109
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن صَفَّى نفسَه للّه‏ تعالى ؛ فواظب على طاعته، و انقطع إليه من علائق الدنيا أربعين صباحا، أنطقه اللّه‏ تعالى بالخير و الحكمة.۱

و «الصَّباح» ليس بالصبح ؛ إنّما هو في مقابلة المَساء، و هو عند اختلاط ضوء الصبح ببقايا الظلام، و هو وقت عزيز يبادر الناسُ فيه إلى ذكر اللّه‏ تعالى، و يقومون /۲۳۰/ إلى الطاعات و قراءة القرآن و الأوراد و الأدعية، ثمّ هو وقت اختلاف ملائكة الليل و النهار جائين و ذاهبين و مؤمِّنين على أدعية المؤمنين.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أخلص للّه‏ تعالى أربعين صباحا ـ فصفّى قلبه له، و طهّر طاعته من الأشواب ـ نَقَرَ۲ اللّه‏ُ قلبه بالحكمة ؛ فحَكَمَ و أحكم، و صَلَحَ و أصلح، و انتفع و نفع، و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر.

و فائدة الحديث: الأمر بإخلاص العمل و العقيدة للّه‏ تعالى، و إعلامُ أنّ المُخلِص بصدد أن يؤتى الحكمة، «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا».

و راوي الحديث: ابن عبّاس.

۳۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللّه‏ِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِمْ جارَهُ.۳

و روي: فلا يؤذي جاره.۴ هذا الحديث وارد مورد التخصيص على إكرام الجيران و

1.. «ب» : بالحكمة و الخير .

2.. نَقَرَه : ضربه ، و نَقَرتُ الشيءَ : ثَقَبتُه بالمِنقار ، و المنقار : حديدة كالفأس يُنقَربها ، و نَقَرَ البِيضَةَ عن الفرخ : نَقَبَها . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۲۷ نقب .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۶ ـ ۲۸۸ ، ح ۴۶۷ ـ ۴۷۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۷۴ و ۲۶۷ و ۴۳۲ ؛ صحيح البخاري ،ج ۷ ، ص ۷۹ و ۱۰۴ و ۱۸۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۹ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۹۸ . بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۱۴۴ ؛ مدينة المعاجز ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ .

4.. الكافي ، ج ۱ ، ص ۶ ؛ و ج ۲ ، ص ۶۶۷ ، ح ۶ ؛ دلائل الإمامة ، ص ۶۶ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۷۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۶۷ ؛ صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۱۴۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۴۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
108

و فائدة الحديث: النهي عن النظر في كتاب لم يأذن صاحبُه في النظر فيه، و إعلام أنّه إذا فعل ذلك نظر إلى النار.

و راوي الحديث: ابن عبّاس.

۳۲۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ كانَ آمِراً بِمَعرُوفٍ فَليَكُن أَمرُهُ ذلِكَ بِمَعرُوفٍ.۱

مضمون هذا الحديث: أنّ الآمر بالمعروف ينبغي أن يكون عارفا بوجوه ما يَأمر به، فيَخشُن في موضع الخشونة، و يَلين في موضع اللين، و يَلطُف /۲۰۹/في موضع اللطف، و يَعنُف في موضع العُنف، و ما أكثَرَ ما يؤثِّر فيه اللطفُ أكثر مِن تأثير الخشونة و العناد ؛ و قد رأيتُ مَن أمر بمعروف، فكان أمرُه ذلك أنكر مِن منكر المأمور بكثير، فانقلبَت المسألة، و احتاج الآمِرُ إلى ألف آمر و ناهٍ، و المعروف الحَسَنُ من الفعل و القول، و قد تقدّم القول فيه.

و فائدة الحديث: الحثّ على مراقبة الشروط في الآمر بالمعروف، و الأخذ بالأحسن، و الائتمام بالقرآن حيث يقول: «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى»۲.

و من شُجون الحديث: أنّ بعض الوعّاظ دخل على هارون الرشيد فقال له: إنّي مُغلِظ لك في الكلام، فهل أنت محتمل له؟ فقال: لا ؛ إنّ اللّه‏ تعالى بَعَثَ مَن هو خير منك إلى من هو شرٌّ منّي فقال: «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».۳

و راوي الحديث: أبو بَرْزَة۴.

۳۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَخلَصَ للّه‏ِِ أَربَعينَ صَباحاً، ظَهَرَت يَنابيعُ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلَى لِسانِهِ.۵

«الإخلاص»: تصفية النفس من شَوب الرياء و السمعة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ، ح ۴۶۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۶۶ ، ح ۵۵۲۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۸۲ ، ح ۸۵۳۱مع اختلاف يسير فيه ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۱۱۴ ، ح ۸۵۳۱ .

2.طه (۲۰) : ۴۴ .

3.. البداية و النهاية لابن كثير، ج۱۰، ص۲۳۵ مع اختلاف في اللفظ .

4.«ألف»: أبو بريرة.

5.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۵ ، ح ۴۶۶ ؛ الفردوس ، ج ۳ ، ص ۵۳۶ ، ح ۵۶۷۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۲۴ ، ح ۲۳۶۱ ؛الفتوحات المكّية ، ج ۲ ، ص ۱۰ . عدّة الداعي ، ص ۲۱۸ ؛ الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ شرح الكافي للمازندراني ، ج ۱ ، ص ۴۹ ؛ معارج اليقين في اُصول الدين ، ص ۲۴۹ ، ح ۶۴۵ ؛ درر الأخبار ، ص ۴۸۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2207
صفحه از 488
پرینت  ارسال به