۵ .
6.. «ألف» : التبذيل .
و التنديد : رفع الصوت ، ندَّد بالرجُل : أسمَعَه القبيح و صرّح بعيوبه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۲۰ ندد .