إِلَى مَيْسَرَةٍ»، و استنظَرَه: استمهَلَه، و تَنظَّرَه أي انتَظَرَه في مُهْلَة، و الوَضْعُ هاهنا: الحَطُّ من رأس المال، و قد يقال للخسران: الوَضيعة.
يقول صلىاللهعليهوآله: مَن أمهل الغريمَ الفقيرَ، أو حَطَّ له مِن رأس المال تخفيفا عنه، أظَلَّه اللّه تعالى في صعيد القيامة تحت عرشه، و وقاه من الصَّهْرَة۱.
و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: مَن أنظر مديونا، فله بكلّ يوم عند اللّه تعالى وزن اُحد ما لم يطلبه.۲
و قال عليهالسلام: مَن أنظر معسرا كان له بكلّ يوم صدقة.۳
و فائدة الحديث: الحثّ على الإحسان في المعاملة، و الترغيب في المساهلة و المجاملة و التأخير للحريف و الحطّ طلبا للتخفيف.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۳۲۵.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن كَانَ ذا لِسَانَينِ في الدُّنيا جُعِلَ لَه يَومَ القيامَةِ لِسانانِ مِن نارٍ.۴
ذِكر «اللسانين» في الحديث كنايةٌ عن النفاق و الخداع، و هو أن يخاطب هذا بلسان و ذاك بآخر، لا يتحرّج من الكذب، بل يوافِق كلَّ أحد.
و قال أمير المؤمنين عليهالسلام: كثرة الوِفاق نفاق.۵
فيقول صلىاللهعليهوآله: من كان منافقا في دار الدنيا ـ يخاطِب هؤلاء بشيء و اُولئك بضدّه ـ جعل
1.. الصَّهْر : الإذابة ، إذابة الشَّحم ، و نحوه و شيء صَهْر : حارٌّ . انظر : العين ، ج ۳ ، ص ۴۱۱ ؛ لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۷۲صهر .
2.. راجع : تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ .
3.. الكافي ، ج ۴ ، ص ۳۶ ، ح ۴ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۹ ، ح ۱۷۰۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۱ و ۳۶۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۸۰۸ ، ح ۲۴۱۸ .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۴ ، ح ۴۶۳ ؛ سنن أبي يعلى ، ج ۱ ، ص ۱۴۰ ؛ الحلية ، ج ۲ ، ص ۱۶۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ،ص ۳۶۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۱۷۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۲ ، ص ۱۰۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۴ ، ص ۱۵ ؛ فتح الباري ،ج ۱۱ ، ص ۲۸۸ .
5.. عيون الحكم و المواعظ ، ص ۳۸۹ ؛ المناقب للخوارزمي ، ص ۳۷۶ ؛ الفصول المهمّة لابن صبّاغ ، ج ۱ ، ص ۵۴۴ .