و فائدة الحديث: النهي عن النظر في كتاب لم يأذن صاحبُه في النظر فيه، و إعلام أنّه إذا فعل ذلك نظر إلى النار.
و راوي الحديث: ابن عبّاس.
۳۲۷.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنْ كانَ آمِراً بِمَعرُوفٍ فَليَكُن أَمرُهُ ذلِكَ بِمَعرُوفٍ.۱
مضمون هذا الحديث: أنّ الآمر بالمعروف ينبغي أن يكون عارفا بوجوه ما يَأمر به، فيَخشُن في موضع الخشونة، و يَلين في موضع اللين، و يَلطُف /۲۰۹/في موضع اللطف، و يَعنُف في موضع العُنف، و ما أكثَرَ ما يؤثِّر فيه اللطفُ أكثر مِن تأثير الخشونة و العناد ؛ و قد رأيتُ مَن أمر بمعروف، فكان أمرُه ذلك أنكر مِن منكر المأمور بكثير، فانقلبَت المسألة، و احتاج الآمِرُ إلى ألف آمر و ناهٍ، و المعروف الحَسَنُ من الفعل و القول، و قد تقدّم القول فيه.
و فائدة الحديث: الحثّ على مراقبة الشروط في الآمر بالمعروف، و الأخذ بالأحسن، و الائتمام بالقرآن حيث يقول: «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى»۲.
و من شُجون الحديث: أنّ بعض الوعّاظ دخل على هارون الرشيد فقال له: إنّي مُغلِظ لك في الكلام، فهل أنت محتمل له؟ فقال: لا ؛ إنّ اللّه تعالى بَعَثَ مَن هو خير منك إلى من هو شرٌّ منّي فقال: «فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».۳
و راوي الحديث: أبو بَرْزَة۴.
۳۲۸.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن أَخلَصَ للّهِِ أَربَعينَ صَباحاً، ظَهَرَت يَنابيعُ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلَى لِسانِهِ.۵
«الإخلاص»: تصفية النفس من شَوب الرياء و السمعة.