11
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

ـ و أنا رسول اللّه‏ ـ ما يُفعل بي و لا بكم! فقالت اُمّ العلاء: فو اللّه‏ لا اُزكّي بعده أحدا!

قالت: فرأيت لعثمان في النوم عينا تجري، فجئت إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۱، و ذكرتُ ذلك له، فقال: ذاك عمله.۲

و روي: أنّ بِلالاً دخل على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: ماتت فلانة فاستراحت. /۱۸۲/ فغضب صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و قال: إنّما استراح مَن غُفر له.۳

«و من يغفر يغفر اللّه‏ له» أي: من يغفر زلّة عبد من عباد اللّه‏ يَغفر اللّه‏ له۴. كما قال: ارحم مَن في الأرض يرحمك من في السماء.۵

«و من يعفُ يعف اللّه‏ عنه» مثله.

«و من يصبر على الرزيّة يعوّضه اللّه‏ِ» ؛ قد تقدّم الكلام في الصبر و أنّ ثوابه لا يعلمه إلاّ اللّه‏ عزّ و جلّ ؛ لقوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ»۶، و «الرزيّة»: المصيبة، و كذلك المَرزِئَة، و قد رَزَأَتْه الرزيَّةُ: أصابته، و أصل الرُّزء: الإصابة، تقول: رَزَأتُه رُزءا و مَرزِئةً: إذا أصبتَ منه خيرا.

فيقول: مَن يصبر على المصيبة يعوّضه اللّه‏ تعالى عن الفائت ـ و «الصبر» هو حبس النفس عن الجزع ـ و من يكظم غيظه يأجره اللّه‏ تعالى. و أصل «الكَظْم»: مَجرى النفَس، يقال: أخذ بكَظَمه۷، و الكُظوم: احتباس النفَس، و يعبَّر به عن السكوت، و كُظِمَ فلان:

1.. «ألف» : رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

2.. مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۴۳۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۶۴ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۵۵ ؛ السنن الكبرىللبيهقي ، ج ۴ ، ص ۷۶ .

3.. الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۹۲ ، ح ۲۵۶۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۴۲ ، ح ۱۰۳۵۱ ؛ و ج ۱۵ ، ص ۶۹۳ ، ح ۴۲۷۷۱ .

4.. «ألف» : ـ له .

5.. الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۹ ، ح ۵۸۰۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۴۸ ؛ فتح الباري ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۸ ؛ مسند أبي داود ،ص ۴۴ .

6.. الزمر ۳۹ : ۱۰ .

7.. أخذ الأمرُ بكَظَمه إذا غَمَّه ، و اُخذوا بكَظَمهم أي لم يبق مِن أكثرهم خبر و لا أثر أي ماتوا . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۳۰ ؛ مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۵۴ كظم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
10

و فائدة الحديث: الحثّ على التواضع، و المنع من التكبّر.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

۲۴۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن يَتَأَلَّ عَلى اللّه‏ِ يُكذِّبْه، و مَن يَغفِرْ /۱۶۸/ يَغفِرِ اللّه‏ُ لَه، و مَن يَعفُ يَعفُ اللّه‏ُ عَنهُ، وَ مَن يَصبِر عَلَى الرَّزيَّةِ يُعَوِّضْهُ اللّه‏ُ تَعالَى، وَ مَن يَكظِمْ يَأجُرْهُ اللّه‏ُ تَعالَى.۱

«الألِيَّة»: الحَلْف، و الجمع الأَلاياء، و قد آلى يُولي إيلاءً، و قيل: أصله مِن ألا يَألو إذا قَصَّرَ كأنّه يقع الحلف على ما قصّر فيه،۲ و هذا الكلام في خطبة له عليه‏السلام.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: النهي عن التحكّم على اللّه‏ِ تعالى، و أنّه لا محالة يفعل كذا و لا يفعل كذا، و أنّه يغفر لفلان، و أحلِفُ أنّ فلانا في الجنّة أو في النار! لأنّ هذا إلى اللّه‏ تعالى ؛ لأنّه العالم بالضمائر، الخبيرُ بالسرائر.

و روتْ عائشة: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: ويل للمُتَألِّين من اُمّتي ؛۳ يعني الّذين يَحكمون على اللّه‏ِ تعالى.

و في حديث اُمّ العَلاء: فطار لنا۴ عثمان بن مظعون في السُّكنى حين اقترعَت۵ الأنصارُ على سكنى المهاجرين، فاشتكى فمرّضناه حتّى تُوُفِّي، ثمّ جعلناه في أثوابه ـ قال ـ فدخل علينا رسول اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقلت: رحمة اللّه‏ِ عليك أبا السائب! فشهادتي عليك أن قد أكرمك اللّه‏ِ. فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أمّا هو فقد جاء اليقين، و إنّي لأرجو له الخيرَ من اللّه‏، و اللّه‏ِ ما أدري

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۰ ، ح ۳۳۶ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ،ح ۱۶۰۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۹۲۱ ، ح ۴۳۵۸۶ . الكافي ، ج ۸ ، ص ۸۲ ، ح ۳۹ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۷ ، ح ۵۷۸۳ و فيه إلى قوله «يكذّبه» ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۵۷۷ ، ح ۱ (و في كلّ المصادر غير الأوّل مع اختلاف يسير) .

2.. اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۷۰ ألا .

3.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۴۷ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۲ ، ص ۳۴ .

4.. أي خرج ـ و حصل في القرعة لهم عثمان . راجع : فتح الباري ، ج ۷ ، ص ۲۰۶ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۵۱ طير .

5.. «ألف» : أقرعت .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1957
صفحه از 488
پرینت  ارسال به