107
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

اللّه‏ تعالى له يوم القيامة لسانين من نارٍ عقوبةً على خداعه و نفاقه، و يجوز أن يكون إشارةً إلى نفاق الكفر، و يجوز أن يكون المراد به السعي بالفساد بين المسلمين و التضريب فيما بينهم، و إنّما جُعل له لسانان من نارٍ عقوبةً في الآلة الّتي كان يسعى بها و يستعملها في ذلك، و مضاعفة الآلة تشديد۱ و تنكيل و مبالغة في العذاب.

و فائدة الحديث: التحذير من النفاق، و السعي في الشقاق.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۲۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ نَظَرَ في كِتابِ أَخيهِ بِغَيرِ إِذنِهِ فَكَأَنَّمَا يَنظُرُ في النَّارِ.۲

«الكتاب» في هذا الحديث يعني به الدُّرْج۳ الّذي فيه ذِكر النفع و الضرّ، و ليس بالدفتر المكسور على ضمّ العلوم ؛ و إنّما نُهِيَ عن النظر في كتاب غيره لأنّ /۲۲۹/ الإنسان ربّما كانت له أحوال لا يريد أن يُطَّلَع عليها، و مفاقر لا يَستحسن أن تُعلَم، و اُمور يجب أن تُكتَم، و النظر في النار كناية عن استيجاب نار جهنّم و المعاقبة بها، يقال: السَّيف يَنظر إلى رقبته ؛ أي هو قريب أن يقع فيها، و يجوز أن يكونَ المعنى أنّ ذلك الكتاب المنظورَ فيه هو مسبِّب۴ النار فكأنّه نار، فسمّي السبب باسم المسبَّب۵ و هو كثير، قال اللّه‏ تعالى: «إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارا»۶ أي أكلُ مال اليتيم سبب النار، فجعله نارا.

1.. «ألف» : + و تشكيل .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۶۴ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ ، ح ۴۳۸۴۴ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ ؛المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۰۷۸۲ ؛ نصب الراية للزيلعي ، ج ۳ ، ص ۱۴۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۵ ، ص ۱۳۲ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ ، ح ۲۴۱ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۱۵۹ ، ح ۱۰۵۵۰ و فيه عن العوالي .

3.. الدُّرج : حِفش النساء ، و السفط الصغير الذي تضع فيه المرأة خُفّ متاعها و طيبها ، و الحِفش : ما كان من الآنية ممّا يكون أوعية في البيت للطيب و نحوه . انظر : العين ، ج ۳ ، ص ۹۶ حفش ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۵۵ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۱۱ (درج) .

4.. «ب» : يسبّ .

5.. «ألف» : فسمّي مسبِّب النار .

6.. النساء ۴ : ۱۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
106

إِلَى مَيْسَرَةٍ»، و استنظَرَه: استمهَلَه، و تَنظَّرَه أي انتَظَرَه في مُهْلَة، و الوَضْعُ هاهنا: الحَطُّ من رأس المال، و قد يقال للخسران: الوَضيعة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أمهل الغريمَ الفقيرَ، أو حَطَّ له مِن رأس المال تخفيفا عنه، أظَلَّه اللّه‏ تعالى في صعيد القيامة تحت عرشه، و وقاه من الصَّهْرَة۱.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أنظر مديونا، فله بكلّ يوم عند اللّه‏ تعالى وزن اُحد ما لم يطلبه.۲

و قال عليه‏السلام: مَن أنظر معسرا كان له بكلّ يوم صدقة.۳

و فائدة الحديث: الحثّ على الإحسان في المعاملة، و الترغيب في المساهلة و المجاملة و التأخير للحريف و الحطّ طلبا للتخفيف.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۲۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كَانَ ذا لِسَانَينِ في الدُّنيا جُعِلَ لَه يَومَ القيامَةِ لِسانانِ مِن نارٍ.۴

ذِكر «اللسانين» في الحديث كنايةٌ عن النفاق و الخداع، و هو أن يخاطب هذا بلسان و ذاك بآخر، لا يتحرّج من الكذب، بل يوافِق كلَّ أحد.

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: كثرة الوِفاق نفاق.۵

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من كان منافقا في دار الدنيا ـ يخاطِب هؤلاء بشيء و اُولئك بضدّه ـ جعل

1.. الصَّهْر : الإذابة ، إذابة الشَّحم ، و نحوه و شيء صَهْر : حارٌّ . انظر : العين ، ج ۳ ، ص ۴۱۱ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۷۲صهر .

2.. راجع : تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ .

3.. الكافي ، ج ۴ ، ص ۳۶ ، ح ۴ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۹ ، ح ۱۷۰۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۱ و ۳۶۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۸۰۸ ، ح ۲۴۱۸ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۶۳ ؛ سنن أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ؛ الحلية ، ج ۲ ، ص ۱۶۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ،ص ۳۶۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۱۷۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۲ ، ص ۱۰۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۴ ، ص ۱۵ ؛ فتح الباري ،ج ۱۱ ، ص ۲۸۸ .

5.. عيون الحكم و المواعظ ، ص ۳۸۹ ؛ المناقب للخوارزمي ، ص ۳۷۶ ؛ الفصول المهمّة لابن صبّاغ ، ج ۱ ، ص ۵۴۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2008
صفحه از 488
پرینت  ارسال به