105
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۳۲۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللّه‏ُ عَلَيهِ في الدُّنيا وَ الآخِرَةِ.۱

«الإعسار»: الإضاقة، و قد أعسَرَ إعسارا.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سَهّل الأمرَ على مُعسِر في دَين أو قرض أو لازم، سَهّل اللّه‏ تعالى عليه أمر۲ الدنيا و الآخرة، و قد حَثَّ اللّه‏ُ تعالى على ذلك بقوله تعالى: «وَ إِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ»۳ ؛ و ذلك لِما فيه من الفضل العظيم و المَنّ الجسيم ؛ فإنّ الفقر كاد أن يكون كفرا،۴ فالميسِّر له المسهِّل الآخذ بالأهون الأرفق عليه إمّا بالحطّ۵ عن رأس المال، أو هبةٍ منه، أو تقسيطه۶ و تجزئته في الأداء بعَرْض۷ أن يسهّل اللّه‏ تعالى عليه مشاقَّ الدنيا و الآخرة ؛ و ذلك۸ أنّ ما يتعاطاه الإنسان مع عباده ـ خيرا كان أو شرّا ـ فكأنّه يتعاطاه /۲۲۸/ مع اللّه‏ تعالى.

و فائدة الحديث: الحثّ على الإمهال و الإنظار لذوي الإضاقة و الإعسار.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۲۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَنظَرَ مُعسِراً أَو وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللّه‏ُ تَحتَ ظِلِّ عَرشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ.۹

/۲۰۸/ «الإنظار»: التأخير و الإمهال، و قد أنظرتُه، و الاسم النَّظِرَة، قال اللّه‏ تعالى: «فَنَظِرَةٌ

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ ، ح ۴۵۷ و ۴۵۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۷۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۸۰۸ ، ح ۲۴۱۷ ؛سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۶۵ ، ح ۴۹۴۶ ؛ المصنّف ، ج ۶ ، ص ۲۴۷ ، ح ۲ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۵ .

2.. «ألف» : في .

3.البقرة ۲ : ۲۸۰ .

4.. هذه رواية مشهورة بهذا التعبير : كادَ الفقرُ أن يكون كفرا . راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۰۷ ، باب الحسد ، ح ۴ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۲۰ ، ح ۱۰۴۸ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۳۷۱ ، ح ۴۶۵ ؛ الخصال ، ص ۱۲ ، ح ۴۰ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ، ح ۵۸۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۶۶ ، ح ۶۱۹۹ .

5.. «ألف» : لحطّ .

6.«ألف» : تقسيط .

7.. «ألف» : يُعرض .

8.«ألف» : كذلك .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ ـ ۲۸۴ ، ح ۴۵۹ ـ ۴۶۲ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۱۸۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ ؛سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۳۸۵ ، ح ۱۳۲۱ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۹ و ۴۰۳ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۱۰۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۸ ، ص ۳۶۶ ، ح ۲۳۸۶۱ ؛ زبدة البيان ، ص ۴۵۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
104

خَلقتُ الشيبَ مِن نوري۱ المصفّىو لستُ بمُحرِق نوري بناري۲

و لذلك۳ نهى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن نتف الشيب و قال: ما شابَ رجُلٌ مِن أهل الإسلام شيبةً إلاّ كَتَبَ اللّه‏ُ له بها حَسَنةً، و محا عنه سيّئةً، و رَفَعَ بها درجةً.۴

و عن عطاءٍ قال: لمّا رأى إبراهيم عليه‏السلام الشيبَ قال: مرحبا بالحلم و العلم، الحمد للّه‏ الّذي أخرجني من الشباب سالما.۵

و رأى بعضُهم شيخا تُوُفِّيَ بالبصرة في المنام، فقال: ما فَعَلَ بك رَبُّك؟ فقال: وقفني بين يديه فقال: حَلفتَ ثمانين ألفَ يمينٍ كاذبة! أما إنّي لو لا أنّك شيخ لعذّبتك.۶

و رأى بعضُهم بعضَ الأكابر في المنام فقال: ما فعل بك ربّك؟ قال: وقفنى فقال: يا شيخَ السَّوء، فَعلتَ و فَعلتَ؟ قال: فقلت: يا سيّدي و مولاي، ما هكذا حُدّثتُ عنك! قال اللّه‏ تعالى: و ما حُدّثتَ عنّي؟ فقلت: حدّثني فلان قال: حدّثني فلان، قال: حدّثَتْني عائشة، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، عن جبرئيل، عنك ـ يا رَبَّ العزّة ـ أنّك قلت: إنّي لأستحيي من عبدي و أَمَتي إذا شابا في الإسلام أن أنصِبَ لهما ميزانا أو أرفع لهما ديوانا. فقال تعالى: صَدَقَ فلان، صدق فلان، صدقتْ عائشة، صدق رسولي محمّد، صدق جبرئيل، و أنا أصدَقُ الصادقين، أنا قلت ذلك، و قد عفوت عنك.۷ أو كما قال.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الشيب نور المسلم يوم القيامة، و۸ أنّه أقرب إلى العفو.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

1.. «ألف» : نور .

2.. لم نعثر عليه .

3.. «ألف» : ذلك .

4.. راجع : صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۲۵۳ ؛ موارد الظمآن ، ج ۵ ، ص ۲۰ مع اختلاف .

5.. كتاب العمر و الشيب لابن أبي الدنيا ، ص ۶۸ ، ح ۵۷ .

6.. لم نعثر على مأخذ الكلام .

7.. الدرّة الفاخرة في كشف علوم الآخرة ، ضمن رسائل الغزالي ، ص ۵۱۳ .

8.. «ألف» : ـ و .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2471
صفحه از 488
پرینت  ارسال به